زاد الاردن الاخباري -
بدأت معركة الرقة بين "قوات سورية الديمقراطية" وتنظيم "داعش" تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد إحراز انتصارات متواصلة على التنظيم الذي باتت آخر معاقله في وسط المدينة على وشك السقوط.
واتسمت الساعات الأخيرة التي جرت في الرقة بالحسم والقوة، لتأكد عدم خروج مقاتلي داعش إلى مكان آخر، حيث نفى الناطق الرسمي باسم "قوات سورية الديمقراطية" العميد طلال سلو، مغادرة أي مقاتل من التنظيم لمدينة الرقة.
وذكر التحالف الدولي أول من أمس السبت أن مقاتلي تنظيم "داعش" الأجانب ممنوعون من الخروج من مدينة الرقة، عقب تأكيدات على لسان المتحدث باسمه رايان ديلون، بقوله إن نحو 100 مقاتل من التنظيم استسلموا في الرقة خلال الساعات الماضية وخرجوا منها، كما أشارت أنباء أخرى صباح اليوم في السياق نفسه أن مجموعة من مقاتلي التنظيم غادروا مدينة الرقة خلال الليل مصطحبين معهم مدنيين لاستخدامهم كدروع بشرية.
وأعلنت قوات سورية الديمقراطية امس الاحد بدء "المرحلة الاخيرة" من معركة الرقة، وذلك غداة خروج اكثر من ثلاثة آلاف مدني فضلا عن جهاديين سوريين من المعقل الابرز سابقا لتنظيم داعش في البلاد بموجب اتفاق.
ولم يبق في مدينة الرقة سوى المقاتلين الاجانب في صفوف التنظيمة وافراد من عائلاتهم يتحصنون في مواقع متفرقة في وسط وشمال المدينة.
وتخوض قوات سورية الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ السادس من حزيران (يونيو) 2017 معارك لطرد المسلحين المتطرفين من الرقة الذين انحسروا في مساحة لا تتجاوز عشرة في المائة من المدينة.
وقالت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" جيهان شيخ أحمد أمس الأحد "نحن الآن في المرحلة الاخيرة من معركة الرقة".
وأعلنت قوات سورية الديمقراطية في بيان بدء "معركة الشهيد عدنان أبو أمجد التي تستهدف إنهاء وجود مرتزقة التنظيم الإرهابي داخل المدينة"، مؤكدة ان هدفها "تطهير كامل المدينة من الإرهابيين الذين رفضوا الاستسلام، ومن بينهم الإرهابيون الأجانب".
ويأتي الهجوم غداة التوصل الى اتفاق تسوية بوساطة مجلس الرقة المدني، الذي يضم ممثلين عن ابرز عشائر المحافظة، لاخلاء جهاديين سوريين والمدنيين من المدينة.
وقال المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية طلال سلو عبر الهاتف "خرج اكثر من ثلاثة آلاف مدني الى مناطق آمنة تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية بموجب الاتفاق الذي تم بين مجلس الرقة المدني ووجهاء العشائر ومقاتلين محليين من تنظيم داعش".
واكد سلو "الرقة باتت خالية تماما من المدنيين الذين كان يأخذهم داعش دروعا بشرية".
ودفعت المعارك في الرقة عشرات آلاف المدنيين الى الفرار، وبقي الآلاف محاصرين في آخر جيب تسيطر عليه تنظيم الدولة الاسلامية، وغالبيتهم تحولوا الى دروع بشرية للجهاديين.
وخرج بموجب الاتفاق 275 شخصا بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم المتطرف وافراد من عائلاتهم من مناطق سيطرة المتطرفين في الرقة، وفق سلو الذي لم يحدد وجهتهم موضحا انه يفترض ان يصدر بيان حول الموضوع.
وكانت تضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين اجانب من مدينة الرقة ايضا.
ونفى كل من سلو ومجلس الرقة المدني خروج المقاتلين الاجانب.
واكد مجلس الرقة المدني في بيان "للتوضيح والدقة نبيّن ان الدواعش الاجانب ليسوا ضمن اهتمام مجلس الرقة المدني ولجنة العشائر ابدا، فهؤلاء لا يمكن الصفح عنهم".
واوضح سلو "لم يعد هناك سوى 250 الى 300 ارهابي اجنبي من الذين قرروا متابعة القتال حتى آخر لحظة. وبقي معهم افراد من عائلاتهم" في الرقة.
واكد سلو ان المستشفى الوطني والملعب البلدي في وسط المدينة واللذين تحصن فيهما الجهاديون مؤخرا "باتا خاليين من المدنيين" والاشتباكات مستمرة للسيطرة عليهما.
ولن تكون خسارة تنظيم داعش للرقة سوى واحدة من هزائم ميدانية عديدة مُني بها خلال الفترة الماضية في كل من سورية والعراق، الدولتين اللتين اعلن فيهما ما اسماه "الخلافة الاسلامية" في العام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة تمتد على جانبي الحدود بينهما.