زاد الاردن الاخباري -
بدأ صباح الاحد وقف لاطلاق النار في المعارك ضد تنظيم داعش التي يخوضها الجيش اللبناني من جهة وحزب الله والجيش السوري من جهة ثانية قرب الحدود بين البلدين.
ويأتي وقف اطلاق النار بعد التوصل الى اتفاق بين حزب الله اللبناني وتنظيم داعش يقضي بخروج الجهاديين من الجرود الواقعة على طرفي الحدود بين لبنان وسورية، وفق ما افادت مصادر عدة.
واعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان صباح الاحد عن "وقف لاطلاق النار اعتبارا من الساعة 07,00 (04,00 ت غ) من اليوم الاحد افساحا في المجال امام المرحلة الاخيرة للمفاوضات المتعلقة بمصير العسكريين المختطفين" التسعة المحتجزين لدى تنظيم داعش .
والجنود التسعة جزء من مجموعة من ثلاثين عسكريا لبنانيا احتجزوا من قبل جبهة النصرة وتنظيم داعش بعد معارك عنيفة شهدتها بلدة عرسال الحدودية في العام 2014. وافرجت جبهة النصرة في العام 2015 عن 16 منهم بعدما اعدمت أربعة وتوفي خامس متاثرا باصابته.
ولا تتوافر حتى الآن معلومات عن العسكريين التسعة المخطوفين لدى تنظيم داعش .
وطالما اكد الجيش اللبناني ان مصير العسكريين المخطوفين يعد "الهاجس الرئيسي" له.
وفي ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، تجمع نحو 20 شخصا من اهالي العسكريين المختطفين يترقبون بقلق اي معلومات عن مصير ابنائهم، وفق ما افاد مصور لفرانس برس في المكان.
وقال مصدر في الجيش اللبناني لفرانس برس ان الحكومة اللبنانية كلفت مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم "بالتفاوض معهم (تنظيم داعش ) لإعطاء معلومات عن الجنود المختطفين".
واضاف "في غضون ذلك توقفت المعركة، واذا تبين ان هناك اي نوايا مراوغة او لم يتم التوصل الى حل يرضي الجيش سيتابع الجيش معركته".
وكان الجيش اللبناني اطلق في 19 آب/اغسطس عملية عسكرية في منطقة جرود رأس بعلبك وجرود القاع الجبلية لطرد تنظيم داعش من هذه المنطقة الحدودية مع سوريا، وانهاء سيطرته على اراض لبنانية.
وسيطر الجيش اللبناني منذ ذلك الوقت على مساحة مئة كيلومتر مربع ولم يبق امامه سوى 20 كيلومترا مربعا.
وبالتزامن مع اطلاق الجيش لعمليته هذه، بدأ حزب الله اللبناني والجيش السوري هجوما ضد تنظيم داعش في منطقة القلمون الغربي على الجهة السورية من الحدود.
وافاد الاعلام الحربي التابع للحزب بدوره الاحد عن "وقف اطلاق نار ابتداءً من الساعة السابعة صباحاً في اطار اتفاق شامل لانهاء المعركة في القلمون الغربي ضد تنظيم داعش".
وقال مصدر مقرب من حزب الله لفرانس برس "بعد فرض منطق القوة مع مسلحي داعش، تم التوصل الى اتفاق على استسلامهم وترحيلهم من القلمون الغربي (في سوريا) والجرود اللبنانية الى مدينة الميادين في محافظة دير الزور".
ويسيطر تنظيم داعش على الجزء الاكبر من محافظة دير الزور في شرق سوريا، والتي تعد حاليا هدفا لعملية عسكرية مرتقبة للجيش السوري.
وينص الاتفاق ايضا، وفق المصدر المقرب من الحزب، على "اطلاق سراح اسير من حزب الله لدى تنظيم داعش في البادية السورية فضلا عن تسليم جثمانين لشهيدين للحزب".
واخرج الحزب من الجهة السورية رفاة خمسة اشخاص يرجح انهم من مقاتلي الحزب الذين قتلوا في معارك سابقة وذلك بعدما ابلغهم "دليل من داعش" بمكانهم.
كما يعمل الحزب حاليا في القلمون الغربي، وفق المصدر، على البحث عن العسكريين اللبنانيين المختطفين.
وفي وقت لاحق نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري انه بعد "النجاحات" في جرود القلمون الغربي "تمت الموافقة على الاتفاق الذي نظم بين حزب الله وتنظيم داعش الإرهابي والذي يقضي بخروج من تبقى من عناصر داعش باتجاه المنطقة الشرقية للجمهورية العربية السورية".
واكد مصدر عسكري لبناني ان تنظيم داعش "سينسحب" من الجهة اللبنانية ايضا، مشيرا الى انه بمجرد حصول ذلك "ينتهي وجود داعش العسكري في لبنان بمعنى تنتهي سيطرتهم على بقعة جغرافية، الا ان وجودهم الامني يستمر من خلال خلايا نائمة".
واتت المعركة ضد تنظيم داعش بعد خروج جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) من جرود بلدة عرسال اللبنانية في اطار اتفاق إجلاء تم التوصل اليه بداية الشهر الحالي بعد عملية عسكرية لحزب الله استمرت ستة أيام.
وخرج بموجب الاتفاق آلاف المقاتلين واللاجئين السوريين من جرود بلدة عرسال الى منطقة واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا.
ا ف ب