زاد الاردن الاخباري -
يشكل موضوع السيطرة على معبر نصيب مع الاردن اكثر القضايا الشائكة امام اقرار قادة الفصائل السورية الجنوبية للصياغة النهائية لاتفاق عمان الدائم لوقف اطلاق النار، في الاجتماعات التي تجري في عمان منذ ثلاثة ايام برعاية اميركية بحضور مبعوثها الخاص الى سورية مايكل راتني.
ورغم ان بقية القضايا عليها شبه اتفاق من قبل هؤلاء القادة، الا ان موضوع المعبر اخذ قدرا كبيرا من المباحثات، وما يزال موضع الخلاف، بحسب ما قالت مصادر سورية موثوقة، وخصوصا ان هذا المعبر، يشكل عنوانا للسيطرة على الجنوب بالنسبة للمعارضة، فيما يحتل أولوية اقتصادية قصوى لدى النظام السوري الذي يصر على استعادة السيادة عليه.
يأتي ذلك فيما يحاول الطرف الأردني وهو الطرف الثالث والمهم، والذي يشترك مع الطرفين السابقين في المعبر، استثمار علاقاته المميزة مع المعارضة الجنوبية خلال الاجتماع، وبذل جهود توفيقية في هذا الاطار، تتمثل بالسماح برفع العلم السوري (علم النظام) على ان يقوم موظفون محايدون على إدارته، فيما تبقى السيطرة العسكرية على المعبر لقوات المعارضة.
وتشير المصادر ذاتها الى ان الاجتماع ينتظر ردا رسميا على هذا الاقتراح من الوسيط الروسي، وهو أحد الاطراف الرئيسة الثلاثة التي توصلت الى "اتفاق عمان" في التاسع من الشهر الحالي، رغم ابلاغ المجتمعين بحصول رد روسي ايجابي على نقاط الخلاف.
ويعتبر معبر نصيب/ جابر الحدودي بين الاردن وسورية شريان حياة لكثير من القطاعات الاقتصادية الاردنية، التي كانت تعتمد عليه في ايصال منتجاتها الى اسواق لبنان وتركيا وأوروبا.
وبحسب ذات المصادر فإن الاجتماعات تم التوافق فيها على قيام قوات المعارضة بحماية طريق دمشق عمان (ضمن مناطق سيطرتها)، بالإضافة الى تشكيل مراكز لمراقبة الهدنة بمناطق الجنوب التي تسيطر عليها المعارضة.
ويركز قادة الفصائل بحسب ذات المصادر خلال الاجتماعات على الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وتثبيت وقف اطلاق النار مع قوات النظام بشكل دائم وعلى مراحل، والتأكيد على عدم وجود بشار الأسد وعائلته في السلطة، بالإضافة لانسحاب ميليشيات إيران وحزب الله اللبناني من كامل الجنوب السوري، وإدخال المساعدات الإنسانية الى المناطق المحررة.
كما يركز القادة على ضرورة استصدار قرار من مجلس الأمن يدعم إعلان جنيف واتفاق الجنوب ويتبنى الهدنة.
بيد أن المصادر أشارت الى نقطة حساسة يبحثها القادة في اجتماعهم وهي جبهة فتح الشام (النصرة) والتي تتواجد بشكل محدود على الارض في الجنوب السوري، وترفض اتفاق عمان، مشيرة الى انه يجري البحث في تخييرها بفتح طريق لكوادرها نحو الشمال في ادلب، أو بدء معركة الاجتثاث لها من الجنوب.
وتشير ذات المصادر الى ان الاجتماع من المقرر ان يبحث ايضا في من سيدير مناطق المعارضة، والشرطة التي ستعمل فيها، وإمكانية نقل قوات من فصائل المعارضة الى معسكر الشدادي، الذي يعكف "التحالف" على بنائه في منطقة الشدادي بريف الحسكة القريب من دير الزور، للمشاركة في معركة تحرير هذه المحافظة من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأكد وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني في تصريحات لوكالة الانباء الكويتية "كونا" اول من امس، أن "آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب السوري تصاغ في مراحلها النهائية"، دون ان يشير الى اجتماعات قادة الفصائل، الذي تتكتم عليه الجهات الرسمية في المملكة، بالاضافة الى مسؤولي المعارضة.
وكان المبعوث الأميركي قال في رسالة وجهها الى المعارضة السورية قبل ايام، إنه يتطلع إلى لقاء قريب يجمعه والفصائل والجماعات المدنية في سورية، بيد انه لم يوضح مكانا او زمانا لذلك.
ورأى راتني بحسب رسالته أن "الاتفاق الذي جاء ثمرة النقاشات الأميركية المستمرة مع الروس والأردنيين حول خفض التصعيد في الجنوب السوري يهدف الى وقف العنف وإنقاذ أرواح السوريين".
وقال في الرسالة إن "بلاده ملتزمة بوحدة سورية وسيادتها واستقلالها، وإن جميع المحادثات حول الجنوب تستند إلى هذه المبادئ".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية حيز التنفيذ الأحد قبل الماضي، ويشمل محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، بين الأطراف المتصارعة، وهي: قوات النظام المدعومة بمليشيات إيرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني، وفصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن الجبهة الجنوبية.
وذكرت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن "راتني الذي التقى في عمان (الأحد) بقادة فصائل المعارضة المسلحة في جنوب سورية، شدد على أهمية تطوير القوات الشرطية في محافظة درعا لتحفظ الأمن وتوفر الشروط المناسبة لعودة اللاجئين السوريين في الأردن، وتوفر الولايات المتحدة ضمانة بعدم تعرض المنطقة لأي قصف أو اعتداءات".
الغد