زاد الاردن الاخباري -
بعد مرور ستة أعوام على إنشائه أضحى مخيم الزعتري والذي يقع على مساحة 8500 دونم شرق المفرق، مدينة متكاملة من حيث المرافق والبنى التحتية والخدمات، إذ يضم 29 مدرسة و10 مستشفيات ومراكز طبية، وأكثر من 400 محل تجاري، إضافة الى شموله بخدمتي الصرف الصحي وشبكة الكهرباء.
ويقول لاجئون إن المخيم الذي بدأ بعشرات الخيم أصبح مزدحما بالكرفانات، ويعج بالحياة، ويقطنه أكثر من 90 ألف لاجئ، يوفرون مختلف احتياجاتهم من المحال المتوفرة بداخله، كما يشهد المخيم حركة تجارية نشطة مدفوعة بوجود اللاجئين، وأكثر من خمسة آلاف موظف من مختلف المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية والفئات تعمل على تقديم الخدمة للاجئين.
ويؤكد هؤلاء أن وجود آلاف من اللاجئين داخل المخيم، أوجد حركة تجارية قوية ونشطة دفعت البعض لافتتاح عشرات المحال في مختلف المهن التجارية، حيث وفرت آلافا من فرص العمل للاجئين.
ويقدر اللاجئ السوري عبدالرؤوف والذي يملك صالونا لحلاقة الشعر عدد المحال الموجودة داخل المخيم بأكثر من 450 محلا من مختلف الأنواع والأصناف، مؤكدا أن الحركة النشطة التي توجد داخل المخيم دفعته إلى إنشاء صالونه الخاص باستخدام مواد أولية، صنعها بطريقة يدوية مثل (الكراتين الورقية، وبلاستيك تغليف، وبقايا أثاث)، حيث أنشأ الصالون من الزينكو واستغرق معه نحو اسبوعين ليكون في استقبال الزبائن.
ويقول "إنني أستقبل يوميا أكثر من عشرة زبائن أردنيين يعملون داخل المخيم، إلى جانب لاجئين، وعند اختياري لمكان الصالون لم أجد صعوبة في اختيار موقع الصالون وتحديد مساحته، وخاصة أن العاملين داخل المخيم يعملون على تسهيل مختلف احتياجات اللاجئين.
واعتبر اللاجئ محمد القاسم أن الحركة التجارية النشطة التي يشهدها مخيم الزعتري بسبب عدد السكان الكبير وتزاحم الاقدام، دفعته الى إنشاء محل لبيع وصيانة الدراجات الهوائية لإيجاد وسيلة تنقل اللاجئين داخل تجمعات المخيم لتصبح هذه الوسيلة نقطة التواصل الرئيسية بين مختلف الأمكنة في المخيم.
ويبين القاسم أن انتشار استخدام الدراجات الهوائية بين اللاجئين السوربين داخل مخيم الزعتري ووجود المئات من المحال التجارية والآلاف من العاملين داخل المخيم، شجعه على إنشاء محلة الخاص داخل المخيم والذي يختص ببيع وشراء وصيانة قطع الدراجات الهوائية.
ويقول أحد أصحاب البقالات داخل المخيم بسام عليان إنه من الطبيعي ان يشهد المخيم حركة تجارية جيدة لوجود عدد كبير من السكان، مؤكدا أن المخيم يشهد نشاطا ملحوظا نتيجة توافد أعداد كبيرة من خارج المخيم للعمل بداخله بالإضافة إلى الزيارات الدورية واليومية للكثيرين الذين يتواصلون مع أقاربهم والوفود التي تضم العشرات أو المئات من المنظمات الدولية، وكلها ساعدت في تنشيط وإنعاش الحركة التجارية، حيث يقدم هؤلاء على شراء العديد من المستلزمات والاحتياجات من خلال المحال الموجودة داخل المخيم.
ويشير إلى أن مخيم الزعتري أضحى اليوم يضم شارع "الشانزليزيه"، الذي يتواجد به أكثر من 400 محل تجاري ويعج بالمئات من اللاجئين وغيرهم من الراغبين في التسوق داخل المخيم.
ويقول اللاجئ السوري ابو قصي إن المخيم أشبه بمدينة متكاملة تضم مختلف الخدمات، فقد بدأ المخيم بحوالي 200 خيمة، لينتقل سريعا الى مرحلة الكرفانات التي وصل عددها إلى 26 ألف كرافان، ومن ثم الى مرحلة الطرق وشبكات المياه والصرف الصحي، اضافة الى وجود مدارس نموذجية مهيئة لاستقبال الطلبة داخل المخيم، لافتا الى أن المخيم مكتف من مختلف الخدمات إذ تتوفر فيه شبكة طرق متكاملة اضافة الى الاسواق التجارية والمستشفيات والمراكز الصحية.
يؤكد مصدر في ادارة المخيم ، أن الاعداد الآن استقرت إلى ما يزيد على 90 الف لاجئ، وأن جميع الخدمات متوفرة ويشهد حركة تجارة نشطة، وساعد ذلك وجود شبكة طرق مجهزة بالكامل وتوفر مختلف الخدمات القريبة من اللاجئين وبالذات المحال التجارية بمختلف أنواعها والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس بمختلف المراحل التعليمية.
وقال إن وضع المخيم أفضل من السابق وأضحى مدينة متكاملة، وآخرها أن المياه اصبحت تصل الى اللاجئين في منازلهم اضافة الى وصول شبكة الصرف الصحي، كذلك تم افتتاح مكتب لتشغيل اللاجئين السوريين، لتسهيل التحاقهم في المهن المختلفة بحسب المهن التي حددتها وزارة العمل الأمر الذي يساعد في تنشيط سوق العمل بشكل ايجابي، وتحقيق الاستقرار المعيشي لهم .
ويؤكد أن مخيم الزعتري الذي يعد ثاني أكبر مخيم للاجئين السوريين في العالم أصبح مدينة متكاملة ونموذجا للتكامل في العمل والمعيشة بين أفراده.
الغد