زاد الاردن الاخباري -
ينتهك مجهولون يشتبه أنهم باحثو دفائن حرمة مقبرة الكمشة الإسلامية وسط قرية الكمشة التي تضم مناطق أثرية (إحدى قرى قضاء بيرين) غربي الزرقاء، اذ تعرض 15 قبرا للنبش، خلال الشهور الثلاثة الماضية، وفق سكان.
ويطالب السكان بإجراءات فورية لوقف هذه الانتهاكات التي خلفت أضراراً بالقبور والجثامين، وملاحقة المعتدين الذين سولت لهم أنفسهم المساس بقدسية المقبرة، موضحين أنهم أبلغوا البلدية والحاكم الإداري، غير أن هذه الانتهاكات التي بدأت قبل ثلاثة أشهر مستمرة ولم يحد منها إلا يقظة المجاورين للمقبرة.
لكن رئيس لجنة بلدية بيرين الجديدة نائب محافظ الزرقاء عدنان العتوم قال إن البلدية تلقت شكاوى من سكان قرية الكمشة قبل أشهر عن قيام مجهولين بتدنيس المقبرة ونبش القبور، فتم إبلاغ مدير القضاء والمركز الأمني، حيث حضرت دورية لكنها لم تعثر على أحد.
وبين أن هذه الحادثة "وحيدة" ولم يسجل بعدها اعتداءات أو انتهاكات، ويشتبه أن من يقف وراءها باحثون عن دفائن، موضحاً أن هذه المقبرة لا يتوفر في حرس ضمن كادر البلدية حالياً، غير أن اللجنة طلبت ثلاثة حراس ضمن جدول التعيينات القادمة، سيتم تخصيص اثنين منهم لحراسة المقبرة.
ويقول أحد السكان وهو عبدالله الزواهرة، إن الانتهاكات بدأت قبل ثلاثة أشهر عندما قام مجهولون بنبش بعض القبور دون أي وازع اخلاقي أو إنساني ما أدى إلى تناثر العظام، فقام السكان على إثرها بإبلاغ البلدية والحاكم الإداري لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لكشف الفاعلين ومحاسبتهم، غير أن هذه الانتهاكات تواصلت لتشمل تدنيس زهاء 15 قبراً.
وأضاف، أن وجود المقبرة وسط القرية بين منازل السكان المملوئين اشمئزازاً وغضباَ من هذه الانتهاكات حد منها لأنهم يبلغون بعضهم البعض في حال وجود شخص آثار الانتباه دخل إلى المقبرة التي من المفترض أن يقوم على حراستها حارسان من موظفي البلدية.
ووصف أحد السكان وهو محمد عواد تدنيس المقبرة ونبش قبورها "بالعمل الخسيس"، مطالباً الجهات المختصة بضرورة الكشف السريع عن طبيعة هذه الانتهاكات ومن يقف وراءها سواء كانوا باحثين عن دفائن أو دجالي السحر والشعوذة.
وطالب بإيجاد حراسة دائمة على المقبرة والحفاظ على حرمتها كونها تمثل حرمة من حرمات الأموات، إضافة إلى تسيير دوريات أمنية في المنطقة "لمنع من اعتادوا على التكسب بكل ما هو محرم ومقدس".
وقال الدكتور ظاهر الزواهرة إن من المفترض أن تقوم الجهات ذات العلاقة بمعاقبة ومحاسبة المتورطين بهذه الجريمة لتحقيق الردع عن تكرارها، مبدياً غضبه الشديد من قيام هؤلاء المجرمين بنبش القبور والوصول إلى اللحد وإخراج العظام منه.
ووصف قضاء بيرين الذي يضم 19 قرية من بينها الكمشة بمستودع آثار لحضارات وتجمعات بشرية سكنتها منذ آلاف السنوات، والعديد من المساجد التاريخية ومنها في الكمشة المسجد العمري.
أما مدير قضاء بيرين سلطان الماضي، فأكد أن "الحادثة وحيدة ولم تتكرر منذ أول مرة تلقينها بها البلاغ قبل ستة أشهر"، موضحا أن مدير المنطقة اتصل حينها وأبلغ عن تعرض حراس المقبرة لمضايقات من جانب بعض الباحثين عن دفائن فتم الطلب من نقطة أمن بيرين التحرك فوراً باتجاه المقبرة، غير أن العابثين فروا قبل وصول الأمن. إلى ذلك، قال مصدر أمني إن منطقة اختصاص نقطة أمن بيرين كبيرة جداً وتمتد حتى حدود جرش وعمان والزرقاء، ورغم ذلك لا يتوفر في النقطة سوى مركبة واحدة لتغطية الاختصاص.
الغد