زاد الاردن الاخباري -
أعلنت كوريا الشمالية أن خططها التي قد تتضمن إطلاق صواريخ بالقرب من جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ ستكون جاهزة قريبا، وذلك في وقت تصاعدت فيه الحرب الكلامية بين بيونغ يانغ وواشنطن.
وقالت وسائل إعلام حكومية في كوريا الشمالية إن صواريخ من طراز هواسونغ-12 ستطلق لتعبر من فوق أراضي اليابان وتسقط في مياه البحر على بعد 30 كيلومترا من جزيرة غوام، وذلك إذا وافق الزعيم كيم جونغ أون على الخطة.
ورفضت كوريا الشمالية تهديدات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي توعد فيها بـ"النار والغضب"، وقالت إن ترامب "بعيد عن الرشد".
وحذرت واشنطن كوريا الشمالية من أن تحركاتها قد تؤدي إلى "نهاية النظام الحاكم فيها".
ويقول، روبرت وينغفيلد هايز، مراسل بي بي سي في غوام، إن هناك إحساسا عاما بأن تهديد كوريا الشمالية مجرد تهديد كلامي، ومعظم الناس في الجزيرة يشعرون بأنه إذا شنت بيونغ يانغ هجوما بالصواريخ، فإنه سيكون خطوة انتحارية لنظامها الحاكم.
ماذا تخطط كوريا الشمالية؟
أعلنت كوريا الشمالية الأربعاء أنها تخطط لهجوم صاروخي يستهدف جزيرة غوام، وهي جزيرة بالمحيط الهادئ ومقر لقواعد عسكرية أميركية وقاذفات قنابل استراتيجية، ويقطن فيها نحو 163 ألف شخص.
وفي بيان آخر أعلنته وسائل الإعلام الحكومية، قالت بيونغ يانغ إن الجيش "سينتهي من وضع الخطة تماما" بحلول منتصف أغسطس/ آب الجاري، ثم يرسلها للزعيم كيم جونغ أون للموافقة عليها.
تصريحات غيوم
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية عن قائد الجيش، الجنرال كيم راك غيوم، قوله: "سيطلق جيش الشعب الكوري صواريخ هواسونغ 12، لتعبر الأجواء فوق مقاطعات شيمان وهيروشيما وكوتشي اليابانية".
وأضاف: "ستحلق الصواريخ لمسافة 3356 كيلومترا لمدة 1065 ثانية، لتسقط في المياه على مسافة 30: 40 كيلومترا من جزيرة غوام".
وصواريخ هواسونغ 12 هي صواريخ متوسطة وطويلة المدى، مصنعة محليا في كوريا الشمالية .
ما هي ردود الفعل الإقليمية؟
علق حاكم جزيرة غوام على بيان كوريا الشمالية الخميس، وقال لوكالة رويترز للأنباء إن كوريا الشمالية عادة ما تحب أن تكون تصرفاتها غير متوقعة، وأطلقت في الماضي صواريخ على نحو مفاجئ.
وأضاف الحاكم إيدي كالفو: "إنهم الآن يكشفون عن نواياهم، ما يعني أنهم لا يريدون أي سوء فهم. اعتقد أنها حالة من الخوف".
في غضون ذلك، وصف المتحدث باسم الحكومة اليابانية، يوشيهايد سوغا، تصرفات كوريا الشمالية بأنها "مستفزة للمنطقة، بما فيها اليابان وكذلك أيضا لأمن المجتمع الدولي".
وأضاف: "لا يمكن أن نتسامح مع ذلك أبدا".
وقال وزير الدفاع الياباني، إتسونوري أونوديرا، أمام البرلمان إن بلاده قد تعترض أية صواريخ كورية شمالية في أجوائها موجهة إلى جزيرة غوام، ولديها الحق القانوني في ذلك، لأن مثل هذه الخطوة تهدد وجود اليابان كدولة.
وصدر تشريع برلماني مؤخرا، يجيز لليابان الدفاع عن الولايات المتحدة وحلفاء آخرين ضد أي هجوم. وكان موقف اليابان في الماضي هو اعتراض الصواريخ الموجهة ضد أراضيها فقط.
من جانبه، أعلن الجيش الكوري الجنوبي أنه مستعد للتحرك السريع.
