بداية.. لم اختر هذا العنوان إلا بعدما رأيت عدة منشورات وفيديوهات وسمعت هذه العنتريات الولاديّة التي لا تقدر الأمر.. إما لقلة المعرفة بإمكانيات البلد أو لجلب الانتباه.. سخف وفكر طفولي في معرفة الأمور وخاصة الأمور العامة التي تخص الوطن .
من حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه .. صحيح ... لكن البعض يعبر للآخرين وكأنما الأردن هو أمريكا أو الصين بالقوة والسلاح والصناعة والاقتصاد .
إخوتي : أنا اعلم قدرتي فانا كفرد أو كدولة يجب علي أن أتصرف ضمن هذه الحدود .. حتى وان سمح لي أن أتفاعل عالمياً بمستوى يفوق حجمي وقدراتي , يجب أن أبقى ضمن حدود دائرتي محاولاً أن أتغير للأفضل وان لا اكتفي بتغير الأيام من حولي .
الم يقل إخوتنا المصريين في أمثالهم الشعبية بتوكل لقمتي تسمع كلمتي .
الم تسمع بـــــ إذا أردت أن يكن قرارك من راسك فليكن خبزك من فأسك .
كل هذه الحكم والأمثال لم تأتي عبثاً وهي في واقعنا صحيحة ... فلماذا نحمل وطننا أكثر من حجمه وطاقته .
أنت أمامك واقع يجب أن تتعامل معه لا أن تعرّض وطنك للمغامرات لتتحول إلى مخاطرات لا تحمد عقباها .
لا تسمع من العابثين بأمن الوطن إلا دق خشم أو طحن عظم أو.. ما هذا.. من أنت ومن هو.. في موازين القوى لتتفوه بهذه العنتريات والعنطزات الفارغة ..
با بني أنت تعيش في وهم لا يجوز أن يسيطر عليك , انظر حولك وعد إلى وعيك لتجد أن العالم قد تجاوز حدود الأرض بصناعته وقدراته وأنت لم تصنع إبرة .. وتقدمك دائري وليس مستقيماً لتعود بعد عدة سنوات كما عادت فاطمة من حيث حملت قربتها .. لفت ولفت وأخيرا وجدت نفسها عند البئر الذي انطلقت منه عائدة لبيت والدها . أو ما يسمى المربع الأول سياسياً .
أفق يا بني من غيبوبتك لترى أن ليس أنت وحدك.. بل كل إنسان عربي مدقوق خشمه بل مسحوق لا يوجد له انف أصلا في هذا العالم..
هذا العالم يا أخي ليس حارة أو حي تمارس وتعرض فيه أنت وغيرك من الزعران والخارجين عن القانون عنجهيتهم بسحب الأمواس أو السكاكين على خلق الله .. لأخذ الخوات..
لا لا يا ولدي أبدا مش هيك... هذا العالم من عظمة تطوره وتقدمه يستطيع بكبسة واحدة مدتها الزمنية لا تتجاوز الثانية لتكونوا انتم ومدنكم في عالم المفقود .. انظر إلى العراق إلى سوريا... قنابل 10000 طن ثم مدن كاملة بعدتها وعتادها.. الجمل بما حمل .. كما يقولون إلى عالم المجهول .
لتأتي أنت يا مسكين ومن لف في فلك جهلك لتقول دق خشم وطحن عظم..! .
لماذا هذه العنطزة الكاذبة... ألا تعلم أن مجرد أن يقف جلالة الملك حفظه الله ليخطب بالكونغرس الأمريكي هو انجاز وتقدير عظيم له شخصياً ولوطنه .
الأصل يا أخي أن يتكاتف أهل الوطن الواحد لينهضوا بوطنهم لا أن يتسارعوا لإحداث الثقوب في قاربه ..
الأصل أن لا نسمح لأحد مهما كان أصله وفصله أن يعبث بأمننا ..
إن الإخوة العراقيين عندما عبث بأمنهم جاؤوا للأردن والأردن لم يكن يوماً وفي أحسن أحواله أقوى من العراق لا قوة عسكرية ولا قوة اقتصادية... والإخوة السوريين جاؤوا أيضا للأردن بعد أن عبث بأمن بلادهم لعدم توفر الخبرة الكافية من قيادتهم وعيشها بوهم انه لن يحدث شئ وإنها مسيطرة على الوضع .
والسعودية والخليج قريبا جدا سيعود الجميع المغترب من العراق أو من سوريا أو من اليمن منها للأردن .. لكن إن حصل شئ للأردن لا سمح الله .. فإلى أين سيلجأ الأردنيين .
أنا اعرف أن هناك أخطاء بالمسيرة ارتكبتها غالب الحكومات وما زلنا نتخبط في كثير من قراراتنا الوطنية وخاصة الاقتصادية وأهمها عدم تقدير البعض المسؤول لأهمية جذب المستثمر والاستثمارات ..
فما أن يقدم المستثمر إلى ارض الوطن إلا وتبدأ معه المعاناة وتبدأ عمليات النهش والحصص وطلب الرشوة .. ثم تجد أن النافذة الواحدة التي آمر بفتحها قائد البلاد حفظه الله والتي تريح المستثمرين من الروتين الأحمر .. موجود خلفها ألف باب ... فيطير المستثمر بأمواله إلى تركيا أو دبي .
ونحن نتبجح على اليوتيوبات بدق الخشوم ! والله إن هذا مما يضحك الثكلى ويبكي العروس , أنا لا أريد أن أثبط الهمم فهذا ليس من طبعي لكنه واقع مشاهد وما خفي أعظم .
الأصل يا أختي أن نكون في هذه الظروف كأنما نحن جميعا على قلب واحد كمواطن واحد ضخم ضخامة الوطن انتمائه لوطنه صادقا وولائه لقيادته صافيا لنستطيع أن نتجاوز المرحلة .
ادعوا دائما في كل صلواتكم أن يحفظ الله قائد البلاد... وان يحفظ الله خشومنا وخشومكم من الدق .