زاد الاردن الاخباري -
بصورة مفاجئة أعلن حزب التيار الوطني مباشرته ببحث حل الحزب، الذي يرأسه رئيس مجلس النواب الأسبق عبد الهادي المجالي، واضعا هذا التوجه بالحل في إطار ما اعتبره المجالي "تغييب العمل الحزبي وعدم اتخاذ إجراءات تشريعية تعمل على تعميق الحياة الحزبية وتقويتها" في البلاد.
وأعلن المجلس المركزي للحزب امس بعد "جلسة عصف ذهني ونقاش مستفيض لحل الحزب" عقدها برئاسة المجالي، عقد جلسة رسمية للمجلس السبت المقبل لمناقشة "قرار حل الحزب"، في وقت عبر عدد من قيادات المجلس المركزي عن اعتراضه على مبدأ الحل، مطالبا قيادة الحزب بالتروي ودراسة كل السبل الممكنة لتعزيز التجربة، بحسب بيان صدر عن الحزب امس.
وحسب البيان، فقد تحدث خلال الجلسة المجالي، الذي قال "نعيش مرحلة من عدم الوضوح في الرؤيا السياسية تقوم على التهميش"، مستعرضا المراحل التي مرت بها التجربة الحزبية في البلاد منذ العام 1989، والتي قال انها "قامت على التوازن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وصولا الى تجربة الميثاق الوطني".
وبعد ان استعرض المجالي، الذي سبق أن أسس وترأس الحزب الوطني الدستوري منتصف التسعينيات الماضية، تجربة ترخيص الاحزاب منذ 1989، ليخلص الى تساؤل "نحن الان نتساءل هل هناك فائدة من العمل الحزبي؟ وهل تقدمنا خطوة للأمام في ظل غياب الأمل؟ في ظل تغييب العمل الحزبي وعدم اتخاذ اجراءات تشريعية تعمل على تعميق الحياة الحزبية وتقويتها".
وشكل المجلس المركزي للحزب لجنة لتقديم تصورها حول قرار الحل للاجتماع المقبل.
وكان رئيس المجلس المركزي د. احمد الحمايده قال في بداية الاجتماع ان الحزب "هو حزب برامجي ليس مواليا ولا معارضا للحكومات، وانما قريب اذا كانت الحكومة ملتزمة بالبرنامج". وقال "نطلب مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات.. وهذا سبب استمرارنا بعد الدرس الذي تلقيناه والذي شن علينا عام 2013 في انتخابات مجلس النواب السابع عشر".
وثمن الحمايدة دور جلالة الملك عبدالله الثاني وسعيه "الدؤوب الى خلق حياة سياسية ديمقراطية، وقد افرد لها عددا من الاوراق النقاشية". كما استذكر دور جلالة الملك "في تعزيز دور الاردن عربيا ودوليا، والخروج بالاردن ان شاء الله سليما بالرغم مما يدور حولنا من ظروف يعلمها الجميع".
واستدرك "ولكننا نشعر انه لا يوجد هناك ارادة رسمية لتطوير الحزبية في الاردن، بل على العكس نشعر ان هناك قوى سياسية تتعامل مع الاحزاب كأنها غير مشروعة وافقدت الاحزاب هيبتها".
وتساءل الحمايدة "هل هناك مستقبل للحياة الحزبية في الاردن؟"، ليعبر عن قناعته "تاكدنا ان الاحزاب مهمة ديكورية.. ولا يوجد لها احترام من قبل الدولة.. وهذا انعكس على الفئة الشابة والتي تشغل 75 % من المجتمع (في) لا تؤمن بالعمل الحزبي".
واشار الى ان حزبه كان "حذر من ان ضعف الاحزاب الوسطية الوطنية يتيح للاحزاب المنظمة والمدعومة من الاحزاب الاسلامية بأن تقوى على حساب الاحزاب الوسطية المشتتة.. وهذا ظهر جليا في انتخابات اللامركزية والمجالس البلدية الاخيرة".
فيما القى نائب رئيس الحزب د. حمدي مراد كلمة، قال فيها "نحن في حزب التيار الوطني لم نفقد الامل بحدوث التغيير في ظل غياب قرار سياسي بضرورة بناء احزاب حقيقية والابتعاد عن الاطار الشكلي للتجربة الحزبية".
واضاف ان الواقع "يفرض علينا الاستمرار والعمل الدؤوب لحماية مصالح الوطن وتماسك الجبهة الداخلية".
الغد