زاد الاردن الاخباري -
مع نجاح تماسك (اتفاق عمان) في الجنوب الغربي السوري، منذ الأحد الماضي بدأت المليشيات الشيعية بإعادة انتشارها في هذه المنطقة، مبتعدة عن الحدود الأردنية مسافة لا تقل عن 40 كلم، التزاما بالاتفاق.
وشاهد سكان في مدينة درعا أرتال المليشيات المذهبية وهي حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية وهي تنسحب ليلا من الجبهة الشرقية لمخيم درعا للاجئين الفلسطينيين، الذي كان على خط النار في الاشتباكات قبل اتفاق الهدنة.
وقالوا إن هذه المليشيات انسحبت من مكان تمركزها في نقطة المطاحن وفرع المخابرات الجوية القريبة على جبهة القتال في مخيم درعا القريب من الحدود الأردنية.
وتضمن "اتفاق عمان" والذي لم يعلن عن تفاصيله بشكل رسمي، ابتعاد المليشيات المذهبية عن الحدود الأردنية أكثر من 40 كلم، وفقا لما قاله مصدر .
وقال الإعلامي السوري من مدينة درعا ابو سراج اللجاة إن أرتال هذهه المليشيات شوهدت أيضا تنسحب من جبهات حي سجنة في درعا القريبة من الحدود الأردنية.
وهو ما أكد الاعلامي السوري عمر شهدا ، بأن أرتال مليشيات إيران انسحبت، ووصلت إلى معسكرات عسكرية في بلدة عتمان، ومدينتي إزرع والصنمين بريف درعا الشمالي، وهي مناطق تسيطر عليها قوات النظام والمليشيات المذهبية".
وقال الإعلامي منير قداح من مدينة درعا إنه لاحظ ان "هناك تحركات وتجميع للآليات العسكرية وسحبا لبعض العناصر لمدينة الصنمين ودمشق ليلة أول من أمس، غير انه لم يستطع تأكيد إن كانت تابعة للنظام او للمليشيات المذهبية".
وقال إن هذه التحركات في درعا مريبة، معبرا عن خشيته من أن يكون هذا الانسحاب تحركا ايرانيا في الجنوب السوري يقضي بعمل عسكري لإسقاط الهدنة والتقدم السريع في نقطة حساسة في درعا لتثبيت وجوده".
ودخل اتفاق أردني - أميركي - روسي لوقف إطلاق النار جنوب غربي سورية (اتفاق عمان) حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي، وشمل ثلاث محافظات، هي: السويداء ودرعا والقنيطرة، فضلاً عن الأراضي المحتلة في الجولان السوري، وفلسطين، والتي تضم أطرافاً متصارعة هي: قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات إيرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني، وفصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن تسمية "الجبهة الجنوبية".
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أعلن، الجمعة الماضي عن التوصل إلى الاتفاق بين عمان وواشنطن وموسكو.
واتفقت الأطراف الثلاثة على أن يكون وقف النار هذا "خطوة باتجاه الوصول إلى خفض دائم للتصعيد في جنوب سورية، ينهي الأعمال العدائية ويعيد الاستقرار ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة المحورية".
في الاثناء يستثمر الجيش السوري والمليشيات المذهبية الموالية له حالة الهدوء في الجنوب الغربي السوري، التزاما بـ"هدنة عمان"، وانسحاب قواتها من قرب الحدود الاردنية في الدفع بهذه القوات المسنودة بالطيران الروسي الى البادية السورية، لتعزيز قدرات الجيش السوري، في السيطرة السريعة على اكبر عدد من المناطق فيها، في ظل تواضع قدرات وأعداد مقاتلي فصائل المعارضة المنتشرة والمبعثرة على مساحات واسعة ومكشوفة في البادية.
فقد استمر الجيش السوري يوم امس، بحسب "المعارضة" بالدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة من الدبابات والجنود والعتاد، بعد ان تمكنت فصائل المعارضة اول من امس من وقف اندفاعه، واستعادة بعض المناطق التي سيطر عليها في هجومه الأخير (معركة الفجر الكبرى) الذي بدأه يوم الاثنين الماضي.
ورجح معارضون أن "يكون الجيش السوري حصل على ضوء اخضر من بعض الدول الفاعلة بالملف السوري، لتمرير تسويات في البادية، بيد انهم يؤكدون بانهم غير مضطلعين على تفاصيلها، او متأكدين منها حتى الآن".
وتضاربت معلومات المعارضين في خسارة مناطق لصالح الجيش السوري ومليشياته، فبينما يؤكد مدير المكتب الاعلامي لجيش اسود الشرقية سعد الحاج ، "عدم سيطرة قوات النظام على أي مناطق جديدة في البادية يوم امس"، اكد عضو المكتب الاعلامي لقوات الشهيد أحمد العبدو ان "قوات النظام ومليشياته سيطرت على منطقة محروثة، وتشن هجوما واسعا للسيطرة على منطقة أم اذن.
بيد أن سعد الحاج أقر باندلاع اشتباكات عنيفة بالقرب من منطقة محروثة بين فصائل الجيش الحر وقوات النظام والمليشيات الطائفية المساندة له، وسط قصف عنيف من الطيران الروسي على كافة المحاور في ريفي دمشق والسويداء".
وفي تطور لافت انسحب فصيل جيش مغاوير الثورة التابع للجيش الحر والذي يتولى حماية معبر التنف بين سورية والعراق من المفاوضات التي تجري بينه وبين قوات سورية الديمقراطية الكردية "قسد" برعاية من التحالف الدولي ضد "داعش" في التحضير لمعركة تحرير دير الزور من قبضة "داعش".
وقالت مصادر سورية إن "المغاوير" رفض انضمام فصائل من المكون العربي وتنتمي لـ"قسد" لجيش المغاوير في معركته لتحرير دير الزور.
وأوضحت هذه المصادر ان "المغاوير" يريد ان يكون قراره مستقلا عن تأثير أي فصائل أخرى ذات مرجعيات متعددة.
وكان التحالف الدولي طرح على جيش المغاوير مساعدته في إنشاء قاعدة عسكرية في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي والقريبة من دير الزور لتشجيع ابناء عشائر المنطقة التي ينتمي لها منتسبو "المغاوير" على الانضمام لجيش المغاوير من اجل تعزيز قدراته في معركة تحرير دير الزور، خاصة بعد وصول الجيش السوري والمليشيات المساندة له إلى الحدود السورية - العراقية من منطقة الوعر، وقطع الطريق على فصائل المعارضة المتواجدة في البادية السورية، من التوجه شمالاً إلى دير الزور ومعبر البوكمال على الحدود السورية العراقية.
الغد