وقال متحدث باسم هيئة الأركان المشتركة بالجيش الكوري الجنوبي، روه جاي- تشيون: "إذا نفذت كوريا الشمالية أي استفزاز متحدية تحذيرنا العسكري، ستواجه برد فعل قوي وحاسم، من جانب جيشنا والتحالف الكوري الجنوبي الأمريكي".
ماذا يقول الجانبان؟
وصفت وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية تصريحات دونالد ترامب التي هدد فيها بيونغ يانغ الثلاثاء بأنها ستواجه "النار والغضب" إذا ما هددت بلاده، بأنها "شحنة من الهراء".
ووسط خطاب إعلامي متصاعد، أصدر وزير الدفاع الأمريكي بيانا شديد اللهجة الأربعاء، دعا فيه بيونغ يانغ إلى وقف برنامجها للتسلح.
وقال ماتيس: "بينما تبذل وزارة خارجيتنا قصارى جهدها، من أجل حل مشكلة التهديد العالمي لكوريا الشمالية عبر الوسائل الدبلوماسية، يجب ملاحظة أن الجيوش المشتركة للتحالف تمتلك الآن القدرات الدفاعية والهجومية، الأكثر دقة وقوة وتدريبا على كوكب الأرض".
وغرد ترامب، عبر حسابه على موقع تويتر الأربعاء من نيوجيرسي، حيث يقضي عطلته، قائلا إن الترسانة الأمريكية من الأسلحة النووية "أقوى من أي وقت مضى".
غوام: جزيرة صغيرة لكنها استراتيجية
تقع جزيرة غوام البركانية في المحيط الهادئ بين الفلبين وهاواي، وتبلغ مساحتها نحو 541 كيلومترا مربعا.
هي إقليم أمريكي، ويبلغ عدد سكانها نحو 163 ألف نسمة.
وهذا يعني أن الأشخاص الذين يولدوا في الجزيرة مواطنون أمريكيون، ولهم حاكم منتخب ومجلس نواب، لكن ليس لهم الحق في التصويت لانتخاب الرئيس الأميركي.
تشغل القواعد العسكرية الأميركية نحو ربع مساحة الجزيرة، وينتشر فيها نحو 6 آلاف جندي، وهناك خطط بنشر آلاف آخرين.
كانت الجزيرة قاعدة عسكرية أمريكية رئيسية خلال الحرب العالمية الثانية، ولا تزال نقطة انطلاق حيوية للعمليات الأمريكية، وتوفر إمكانية الوصول إلى بؤر توتر محتملة، مثل بحر الصين الجنوبي والكوريتين والمضايق التايوانية.
هل الأمر مقلق؟
سعى وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إلى طمأنة الأمريكيين بأن كوريا الشمالية لا تمثل خطرا وشيكا.
وقال تيلرسون، الذي توقف في غوام لتزويد طائرته بالوقود بعد رحلة إلى جنوب شرق آسيا، أنه يأمل أن تؤدي "حملة الضغوط" الدولية، التي تشارك فيها روسيا والصين، إلى حوار جديد مع بيونغ يانغ "عن مستقبل جديد".
وأضاف تيلرسون أن الموقف لم يتغير بصورة كبيرة في الأيام القليلة الماضية، وأنه يمكن للأمريكيين "أن ينعموا بنوم هادئ".
وقال الجيش الكوري الجنوبي إنه لم ير أي تحرك غير معتاد في كوريا الشمالية، قد يثير استفزازا.
من جانبها، حثت الصين الأطراف على التزام الهدوء، ووصفت الموقف بأنه "معقد وحساس".
وعلى الرغم من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة بحق كوريا الشمالية، إلا أن الأخيرة نفذت تجربتين نوويتين العام الماضي، واختبارين لصواريخ باليستية عابرة للقارات في يوليو/ تموز الماضي.
وأشارت عدة تقارير مؤخرا إلى أن كوريا الشمالية تمكنت من تحقيق هدفها، بإنتاج رأس نووية صغيرة بدرجة تكفي لتحميلها داخل صواريخها.
لكن هذه التقارير تظل غير مؤكدة، ويشكك أغلب المحللين في إمكانية أن تشن بيونغ يانغ هجوما استباقيا على الولايات المتحدة.
