زاد الاردن الاخباري -
اكتملت في لبنان أمس الاربعاء عملية تبادل الأسرى بين جماعة حزب الله اللبنانية ومسلحي "جبهة فتح الشام" - المعروفة سابقا باسم (النصرة) - في سورية.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية في لبنان أن الصليب الأحمر اللبناني بدأ برعاية المدير العام للأمن العام بمبادلة المحتجزين في منطقة عرسال.
ويأتي هذا في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وهيئة تحرير الشام في منطقة جرود عرسال الحدودية بين لبنان وسورية.
وتضمن الاتفاق بين الجانبين أيضا مغادرة مسلحي الجبهة من منطقة الحدود اللبنانية حول بلدة عرسال، مع أي مدنيين آخرين موجودين حاليا في مخيمات اللاجئين القريبة ويرغبون في المغادرة.
ويماثل الاتفاق اتفاقات أخرى تمت داخل سورية، نقلت بناء عليها دمشق مسلحين ومدنيين إلى محافظة إدلب، ومناطق أخرى.
وقد ساعدت عمليات الإجلاء تلك الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة عدة مناطق من معاقل المعارضة خلال العام الماضي.
وأدت جماعة حزب الله دورا كبيرا في قتال المسلحين إلى جانب القوات السورية خلال سنوات الحرب الست الماضية، بعد أن أرسلت مقاتلين لدعم الحكومة السورية.
وتمكن مقاتلو حزب الله الأسبوع الماضي من استعادة السيطرة على منطقة جرود عرسال الجبلية في هجوم مشترك مع الجيش السوري لطرد مسلحي الجبهة من آخر معقل لهم في المنطقة.
وكانت الجبهة تعد فرع تنظيم القاعدة في سورية حتى قطعت علاقاتها مع التنظيم واختارت لنفسها مسارا آخر. وهي تقود الآن تحالف أحرار الشام الإسلامي في الحرب الدائرة في سورية.
ولم يشارك الجيش اللبناني، الذي يتلقى دعما عسكريا كبيرا من الولايات المتحدة وبريطانيا، مشاركة فعالة في الهجوم، ولكنه أقام مواقع دفاعية حول عرسال.
ويتوقع أن تستهدف المرحلة التالية منطقة أخرى قريبة ما تزال تقع تحت سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت جماعة حزب الله، المدعومة من إيران، قد أعلنت في 27 تموز (يوليو) وقف إطلاق النار على جميع جبهات في جرود عرسال عن الاستعداد لتسليم المناطق التي تسيطر عليها إلى الجيش اللبناني متى طلب منها ذلك.
وحقق مسلحو حزب الله تقدما سريعا منذ شن حملة عسكرية تركزت في ضواحي بلدة عرسال اللبنانية على عناصر جبهة فتح الشام.
وكشف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في خطاب له عن "مفاوضات جادة" بين المسؤولين اللبنانيين والجبهة بشأن انسحاب بقية عناصر التنظيم إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سورية.
وكانت جبهة النصرة ادخلت عامل ضغط إضافيا على الاتفاق الأوليّ، بعدما تمكّن عناصرها من أسر 3 مقاتلين من "حزب الله" ضلوا الطريق ليل الجمعة الماضي، ليرتفع عدد أسرى الحزب لدى التنظيم إلى 8. وعلى أثره، رفعت "النصرة" سقف شروطها، مطالبة بالإفراج عن موقوفين لدى القضاء اللبناني بقضايا إرهابية، وهو ما وضع عراقيل أمام تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، القاضية ببدء مغادرة 9 آلاف مدني ومسلح تابع لـ"النصرة" من جرود عرسال إلى الشمال السوري.
لكن السلطات اللبنانية، دخلت على خط "تسهيل" تنفيذ الاتفاق، بالإفراج عن 4 موقوفين لدى القضاء. وقال مرجع قضائي بارز، إن القضاء العسكري "أصدر قراراً بإخلاء سبيل 4 موقوفين، وتم تسليمهم إلى الأمن العام اللبناني" من غير الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وقال المرجع نفسه إن هؤلاء "كانوا ما زالوا يخضعون للمحاكمة في المحكمة العسكرية، ولم تصدر أي أحكام بحقهم بعد".
ولم تفلح التسهيلات التي منحتها السلطات اللبنانية لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق "حزب الله" و"جبهة النصرة"، عبر الإفراج عن أربعة موقوفين لديها، بإزالة العقبات من أمام تنفيذ الصفقة، إذ وضعت "النصرة" عقبات جديدة، دفعت مدير العام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم للإعلان أن لبنان رفض الشروط الجديدة التي طلبتها "جبهة النصرة" لأنّها تمس بالسيادة اللبنانية.
ونقلت قناة NBN عن مصادر مطلعة على المفاوضات الجارية لانسحاب المسلحين والمدنيين من جرود عرسال، أنّ "المفاوضات تعطلت والأمور عادت إلى نقطة الصفر"، مشيرة إلى أن "أحد الشروط الذي عقّد المفاوضات هو طلب النصرة إخراج شادي المولوي ومجموعته من مخيّم عين الحلوة".
من جهتها، أفادت قناة LBCI بأنّ "الاتفاق بين حزب الله وجبهة النصرة يواجه بعض التعقيدات علما بأن الترتيبات اللوجيستية والأمنية باتت جاهزة للبدء بعملية إجلاء المسلحين وعائلاتهم من عرسال".
بدورها، نقلت قناة "الميادين" عن مصادر قولها: "إذا استمرت النصرة في الابتزاز فإن لغة القوة العسكرية ستعود".