زاد الاردن الاخباري -
تحولت المنطقة التي تحميها فصائل البادية السورية التابعة للجيش السوري الحر وقوات التحالف في منطقة الركبان، على الحدود الأردنية السورية، إلى منطقة لاستيعاب وتوفير الحماية للاجئين السوريين الهاربين من معارك الشرق السوري بين الجيش السوري النظامي وتنظيم "داعش" الإرهابي، خاصة بعد البدء ببناء مخيم ثان في المنطقة للاجئين جدد وأسر مقاتلي الفصائل، التي أصبحت تتمركز فيها، وبمنطقة التنف القريبة منها.
وتتمتع منطقتا الركبان والـ55 في التنف بمثلث الحدود الأردنية السورية العراقية والقريبتين من بعضهما، بحماية قوات التحالف وفصائل البادية السورية المعارضة، وفق تفاهمات بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، التي تمتلك قاعدتين عسكريتين يديرها التحالف في التنف والزكف، واللتين تعتبران وفقا لهذه التفاهمات مناطق عازلة لا يسمح باقتراب الجيش السوري والمليشيات الايرانية والشيعية الحليفة والمساندة له منها.
وبحسب ما قالت مصادر سورية في البادية فإن هذا المخيم الذي يبعد عن مخيم الركبان حوالي 3 كلم وعن الحدود الاردنية 1 كلم بدئ بإنشائه قبل ايام من قبل اهال، بعد نزوح حوالي 3 آلاف مدني من دير الزور، بالإضافة اسر كوادر من فصيل جيش أسود الشرقية كانت تسكن مخيم الحدلات، والذين انسحبوا خلال الشهر الماضي من مواقعهم في البادية الى منطقة الركبان وبدأوا بإنشاء بيوت لأسرهم.
وكانت غرفة تنسيق الدعم الدولي "الموك" في عمان، قد طلبت من فصائل البادية السورية التي تدعمها لوجستيا بالانسحاب من مواقعها في البادية، وخيرتها بين الدخول إلى المملكة أو منطقة الـ55 في التنف لحمايتها من تقدم الجيش السوري، حيث اضطرت إثر ذلك الى ترك مواقعها والانسحاب اخيرا الى التنف والركبان.
وأوضحت ان هؤلاء اللاجئين لجأوا الى هذه المنطقة، كونها محمية، فيما لم يطلبوا اجتياز الحدود إلى الاردن بسبب تفهم الفصائل التي تسيطر على هذه المنطقة لمخاوف الاردن الامنية، خاصة وان هؤلاء اللاجئين جاءوا من مناطق كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" الارهابي.
وقال المسؤول الاعلامي في المركز الطبي المتكامل في مخيم الركبان ان المخيم الجديد يتم بناؤه بشكل مجاور لمخيم الركبان ويبعد عنه حوالي 3 كلم باتجاه الغرب وعن الحدود الاردنية 1كلم فقط.
وبين ان البيوت التي يتم بناؤها في المخيم الجديد، الذي لم يطلق عليه اسم بعد، هي عبارة عن غرف متتالية من الطين المسقوف بالشوادر، من اجل ايواء نازحين الحرب بمدينة دير الزور.
ويقوم ببناء البيوت الاهالي انفسهم، بالإضافة الى مقاتلي فصيل جيش اسود الشرقية التابع للجيش السوري الحر، لبناء بيوت لعوائلهم.
وتستوعب منطقة الركبان في المخيم الاول اكثر من 65 الف لاجئ فروا من مناطق شرق سورية بعد سيطرة تنظيم "داعش" على هذه المناطق قبل اكثر من ثلاثة اعوام، فيما تم تسكين اكثر من 100 اسرة في المخيم قيد الانشاء.
من جهته قال الناشط السوري المعارض مضر الاسعد ان عملية التوافد الكبير من النازحين من أبناء محافظتي دير الزور والرقة، فرض إنشاء منازل طينية جديدة في منطقة الركبان.
وقدر الأسعد عدد الذين وصلوا إلى الركبان في الأيام الأخيرة من عملية التحالف الدولي والنظام السوري ضد "داعش" بحوالي 3 آلاف شخص.
ويرفض الاسعد القول بأن المخيم الجديد هو مخيم منفصل بل جزء من مخيم الركبان، معتبرا ان مخيم الركبان ليس له حدود، ولهذا تتم توسعته بشكل عشوائي من قبل الأهالي.
وقال إن مخيم الركبان يفتقد إلى أدنى مقومات الحياة من المشافي ومحطات تصفية المياة وتوليد الكهرباء والمدارس والافران وسيارات الأسعاف والأدوية وأجهزة غسيل الكلى ولقاحات ضد لسعات الأفاعي والعقارب.
وطالب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من الشعب السوري في المخيم بتوفير الحماية الأمنية ومستلزمات الحياة للاجئيه.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني أكد ان الاردن يقف في طليعة المنظومة الاخلاقية والانسانية الدولية ويتحمل مسؤولياته نيابة عن العالم اجمع في مسألة اللاجئين السوريين.
وأوضح ان مخيم الركبان يقع داخل الاراضي السورية وليس في اراضينا، ما يعني امكانية ايصال المساعدات للمخيم من قبل المنظمات الدولية من الداخل السوري.
وأضاف في تصريحات صحفية ان الحكومة هيأت مركزا للخدمات وحماية امنية لإيصال المساعدات لمخيم الركبان، وخاطبت ممثلي الامم المتحدة والمنظمات الانسانية بجاهزيتها لتأمين تلك المساعدات، الا ان التفاصيل اللوجستية المرتبطة بهذا الامر ما زالت قيد البحث مع المنظمات ذات العلاقة.
وقال إن بلدا مثل الاردن استضاف منذ نحو سبع سنوات وما يزال نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري، وهو ما عجزت عنه دول كبرى بل وقارات، لا يمكن ان يعيق تقديم المساعدات الإنسانية لنازحين على الحدود بين الاردن وسورية، ولكنه في الوقت ذاته يرفض اي اجراءات قد تمس أمنه واستقراره بأي صيغة كانت.
وأكد المومني ان الاردن ينسق بشكل مستمر مع المنظمات الدولية لتقديم الخدمات للاجئين والنازحين، ويحذر من تقليص موارد الامم المتحدة والمنظمات الدولية تجاه اللاجئين والنازحين الأمر الذي يرتب أعباء جديدة على الدول الضيفة للاجئين.
الغد