زاد الاردن الاخباري -
غابت القضية الفلسطينية عن مضمون خطاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، إزاء "عدم امتلاك خطة واضحة لإنجاز عملية السلام، بإستثناء أفكار مبنية على الرؤية الإسرائيلية المطلقة للحكم الذاتي"، وفق مسؤولين فلسطينيين.
واعتبر المسؤولون أن "العملية السلمية لا تقع ضمن أولويات الرئيس ترامب في تلك المرحلة، التي يستحوذ ملفا كوريا الشمالية وإيران على مساحتها الغالبة، فيما يبقى ضمان الأمن الإسرائيلي بالمنطقة ركيزة الحلف الاستراتيجي الثنائي".
بيد أن الفترة المقبلة، بحسبهم، لن تخلو من جولات مكوكية "خاطفة" بين الحين والآخر لمبعوثي الإدارة الأميركية، بهدف ضمان دوران عجلة حراك جهود استئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، دونما توقف، و"لتأكيد حرص الإمساك بتلابيب ملف التسوية السلمية بعيدا عن الأطراف الأخرى".
وقالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ليلى خالد، إن "القضية الفلسطينية ليست من أولويات الإدارة الأميركية، برئاسة ترامب، مما انعكس في خطابه أمام المنبر الأممي عند التركيز على ملفي كوريا الشمالية وإيران، على حساب قضايا المنطقة".
وأضافت خالد إن "غياب الموضوع الفلسطيني عن خطاب ترامب كان مقصوداً، حيث لا تملك الإدارة الأميركية، المرتبكة، راهنا، أي مشروع للتسوية السلمية".
ورأت أن المساعي الجارية لترتيب لقاء ثنائي، أو ثلاثي، يجمع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أجل استئناف المفاوضات، غير المرغوب عودتها، بحسب خالد، لن "يفضِ إلى نتائج ملموسة، في ظل عدوان الاحتلال المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني".
ونوهت إلى أنه لا يوجد لدى واشنطن، حالياً، خطة محددة لإنجاز العملية السلمية، ما عدا أفكار تتناسب مع المنظور الإسرائيلي الذي لا يخرج عن نطاق حكم ذاتي للفلسطينيين، تزامناً مع تقديم التسهيلات الاقتصادية ضمن إطار "الحل الإقليمي".
وأكدت ضرورة "عدم المراهنة على الإدارة الأميركية، في ظل انحيازها، أسوة بنظيراتها السابقات، للاحتلال الإسرائيلي، على حساب القضية والشعب الفلسطيني، في إطار ضمان القوة والدعم المتواصلين إلى كيانه المُحتل".
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، إن "خطاب الرئيس ترامب تجاهل القضية الفلسطينية"، في ظل "عدم امتلاك خطة محددة وواضحة لإنجاز عملية السلام"، معتبراً أنه "يعبر عن الكراهية والحقد والانحياز الأعمى للاحتلال".
ودعا أبو يوسف، وهو الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، للرد عليه "بموقف عربي ودولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بخاصة حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي 194، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
بدوره، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تيسير خالد، أن تجاهل ترامب للقضية الفلسطينية والعملية السياسية، "أمر متوقع ومتفق عليه مع سلطات الاحتلال بعدما جرى تنسيق المواقف في اللقاء، الذي جمع الرئيس الأميركي بنتنياهو في نيويورك قبل الخطاب بيوم واحد".
وأكد خالد، في تصريح أمس، أن "نتنياهو، كان أكثر رؤساء الوفود المشاركة في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة سعادة بخطاب ترامب، الذي وصفه، في حسابه على "تويتر" قبل استكماله، بأنه "لم يسمع خطاباً أكثر شجاعة منذ أكثر من ثلاثين عاماً مضت على معرفته بالأمم المتحدة".
ونوه إلى تزامن تجاهل خطاب ترامب للقضية الفلسطينية مع كلمة مبعوثه لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، أمام لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة في نيويورك، والتي دعا فيها جميع الأطراف لوقف رصد الحالة في غزة والبدء في تغيير وضعها بعزل حركة "حماس"، ما يؤشر إلى "الرغبة في تخريب جهود المصالحة"، حسب قوله.
وندد خالد بسياسة الإدارة الأميركية، داعياً إلى موقف فلسطيني واضح من ما وصفه "بالدور التخريبي في المنطقة والانحياز الأعمى لسياسة الاحتلال، بموازاة التحرر من الرعاية الأميركية لجهود التسوية السياسية وتدويل ملف عملية السلام من خلال مؤتمر دولي ينعقد برعاية الأمم المتحدة".
وكان الرئيس ترامب قد ألقى كلمة، أمس، أمام الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لأول مرة كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، بدون الإشارة إلى عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
فيما تحدث خلال لقائه، الثالث منذ توليه منصبة رئيسا للولايات المتحدة في كانون الثاني (يناير) الماضي، مع نتنياهو على هامش أعمال الجمعية، يوم الإثنين الماضي، بأن "السلام في الشرق الأوسط سيكون إرثا عظيما لجميع الناس".
بينما اعتبر نتنياهو إن التحالف بين أميركا والكيان الإسرائيلي "لم يكن أقوى وأعمق مما هو عليه تحت إدارة ترامب"، بحسب قوله.
الغد