لا شك أن الجميع , المثقف والمتابع والمراقب لأوضاع الإقليم والوضع الداخلي بالمملكة يعلم أن بعض الإجراءات الحكومية من خلال السياسات أو التشريعات والاستراتيجيات التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة في معالجة الشأن الداخلي وخاصة الاقتصادي غير شعبوية وغير مرضي عنها كونها تعمد إلى جيب المواطن.. وهذا الأمر داخل تحت السيطرة ومن الممكن أن توضع البدائل لأي سياسة أو إستراتيجية لا تؤتي ثمارها ..
وهناك أمور تخرج عن قدرة الدولة الأردنية وهي الأوضاع التي تجري بدول الإقليم وما يفرض على الدولة الأردنية من ادوار يجب أن تلعبها بالساحة الإقليمية بسبب أنها تدخل ضمن تحالفات دولية وإقليمية ولا يخفى على احد أن بعض المساعدات الدولية تبنى على تنفيذ بعض هذه الأدوار .. هذا كله يعرفه من له أدنى شأن بتتبع الإحداث .
لكن أن يظهر على السطح من ينادي ويحرض على الدولة وأجهزتها من خلال تقزيم نظامها السياسي والتقليل من أهمية وجوده على رأس الدولة .. وتجرأ البعض ممن يدعون أنهم من النخب السياسية بالشتم والتحقير إلى أن أصبحت هذه المهاترات والمقابلات المنشورة على الفضائيات حديث وقضية مواقع التواصل الاجتماعي ليدلو كلاً بدلوه فيها ...
هنا لا يد لصاحب الفرار أن يضع حداً لمثل هذه التصرفات من هولاء والقلة القليلة من الأبناء الذين يلعبون بالنار من حيث لا يدرون .. وهذا النائب صداح الحباشنة يعتذر وذلك العجوز المعارض يبعث برسالة يؤيد ما حدث وان الساحة الأردنية لم يبقى فيها رجال إلا هو ( يا الله لطفك )... شىئ مخجل ما نسمع من هولاء .
أقول :
إن ذلك الأمر هو اللعب بالنار بعينه ولا يجوز مطلقاً لا شرعاً ولا تقليداً وبجب على الدولة أن تضرب بيد من فولاذ على من يتجرأ ويخوض هذه المخاضات التي هي البداية في تفكك العلاقة ما بين القيادة والشعب ... اقرءوا إن شئتم ما قال علماء الاجتماع في الجدليات ما بين القيادات والقواعد .
أنا اعلم آن هناك قضايا فساد واعلم أن هناك إجراءات حكومية انتهجتها الحكومات التي تعاقبت على الدولة الأردنية تهجم بها على تعب المواطن الكادح مع وجود البدائل ....لكن بالمقابل أنا وانتم نعلم جيداً أن وضعنا الحالي أفضل بكثير من دول الجوار الذين تاهت بهم السبل ودمرت دولهم بسبب ظلم الأنظمة والقيادات لهم وجاء الملايين منهم إلينا , فلا يوجد مبرر لاي معارض وغيره أن يتطاول على رمز وطننا...
إن الملكية هي مهنة قبل أن تكون منصب .. فالملك للجميع لي ولك ولهم ولهن.. كما هي مهنة الخباز والسائق مع الاحترام والفارق ... ينتفع منها الجميع وإذا تغاضى النظام عن البعض لكرمه وتسامحه بحيث جعل ذلك التغاضي والتسامح هذا القليل من الأبناء إلى جانب الشهرة واخذ الإضاءة وان لا رجال غيرهم أو أنتي أخت رجال وأفضل من 100 رجل وإنهم معارضون من الدرجة الأولى كما يتبجحون ..
كل ذلك دفعهم إلى أن يلعبوا بالنار التي تحرق حبل الوحدة الوطنية الداخلية هنا يجب علينا جميعاً نحن كقواعد لهذه القيادة أن نقف في وجوههم وان نقول لهم كفاكم لعباً وطيشاً وهذه ليست معارضة كما ينبغي ...
المعارض الجيد ينتقد السياسات للصالح العام .. نعم .
المعارض يطرح الحلول ولا يتقوقع في شرنقة تكرار طرح المشاكل على الفضائيات فقط
المعارض الجيد يعرف حجم قرار الدولة نسبة إلى غرفة القرار الدولي ولا يفترض يه أن يهاجمها على أساس أنها دولة عظمى وتملك وتملك .. فضلاً على أن يتلفظ بألفاظ سيئة بحق رمزها الأول حفظه الله .
المعارض الجيد هو الذي بحافظ على قوة وتمتين الجبهة الداخلية للوطن والتي أساسها العلاقة ما بين القيادة والشعب وان من أخطاء اعترت المسيرة فهو يقدر أن ذلك يحدث وان الوطن لا تسكنه الملائكة بل بشر وان الفساد على هذا الوضع أفضل بكثير كثير من الدمار الذي يدعوا هو وهي إليه من حيث لا يعلمون .
إخوتي إن القيادة ليست بالأمر بالسهل كما يعتقد البعض فمن إقليم ملتهب ضاعت به أوطان وشعوب شردت وتقسيمات دولية إلى عدو غرب النهر يتربص الفرصة إلى شأن داخلي ومئات الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل إلى جانب الجبهة الداخلية والأمن والأمان إلى جانب متابعة الحدود واللاجئين وهذه الأهرامات البشرية وما هي اتجاهاتها .. الخ .
قيادة الدولة ليست نزهة... وتحتاج القيادة دائما إلى دعاء قواعدها لها بالفلاح والنجاح ففلاحها فلاحهم ونجاحها نجاحهم ..لا أن يأتي عجوز معارض إلى تقزيم دورهم أو أن تأتي أخت الرجال ( والأردنيات كلهن أخوات رجال ) وتقول في حقهم ما لا يلزمهم ولا يلزمها .
فالله الله في وطنكم إخوتي الأردنيين .
فالله الله في قيادتكم الهاشمية التي يدعوا لها حتى الإخوة اللاجئون عندنا فضلا عنا نحن الأردنيين .
والله الله في وحدنكم والتفافكم خلف رمزنا وقائدنا أبا الحسين .
إلى اللقاء