زاد الاردن الاخباري -
بعد أن تفاقمت مشكلة الجوع ونقص الخدمات الطبية في مخيم الركبان بالمنطقة الحدودية الشرقية الفاصلة بين الأردن وسورية، تراجعت أعداد اللاجئين السوريين الذين يقطنون المخيم من 90 ألفا إلى ما يقدر بنحو 70 ألفا، بحسب مصادر مطلعة على شؤون المخيم، فيما تقدر المفوضية السامية للاجئين عدد المسجلين في المخيم كلاجئين بحوالي 45 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال.
وأكدت المصادر أن نقص المياه الحاد الذي تعرض له المخيم سابقا، ساهم كثيرا في خروج المئات من العائلات إلى مناطقهم المحررة، بعد سيطرة قوات المعارضة عليها واستعادتها قوات النظام السوري.
وتتوقع المصادر أن تتراجع اعداد اللاجئين بشكل كبير في المخيم، بعد توقف التصعيد في عدد كبير من المناطق في سورية، وازدياد الاوضاع الإنسانية سوءا، وتفاقم مشكلة الجوع ونقص الخدمات الطبية، حيث يشهد المخيم خروجا وبشكل يومي من اللاجئين باتجاه الاراضي السورية، هربا من الجوع ونقص الخدمات الطبية.
وأوضحت المصادر أن الاعداد الكبيرة التي وصلت إلى المخيم، جاءت نتيجة اشتداد القصف على منطقة الميادين والبوكمال، وانقطاع الطرق إلى باقي المناطق في الاراضي السورية، مشيرة أن هذا العدد تناقص ليصل إلى 70 ألف لاجئ بعد تحرير عدد من المناطق في البادية السورية، ووقف التصعيد في الجنوب السوري.
وأكدت أن العشرات من العائلات تحاول الخروج من المخيم وتتحدى المخاطر على الطرقات المغلقة بسبب المعارك التي تدور في البادية السورية بنية الرجوع إلى بلادهم والتي تخضع لسيطرة المعارضة السورية.
وتحدث المدير التنفيذي للرابطة السورية لحقوق اللاجئين مضر الاسعد عن الاوضاع في مخيم الركبان، مؤكدا وجود نقص حاد في الغذاء والدواء والماء، معتبرا أنها من أهم العوامل لهروب اللاجئين من المخيم، لكن المشكلة التي تواجه بعض اللاجئين، أنهم لا يعرفون أين يذهبون بسبب المعارك التي تدور في الاراضي السورية بين الحين والاخر، ووجود كتائب الاسد بالقرب من المخيم ووجود الميليشيات الطائفية في بعض المناطق بالقرب من المخيم.
وأضاف الاسعد أن أعداد اللاجئين تزايدت بعد نزوح المئات من العائلات من مخيم الحدلات إلى مخيم الركبان بالمقابل المئات من العائلات تحاول الخروج من مخيم الركبان بسبب سوء الأوضاع الإنسانية ونقص الغذاء والدواء.
فيما تقدر المفوضية أعداد اللاجئين المسجلين كلاجئين في المخيم بحوالي 45 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب المتحدث الرسمي باسم المفوضية السامية للاجئين محمد الحواري.
يشار إلى أن هناك اعدادا من سكان المخيم غير مسجلة كلاجئين، بسبب حداثة قدومهم إلى المخيم، أو ممن لم يتمكنوا من تسجيل انفسهم بسبب الظروف الأمنية المحيطة المخيم، وهو عدد غير معروف لكن منظمات إنسانية تقدره بحوالي 25 ألفا.
ويؤكد الحواري أن القصف والتدهور الوضع الأمني بالقرب من المخيم يجبر البعض على محاولة مغادرة المنطقة، ويخاطرون بأرواحهم في وسط صحراء منعزلة على غير هدى فقط بحثا عن الأمان، مشيرا إلى أن معظم هؤلاء محاصربن، ولا يجدون أي حل سياسي في الأفق وغير قادرين على العودة إلى ديارهم.
وقال إن طريق الإمدادات إلى المنطقة الحدودية من داخل سورية اصبح مقيدا بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة.
الغد