زاد الاردن الاخباري -
تسبب طريق المدورة الحدودية مع السعودية باتجاه تقاطع الشيدية، بوفاة 15 شخصا وإصابة حوالي 50 آخرين بجروح وكسور بين "متوسطة وخطرة"، منذ العام الماضي، وفق مصادر في دفاع مدني معان.
وأشار مصدر طبي في مستشفى معان الحكومي، أن معظم الحوادث التي استقبلها قسم الإسعاف والطوارئ في المستشفى خلال الفترة القليلة الماضية وقعت على طريق المدوره معان، وخاصة منطقة تقاطع الشيدية، لافتا إلى أن غالبية الحالات التي وصلت كانت متوفاة أو بإصابات حرجة.
وبعد مرور أقل من عام وتحديدا في 23 تشرين2 (نوفمبر) 2016 توفي اثنان من أبناء المدينة بحادث تدهور على طريق المدورة الحدودية مع السعودية عند تقاطع الشيدية معان، وشهد حادث تصادم آخر بين مركبتين في 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2016 نتج عنه وفاة شاب عشريني، وإصابة آخر بجروح خطيرة ، وقع حادث تصادم مجددا بين مركبتين مساء أمس الأول أسفر عن وفاة 6 أشخاص بينهم 4 من أبناء المدينة وأثنين من الجنسية السعودية.
وأعاد إلى الأذهان حادث تدهور مركبتين في 3 شباط ( فبراير) 2016، وأسفر عن وفاة اثنين من الشبان، وإصابة 4 منهم بجروح خطرة ، وتدهور حافلة المعتمرين في منتصف العام قبل الماضي على نفس الطريق، وتسبب بإصابة 36 معتمرا بينهم 3 حالات خطيرة وغيرها من عشرات الحوادث في السنوات القليلة الماضية، إلى فتح ملف خطورة الطريق من جديد، والتساؤل حول إجراءات الوقاية وسبل حماية المواطنين من حوادث الطرق في تلك المنطقة بسبب تكرار وقوع الحوادث المميتة عليه، خاصة أنه يعتبر الطريق الوحيد الذي يسلكه آلاف الحجاج والمعتمرين والمغتربين إلى الديار المقدسة.
فيما مازال سكان مدينة معان يستذكرون الحادث الأليم وهم يسترجعون الذاكرة إلى سنوات خلت على وقع مشاهد وصور الحادث الذي أودى بحياة 7 من أبناء المدينة، كانت تعرضت مركبتهم لحادث سير عندما ارتطمت بحافلة معتمرين لم ير سائقها أمامه أي شيء إلا بعد أن اشتعلت النيران بالمركبة بعد أن كان الغبار يملأ أفق المكان والرؤية معدومة في ذلك الوقت على نفس الطريق.
ويعد طريق المدورة معان من أقدم الطرق في المملكة ومن أخطرها أيضا، نظرا لما يشهده سنويا من أعداد كبيرة في حوادث الطرق ، ما أثار مخاوف أهالي وسكان محافظة معان من خطر الإصابات والموت لأبنائهم، رغم مرور كل هذه السنوات من المطالب والتحذيرات المتكررة من استمرار التهديد الذي يحيط بحياة مستخدميه ، إلا أن قضية إعادة تأهيل الطريق لمعالجة خطورته ماتزال تراوح مكانها منذ أعوام ، على الرغم من ارتفاع عدد الوفيات والمصابين في كل حادث في تلك المنطقة.
وجدد سائقون يسلكون هذا الطريق بشكل يومي، للوصول إلى مقاصدهم، شكواهم مما يشكله من خطر قائم ومخيف، بعد أن تهاوت البنية التحتية له وعدم صلاحيته وخطره المتزايد ، خاصة وانه أصبح لا يتلاءم هندسيا مع حركة السير الكثيفة التي يشهدها، ما تسببت خطورة هذا الطريق بالكثير من الحوادث المرورية، وحصد الأرواح، في ظل تردِي وضعه، وتزايد حركة السير عليه ووالتي الحقت أضراراً كبيرة بالبنية التحتية للطريق، بعد أن أصبح طريقا تسلكه الشاحنات الناقلة للفوسفات وصهاريج الفوسفوريك الخطير.
ويصف أحد وجهاء مدينة معان وهو أكرم عطالله البزايعة الطريق بـ"طريق الموت" الذي يتربص بالمسافرين ممن يسلكون الطريق الدولي باتجاه السعودية ومعان، وجعله أحد الأماكن الخطرة التي تكثر عليها الحوادث المرورية، والتي كانت سببا في وقوع الكثير من الحوادث الأليمة والوفيات، مبينا خطورته تتركز بكثرة عيوبه وضيقه واهترائه وازدياد عدد التشققات فيه وكثرة الحفر والتكسر الموجود فيه، خاصة عند مناطق الانعطاف والانحدار.
ويقول عبدالله أبوطه، إن خطورة الطريق تزداد خاصة في الأحوال الجوية السيئة في هذه المنطقة، حيث يسودها العواصف الرملية والغبار، إضافة إلى أن هطول الأمطار يعمل على حدوث انزلاق للتربة وتجريف أطراف الطريق بسبب تآكله واهترائه وفقدان معالمه، لافتا أن الطريق ما زال دون تأهيل أو معالجة، ويحتاج إلى إعادة تأهيل للتخفيف من خطورته التي تسبب العديد من الحوادث المميتة.
إلى ذلك، أكد مصدر رسمي في مديرية الأشغال العامة لمحافظة معان أن طريق المدورة الحدودية معان والذي يبلغ طوله 120 كلم ترصد له المديرية من خلال الوزاره مخصصات مالية سنوية تقدر بنحو 300 ألف دينار لتنفيذ أعمال الصيانه وإقامة الأكتاف على جانبيه.
وأشار أنه تم تقليص المبلغ إلى 200 ألف دينار سنويا لضيق المخصصات المالية، حيث يتم تنفيذ مشروع توسعة للطريق من خلال توسعة الأكتاف والتي تتم بطول ثلاثة أمتار من الجهة اليمنى وثلاثة أمتار من الجهة اليسرى أي بحدود 60 كم توسعة، لأهميته كطريق دولي يمثل أولوية ضمن اهتمامات الوزارة.
وبين أن الوزارة لاتزال تنتظر توفر المخصصات المالية والحصول على الدعم من خلال المنح الخارجية ، والتي يسبب عدم توفرها غالبا في إعاقة العمل ، مبينا حاجة الطريق الحيوي، لأن يكون بأربعة مسارب باتجاهين وبمواصفات دولية عالية تناسب مكانته، حيث يشهد حركة سير كثيفة خاصة خلال مواسم الحج والعمرة ، لافتا أن كلفة تنفيذ إعادة تأهيل الطريق تقدر بنحو 270 مليون دينار، في حين يتوقع أن يوفر المشروع مئات من فرص العمل في شتى المجالات الإنشائية.
الغد