جنرال أميركي: باستطاعة واشنطن بـ 15 دقيقة محو كوريا الشمالية عن وجه الأرض
قال الجنرال الأميركي المتقاعد، توم ماكينرني، أن باستطاعة الجيش الأميركي تدمير كوريا الشمالية وتسويتها بالأرض في غضون 15 دقيقة فقط، إذا ما فكرت بتوجيه ضربة نووية للولايات المتحدة.
واقترح الجنرال الأميركي أثناء حوار مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية تشكيل هيئة دولية على غرار حلف الناتو تضم إلى جانب الولايات المتحدة كلا من كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا والفلبين وتايلاند بغية التصدي للتهديدات النووية لنظام بيونغ يانغ وأي دولة أخرى في منطقة المحيط الهادئ.
وأضاف ماكينرني قائلا: "تلك الهيئة يمكن أن تكبح أي توسع صيني محتمل في المنطقة الآسيوية، ولن تكون مهماتها فقط إيقاف كوريا الشمالية...الولايات المتحدة يمكنها استخدام كامل قدراتها الانتقامية النووية في حال تشكيل بيونغ يانغ أي خطر".
وأوضح الجنرال أن الخطط العسكرية التي يمكن استخدامها في ردع هجوم نووي محتمل من قبل الجيش الكوري الشمالي، يجب أن تتضمن استخدام أسلحة نووية رادعة وأن تكون عملية الردع سريعة وتكون قادرة على إبادة كوريا الشمالية بالكامل خلال 15 دقيقة، مؤكدا على أن الجيش الأميركي قادر على ذلك.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مسؤولين أميركيين ومحللين في الاستخبارات الأميركية أنه من المرجح أن كوريا الشمالية تمكنت لأول مرة من إنتاج قنابل نووية تكتيكية صغيرة، يمكن استخدامها كرؤوس نووية على صواريخها العابرة للقارات، وأنه يعتقد أن كوريا الشمالية أصبحت تمتلك نحو 60 قنبلة من هذا النوع، وستتمكن، إذا صحت هذه التوقعات، من ضرب مدن مهمة في عمق الولايات المتحدة.
كما صرح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في السياق ذاته بأن بيونغ يانغ سترى"غضبا ونارا" ليس لهما مثيل من قبل، إذا ما شكلت تهديدا نوويا على الولايات المتحدة.
الأميركيون لا يعرفون أين تقع كوريا الشمالية!
اتفق المواطنون الأميركيون الذين سألهم، جيم كيميل، على أهمية توجيه ضربة رادعة لكوريا الشمالية، لكن الإجابات تضاربت عندما وجه إليهم سؤال: إلى أين نوجه الضربة؟
منذ بضعة أيام اشتبك كل من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، في تصعيد كلامي وتهديدات حول تجارب الصواريخ البالستية الأخيرة التي قام بها الزعيم الكوري، ما دفع الإعلامي جيم كيميل إلى سؤال المواطنين الأمريكيين عما إذا كانوا يعرفون أين تقع كوريا الشمالية.
يقول الإعلامي الشهير في برنامجه الأسبوعي مساء الثلاثاء "جيمي كيميل على الهواء مباشرة"، إن "كوريا الشمالية هي حديث الساعة الآن، إن لم يكن حديث العام. ما يقلقني ما إذا كان الأميركيون يعرفون بالضبط أين تقع كوريا الشمالية". وللإجابة على هذا السؤال الهام، أرسل جيمي كيميل طاقما للتصوير إلى شوارع لوس أنجلوس في هوليوود لسؤال مواطنين أميركيين عن ذلك.
بدأ طاقم العمل بسؤال ما إذا كان يتعين على الولايات توجيه ضربة عسكرية إلى كوريا الشمالية إذا ما أصبحت تمثل تهديدا للولايات المتحدة الأميركية، وكانت إجابات المواطنين جميعها بالإيجاب.
وحينما طلب من هؤلاء المواطنين تحديد مكان كوريا الشمالية على الخريطة أصابهم الإحراج بعض الشيء، وكانت النتيجة أن كوريا الشمالية وفقا لإجاباتهم تقع في مكان عشوائي ما على الخريطة يمتد من أستراليا وحتى الشرق الأوسط، باستثناء شخص وحيد اعترف بداية أنه "سيئ للغاية في مادة الجغرافيا" قبل أن يشير إلى كندا على أنها كوريا الشمالية.