زاد الاردن الاخباري -
لم يتمكن الأربعيني محمد النهار اللاجئ السوري من الصمود أمام غلاء المعيشة في الأردن، وقرر التوقف عن تدريس أبنائه الثلاثة (بشار 10 سنوات، خالد وبسمة 9 سنوات).
يقول النهار الذي لجأ الى الأردن عام 2012 ويسكن في خيمة ضمن مخيم عشوائي في سحاب (شرق عمّان) إنه يدرك حجم الضرر الذي سيلحق بهؤلاء الأطفال في المستقبل، كما أنه يشعر بحال من الغبن لأنه لم يتمكن من تدريسهم.
لم يتمكن محمد الذي يعمل في المزارع من تدريس أبنائه لأنه يعاني من ضيق ذات اليد، وبالكاد يتمكن من تأمين متطلبات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب وغيرهما.
ويأمل محمد بأن يجد الوسيلة التي يتمكن من خلالها من تدريس أبنائه لكي يبرئ ذمته لأنه مؤمن أن التعليم هو أولى الأولويات.
أما مالك ذو الـ 17 ربيعاً والذي يعمل مساعد عامل بناء، ويقطن في قرية الظليل في الزرقاء (شمال شرقي عمّان) فلم يتمكن كذلك من متابعة دراسته حين قدم إلى الأردن عام 2012، فحاول أن يكمل غير أن كل محاولاته اصطدمت بصخرة (فقر العائلة) ما حال دون اكماله التعليم.
ويرى مراقبون أن تبعات اللجوء السوري بدأت تتراكم وتظهر في شكل جليّ مع طول فترة التهجير وانعدام آفاق الحل للأزمة السورية في الوقت القريب، غير أن هناك فئات هشة أنحرف مسارها وفقدت المسار القويم لحياتها.
غير أن منظمات مجتمع مدني تنبهت إلى هذا الأمر، وبدأت أعادة تأهيل هؤلاء الأطفال، إذ تمكنت منظمة «متين» وهي منظمة غير ربحية متخصصة في مساعدة الأطفال الأكثر تهميشاً، من إعادة نحو 130 طالباً حتى الآن إلى مقاعد الدراسة وفق المديرة التنفيذية للمنظمة هلا هشلمون التي قالت إن المنظمة تقوم بإعادة الطلاب عن طريق شراكتها مع حملة learning for all campaign ومع اليونيسيف، مشيرة إلى التركيز على المخيمات العشوائية التي تتشكل إلى جوانب المزارع في الأردن، اذ إن اللاجئين يعتمدون في شكل أساسي على العمل في الزراعة كمصدر للرزق.
وتعمل المنظمة حاليًا في محافظة المفرق مشيرة إلى أنها قريباً ستبدأ العمل على إعادة هؤلاء الطلاب في مناطق عمان وإربد.
وتؤكد هشلمون أن عدم انخراط اللاجئين السوريين في المجتمع المحلي يشكل تحدياً لهم في التأقلم مع أقرانهم في المدرسة، مضيفة أن ضعف استيعاب المدارس الحكومية يؤدي إلى عدم استيعاب الأعداد الهائلة من المتخلفين عن الدراسة من اللاجئين السوريين.
غير أنها أكدت أن وزارة التربية تقوم بزيادة الصفوف المسائية لزيادة منتسبي البرنامج الاستدراكي، بالتوازي أيضاً مع ما تقوم به مؤسسة «متين» من برامج تقوية للاجئين السوريين لتسهل قابلية التحاقهم بالتعليم الإلزامي.
وتظهر إحصاءات رسمية صادرة عن إدارة شؤون المخيمات التابعة لوزارة الداخلية أن عدد السوريين الموجودين في الأردن قبل الأزمة وبعدها يبلغ قرابة مليون و700 ألف شخص، منهم 750 ألفا كانوا موجودين في المملكة قبل الأزمة بتاريخ 15 آذار (مارس) 2011.
ويقول مدير التعاون والعلاقات الدولية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين علي بيبي إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المفوضية السامية بلغ نحو 600 ألف لاجئ منذ بداية الأزمة السورية في منتصف آذار من عام 2011، وحتى نهاية عام 2013.
وتشمل هذه الأعداد المسجلين في مخيمات الزعتري ومريجيب الفهود والرمثا، موضحاً أن صفة اللاجئ تنطبق على كل من يحمل بطاقة المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة والتي تتولى حمايته والحفاظ على حقوقه لحين عودته الطوعية الى بلاده.
الحياة اللندنية