زاد الاردن الاخباري -
حذر الدكتور محمد أبو غدير الأستاذ بجامعة عين شمس والخبير في الشئون الإسرائيلية من خطورة التهديدات التي تتعرض لها مصر بسبب التواجد الإسرائيلي والأمريكي في الدول المطلة علي منابع نهر النيل والذي يستهدف حصار مصر امنيا .
وشدد في كلمته أمام ندوة " دور إسرائيل في إفريقيا وأثره علي مستقبل العلاقات الافريقة العربية" التي عقدها مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة علي أن المخططات الإسرائيلية لايقابلها رد فعل مناسب من جانبنا .
ولفت إلي أن إسرائيل تريد الأرض والمياه معا لذلك فهي لن تنسحب من الجولان السوري أو الضفة الغربية في فلسطين المحتلة لان فيهما مصادر هامة جدا من المياه تسرقها إسرائيل.
وأشار إلي أن إسرائيل ترسل حاليا الوفود لدول منابع النيل لتكون هذه الدول أداة للضغط علي مصر من خلال تقليل حصتها ومحاصرتها مائيا حتى تعطيها جزء من مياه نهر النيل وتشاركها في ذلك الإدارة الأمريكية التي تساعد في بناء السدود بمساعدة دول غربية أخري علي مجري النهر وتضغط علي دول المنبع لكي يبيعوا المياه إلي مصر .
وكشف النقاب عن وجود تواجد عسكري إسرائيلي في تشاد وفي غرب السودان وجنوبه الذي أوشك علي الانفصال عن السودان وتواجد بحري في جيبوتي والقرن الإفريقي للتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر كما أن لها قاعدة في كل من اريتريا وإثيوبيا .
وفي خارج إفريقيا – يضيف – أقامت إسرائيل علاقات قوية مع الهند والصين والخبراء والطيارون الإسرائيليون يتدربون في الهند علي ضرب المفاعل النووي الباكستاني كما أن هناك اتصالات إيرانية إسرائيلية للتعاون المشترك فيما بينهما في العديد من المجالات .
مخطط تفتيت المنطقة
وأشار إلي وجود مشروع إسرائيلي لإنشاء منطقة تجارية وسياحية تضم غزة والعريش وصحراء النقب يتكلف ثمانية مليارات من الدولارات بهدف زحزحة الحدود الدولية المطلوب إزالتها لتتطابق مع الشرق الأوسط الجديد الذي يتم فيه تقسيم دول المنطقة إلي دويلات علي أسس طائفية وعرقية ودينية لصالح المشروع الصهيوامريكي مؤكدا أن خطر التقسيم الذي طال العراق والسودان والمطلوب انجازه في اليمن يمكن أن يطال مصر إلا إذا تحركنا بقوة لإفشال هذه المخطط الخطير.
وشدد احمد يوسف القرعي الخبير والمحلل السياسي بجريدة الأهرام علي إننا نواجه مخططا لإعادة ترسيم الحدود بين الدول الإفريقية بل والعالم وفق خريطة كونية جديدة تكون الهيمنة عليها لأمريكا وحليفتها إسرائيل .
ونبه إلي أن نموذج وسيناريو مخطط التقسيم يتم تطبيقه حاليا علي ارض السودان وفي العراق لافتا إلي إننا لانتحرك لإنقاذ أنفسنا مما يدبر لنا إلا متأخرين ونظل في سبات عميق إلي أن تقع الواقعة ملقيا باللوم علي الإعلام العربي والمصري الذي لايشير إلي المخاطر التي نتعرض لها خاصة بالنسبة لقضية المياه ومخطط التقسيم داعيا إلي مجلس حكماء من الدول المطلة علي نهر النيل لإدارة هذا النهر
ومن جانبه اوضح الدكتور احمد محمود هويدي مدير مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة أن الاستشراق الأوربي استشراق قديم في حين أن الاستشراق الأمريكي حديث نسبيا لافتا إلي أن خطاب اوباما في القاهرة كان خطابا إعلاميا لم يسفر عن أي انجاز لصالح العرب والمسلمين علي ارض الواقع مقارنة بما استفادت به إسرائيل من أمريكا خاصة في مجال بناء المزيد من المستوطنات التي التهمت أجزاء شاسعة من الأراضي الفلسطينية .
ولفت الانتباه إلي أن طريق الخلاص يتمثل في وجود قيادة فلسطينية موحدة وان يتجاوز الفلسطينيون خلافاتهم ويتوحدوا في مواجهة العدوان والغطرسة الإسرائيلية .
مجلس اعلي للشئون الافريقية
وأكد الدكتور السيد فليفل الأستاذ بمعهد الدراسات والبحوث الإفريقية علي أن الشعب المصري يقف بقوة ضد التطبيع الاجتماعي والسياسي وبأي شكل مع الكيان الصهيوني لافتا إلي أن هدف تحييد دور مصر وإخراجها من حلبة الصراع والإمساك بمنابع نهر النيل هدف صهيوني وغربي قديم .
وكشف النقاب عن أن الدولة التي تسعي لبناء عشرات السدود علي نهر النيل خاصة في إثيوبيا بهدف تقليل كمية المياه الواصلة إلي مصر هي أمريكا وبتحريض إسرائيلي وسيزداد الخطر إذا تم بناء هذه السدود علي روافد نهر النيل من جهة المنابع وداخل إثيوبيا مشددا علي ضرورة منع أي تدخل أمريكي وإسرائيلي في إفريقيا حفاظا علي المصالح العربية والمصرية وحفاظا علي ميثاق السلم والأمن الإفريقي .
