أنا خجل منك يا جعفر . أعلم أنّ كلّ كلمات الرثاء لن تستطيع أن توفيك حقّك . وأنت توارى الثرى في بلدتك جديتا التي أحببت . معان وباديتها وقراها وكلّ مكان في الأردن ، الوطن الغالي ينعيك ، ينعي واحدا من رجال كانوا وما زالوا يسهرون على أمن وراحة الناس النائمين بسلام وهدوء في بيوتهم . انّ كلّ كلمات الشجب والاستنكار ، والحزن الذي شعر به كلّ أهل معان ، لن يعيدوك الى أهلك وبلدتك . لن يعيدوك الى وادي الريّان أو غابات برقش ولا لوادي الدلب ولن تلامس كفيّك أشجار القيقب ، ولا الزعرور . واعلم يا جعفر أن كلّ أبناء الأردن سيذكرونك وسيخلّدون اسمك مثل ماء النبع عند طاحونة عودة .
خجل منك أنا يا جعفر . وكيف لا أخجل وأنا واحد من أبناء المدينة التي رويت بدمائك الطاهرة ثراها ، وكنت تعتبرها مدينتك الثانيّة . تتجوّل في شوارعها وحاراتها من دون أن يخطر على بالك أن واحدا من المجرمين بعد أن يتعاطى ، يستعمل بندقية ، ليست وظيفتها أن يقتل بها المحافظين على أمن الناس وراحتهم ، فيقتلك بدم بارد ، وكأنّما قتل كلّ واحد فينا . يومها خيّم على وجوه كلّ أبناء المدينة حزن عميق ، وشرود في الفكر ، ووجع في القلب ، واستنكار لما فعله مجرم ، لا يمثّل الّا نفسه والفكر الذي يحمله ، لا بدّ أن يقبض عليه وينال عقوبة ما اقترفت يداه .
انّي أدعو لجنة بلديّة معان أن تتخذ قرارا بإطلاق اسم الشهيد جعفر الربابعة على أحد الشوارع المهمّة في المدينة أو ساحاتها ، تخليدا لذكراه ولدمه الطاهر . فجعفر رحمه الله وأدخله جنّته ، كان واحدا من المنتسبين لجهاز الأمن العام ، الذي يعمل كلّ واحد من الجنود فيه بجد واخلاص للحفاظ على أمن بلدنا الأردن . وهم يسهرون على راحتنا ويحافظون على أرواحنا .
رحمك الله ، وألهم أهلك الصبر والسلوان . وأدعو الله أن يحمي بلدنا من كلّ من يحاول أن يعبث بأمنها واستقرارها .