زاد الاردن الاخباري -
يعتقد محللان فلسطينيان أن الخطة المقترحة من كتائب القسّام إلى قيادة حركة حماس السياسية للتعامل مع الأوضاع اللاإنسانية في قطاع غزة ستحدث نوعًا من الصدمة بعقلية محاصريه والصامتين عليه وسُتعيد حساباتهم.
ويتّفق المحللان على أنها خطوة ذكية وفي الاتجاه الصحيح، وتلقي بالكرة أمام الطرف الآخر بما يوصل رسائل لكافة الأطراف عنوانها "إما فك الحصار أو تحمل نتائج الفوضى كاملة".
ويشيرا إلى أن المقترح سيعجل من تدخل عديد الأطراف لتخفيف حصار غزة خشية من انفجار الأوضاع، وسيضع الكل الفلسطيني أمام مسؤولياته ويسحب "الشماعة" المستمرة عن مسؤولية القطاع.
وكان مصدر مطّلع في حماس كشف لوكالة "الأناضول" أن قيادة القسّام قدّمت لقيادة حماس السياسية خطّة مقترحة من 4 بنود، للتعامل مع الأوضاع اللاإنسانية في قطاع غزة.
وتتلخص الخطة-بحسب المصدر- بإحداث حالة فراغ سياسي وأمني بغزة قد يفتح الباب على مصراعيه لكل الاحتمالات بما فيها حدوث مواجهة عسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي.
خطوة تكتيكية
المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو يرى في المقترح خطوة تكتيكية ذكية وإلقاء للكرة في الملعب الآخر للضغط على كافة الأطراف في "ظل انعدام الخيارات بسبب تكالب الجميع على غزة".
ويوضح سويرجو أن المقترح يأتي بمرحلة خطيرة ويستبق عملية القتل العلني لقطاع غزة التي يشارك بها الجميع بمن فيهم أطراف عربية، ويدق ناقوس الخطر بالقول: "رفع الحصار تفاديًا لأي انفجار".
ويشير إلى أن تلك الخطوة لها تبعات خطيرة أبرزها غياب المرجعية السياسية والأمنية التي تتحمل مسؤولية أي حدث في غزة، وحدوث حالة فوضى لا يرغب بها أحد، ما يعني انفجار الوضع واشتعال المنطقة.
ويعتقد بضرورة أن يسبق الخطوة تنسيقًا كاملًا بين مكونات العمل الوطني والمجتمعي كافة، ووضع خطة طوارئ تستند لتحميل المجتمع الدولي ومحاصري غزة كامل المسؤولية عن كافة التبعات.
وعن مدى تقبل الفصائل له، يقول: "تنفيذ المقترح سيحدث ضغطًا عليها.. ومن لا يريد منها أو يرغب بنفض يديه فإنه سيدفع الثمن، لأن الكل معرض للخطر".
ويتوقع سويرجو أن يلقى تدخلًا من عديد الأطراف كي لا يتعرض أمن المنطقة للخطر، مبينًا أنه يجب أن يكون هناك إشارات واضحة لتنفيذها خلال ساعات أو أيام حتى لا تكون بإطار المناورة.
إعادة للحسابات
وأحدث الإعلان عن مقترح القسام نوعًا من الصدمة في عقلية من يحاصر غزة أو يصمت على حصارها الأمر الذي يعني إعادة حساباتهم في التعامل مع غزة، وفق ما يعتقد المحلل السياسي مصطفى الصواف.
ويقرأ الصواف رسائل عديدة في المقترح ترغب حماس بتوجيهها لكافة الأطراف، أبرزها تخييرها بتحمل دورها بتخفيف حصار غزة أو تحمل نتائج الفوضى كاملة.
ويقول إن المقترح خطير ويجب التعامل معه بحذر شديد، فهو يعني أن يتحرك المحاصرون أو الصامتون لإيجاد حلول تنقذ 2 مليون بغزة من موت محقق أو ينتظروا نوعًا من المواجهة".
ويشير إلى أن حماس تلقي بتلك المسؤولية في حجر الجميع وليست أمام أحد بعينه ليتحملوها سويًا، مشيرًا إلى أن الحديث عن رعاية أمنية من أجنحة فصائل المقاومة يعني أن لديها علم أو موافقة.
ويلفت الصواف إلى أن "الأطراف كافة لن تجد الشماعة التي تلقي اتهاماتها عليها مرارًا، وحينها لينظروا ما الذي سيحدث في القطاع وهو الخيار الذي يخشونه ما سيعني تدخلهم لتخفيف الحصار"
ويعاني قطاع غزة حاليًا من أزمات معيشية وإنسانية حادة، جراء استمرار "إسرائيل" بفرض حصارها عليه من 11 سنة، إضافةً إلى عقوبات اتخذها الرئيس محمود عباس مؤخرًا.
ومن بين تلك العقوبات فرض ضرائب على وقود محطة الكهرباء، والطلب من "إسرائيل" تقليص إمداداتها من الطاقة للقطاع، إضافة إلى تقليص رواتب موظفي الحكومة، وإحالة الآلاف منهم للتقاعد المبكّر.
صفا