ولفت الانتباه إلي أن الوجود العسكري الإسرائيلي في إفريقيا يتمثل في طواقم المدربين العسكريين والاتفاقيات الأمنية والعسكرية وتصدير السلاح وأجهزة الاتصال والمراقبة التي تعطيها للدول الإفريقية إلي جانب أعمال التجسس والوجود العسكري الإسرائيلي في اريتريا والأخطر في المشهد كله هو العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية الوثيقة والتي من شانها تهديد مصالح مصر .
ونفي وجود وجود لإسرائيل في شرق السودان مشيرا إلي أن إسرائيل هي التي ضربت قافلة الأسلحة المتجهة إلي حماس داخل الأراضي السودانية بموافقة ورضا أمريكي .
ودعا إلي إنشاء " مجلس اعلي للشئون الإفريقية "لرعاية مصالحنا في القارة الإفريقية ومنطقة منابع النيل يكون برئاسة رئيس الجمهورية وعضوية الوزراء ذوي العلاقة ومنهم وزراء الري والخارجية وأمينه العام يكون وزير الشئون الإفريقية ،وتساءل كيف يكون لفرنسا وزير لشئون إفريقيا ولايكون لدينا نحن أيضا وزير مماثل ؟؟
وحذر من انفصال جنوب السودان عن السودان لافتا إلي أن جنوب السودان سيصبح منطقة نفوذ إسرائيلية وسيطالب بإعادة تقسيم حصص مياه النيل وبدلا من تقسيمها علي بلدين كما هو الحال حاليا هما مصر والسودان سيصبح التقسيم علي ثلاث دول وبالتالي ستنقص حصة مصر خاصة وإننا دخلنا نفق الفقر المائي حيث يبلغ نصيب الفرد حاليا 700 متر مكعب من المياه سنويا وخط الفقر المائي هو ألف متر مكعب للفرد .
خطورة الادب العبري
وأضاف السيد فليفل بأن إسرائيل ستمارس ضغوطا علي دول المنبع لدفع مصر لإعطاء إسرائيل جزء من مياه النيل وهو ما يعني إننا نمد عدونا بما يعينه علي البقاء والاستمرار في العدوان واحتلال الأرض العربية لافتا إلي ضرورة طرح هذه المخاطر علي الخبراء لإعداد رؤية للمستقبل وكيفية مواجهتها .
وتطرق الدكتور يحيي عبد الله الأستاذ بجامعة المنصورة إلي التحالف الأمريكي الإسرائيلي في إفريقيا الذي يتم توظيفه لخدمة مصالحهما المشتركة مشيرا إلي أن مايثير الإحباط آن السياسة الخارجية الإسرائيلية في إفريقيا تحقق نجاحات متتالية علي حساب مصالحنا الجوهرية ومنها المياه في حين نقف نحن متفرجين ولانفعل شيئا لحماية تلك المصالح والحفاظ علي حصتنا من مياه النيل كما إننا لا نجيد استخدام الأدوات والأوراق التي في أيدينا وهي كثيرة .
وحذر من خطورة توظيف إسرائيل للأدب العبري في خدمة مخططات التقسيم من خلال إثارة النعرات القومية والطائفية داخل البلاد العربية تمهيدا لتقسيم تلك الدول ودلل علي ذلك برواية لأديب يهودي تسمي "العروس المحررة" وتدور حول الامازيغ وترسخ لتقسيم الجزائريين ما بين عرب وبربر وما بين تغريبيين ومتفرنسين وعروبيون وهم المتمسكون بالهوية العربية الإسلامية للجزائر داعيا إلي ضرورة الانتباه لهذا الدور الخطير للأدب اليهودي .
ونبه الدكتور احمد الشربيني السيد أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة إلي ضرورة وضع الخطط والبرامج لإحباط مخططات التقسيم الأمريكية الإسرائيلية لدول المنطقة محذرا من خطورة تهجير العرب من فلسطين تحت زعم يهودية الدولة العبرية الذي يعني طرد كل العرب من إسرائيل ومؤكدا علي أهمية وجود موقف عربي جاد لمواجهة هذه المخاطر المحدقة بنا وتكثيف الوجود العربي الرسمي والأهلي في إفريقيا لمواجهة التغلغل الأمريكي والإسرائيلي .
ومن جانبه دعا حسين حمودة مصطفي الخبير الاستراتيجي مدير مركز " المصرية للموارد الإدارية والأمنية "إلي حزمة من الإجراءات العاجلة المطلوبة للتصدي للنفوذ الإسرائيلي المتزايد في إفريقيا منها الدخول إلي مجال المنافسة من خلال تقديم البدائل الأفضل للدول الإفريقية حتى لاتلجأ هذه الدول لإسرائيل وانتقاء مجالات التعاون المصري والعربي الإفريقي التي لم تطرقها إسرائيل.ومنها مجال التعليم في الدول الإفريقية الإسلامية .
وطالب بتشجيع الاستثمارات بزيادة أعداد الجاليات المصرية خاصة في دول حوض نهر النيل وإمداد دول هذا الحوض بالخبرات والخدمات وإقامة المشروعات مع وضع خطة للتواصل لحضاري مع دول القارة وتفعيل الدور الإفريقي داخل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وتنمية سيناء زراعيا واقتصاديا لتكون خط الدفاع الأول عن مصر في مواجهة إسرائيل ولربط المشرق بالمغرب العربي .
المحيط