أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة أوكرانيا تكشف عن حطام تقول إنه للصاروخ البالستي الروسي الجديد قرض ياباني بـ 100 مليون دولار لدعم موازنة الاردن الجيش يعلن استقبال طلبات الحج لذوي الشهداء الاحتلال يعلن إصابة 11 عسكريا بغزة ولبنان صور - ماذا تقول لرجال الأمن في الميدان بهذه الأجواء؟؟ هيئة النقل : إعفاء المركبات المنتهي ترخيصها من الغرامات يشمل العمومي نتنياهو يهدد سكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت مقتل ثلاثينة بالرصاص على يد عمها في البلقاء الهيئة الخيرية الهاشمية: وصول دفعة جديدة من المواد الإغاثية لغزة الأردن يحقق تقدما في مؤشر المعرفة العالمي مصابو حادثة الرابية يتحدثون عن إصاباتهم - فيديو الاحتلال ارتكب 4 مجازر خلال 24 ساعة وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 44211 شهيدا بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة "سورية .. الرهان على الميدان ولاوقت مستقطع...

"سورية .. الرهان على الميدان ولاوقت مستقطع للحديث عن الحلول السياسية !؟"

28-10-2017 10:48 AM

من جديد تزدحم الأحداث السياسية الخاصّة بملفّ الحرب على الدولة السورية، وسط حديث عن جولات جديدة لمؤتمرات جديدة «أستانا » و" جنيف " والواضح أنّ هذه الجولات وهذه المؤتمرات لن تتمكّن من تحقيق أيّة إنجازات، وخصوصاً أنّ الأحداث العسكرية الجارية بشرق سورية و سعي أمريكا عبر ميلشياتها " قوات سورية الديمقراطية "قطع الطريق على إنجازات الجيش العربي السوري وحلفائه شرق دير الزور ، قد أثّرت سلباً على الحديث عن حلول سياسية للحرب المفروضة على الدولة السورية، وبالإضافة لما يجري في الميدان، فهناك العديد من الصعوبات والمعوقات المتمثّلة بـ«المعارضة» وداعميها، وتمسّكهم بالشروط نفسها التي أفشلت المؤتمرات السابقة.




واشنطن وحلفاؤها ما زالوا يمارسون نفس المنهجية والاستراتيجية بحربهم على سورية، ومن هنا سيلاحظ معظم المتابعين، وبوضوح، أنّ التعويل على الحلّ السياسي في سورية، في هذه المرحلة تحديداً، فاشل بكلّ المقاييس، لأنّ الرِّهان اليوم هو على الميدان فقط، واليوم عندما نتحدّث أنّ لا رِهان إلّا على الميدان، لأنّنا ندرك أنّ الدولة السورية ما زالت تتعرض لحرب " عالمية شاملة " بكل المقاييس " ومن يتابع مايجري بشرق سورية وشمال شرقها وشمال غربها وما يخطط لجنوب غربها سيصل لمعادلة مكتملة عنوانها "أن قوى العدوان على سورية مازالت تراهن لليوم على الميدان لتنفيذ مشروعها في سورية " ، فما جرى بالرقة بعد إعلان أمريكا عن انتهاء حملتها على مدينة الرقة وما تبع ذلك من توسع عملياتها العسكرية العدوانية على شرق دير الزور وشمال شرقها يعكس بالضرورة وعلى وجه الخصوص،حجم الأهداف المطلوب تحقيقها في سورية ومجموعة من الرهانات الأميركية المتعلقة بكلّ ما يجري فيها. وهي أهداف تتداخل فيها حسابات الواقع المفترض للأحداث الميدانية على الأرض مع الحسابات الأمنية والعسكرية والجيوسياسية للجغرافيا السياسية السورية وموازين القوى في الإقليم مع المصالح والاستراتيجيات للقوى الدولية على اختلاف مسمّياتها، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة وأمن «إسرائيل» والطاقة وجملة مواضيع أخرى.




اليوم، ومع تفاؤل البعض بقرب انطلاق مسار الحلول من جديد بمؤتمر «أستانا» أو " جنيف "، والخاصة بالوصول إلى حلّ سياسي للحرب المفروضة على الدولة السورية، استكمالاً لمجموعة لقاءات ومؤتمرات ومنتديات واجتماعات، مروراً بمبادرات دي ميستورا وغيره، يبدو واضحاً في هذه المرحلة أنّ مسار الحلول «السياسيّة» ما زال مغلقاً حتى الآن، وخصوصاً أنّ استراتيجية الحرب التي تنتهجها واشنطن وحلفاؤها اتجاه سورية بدأت تفرض واقعاً جديداً، فلم يعد هناك مجال للحديث عن الحلول السياسية، فما يجري الآن ما هو إلّا حرب مستمرة وبأشكال مختلفة على الدولة السورية، فاليوم عندما يتحدث ساسة واشنطن وعلناً ان لامستقبل سياسي للرئيس بشار الاسد ، ويتزامن حديثهم هذا مع مشروع كبير يستهدف السيطرة على حقول النفظ والغاز والموارد المائية والزراعية والاقتصادية بالشمال الشرقي والشرق السوري ونيتهم اعادة اعمار الرقة واعادة تركيبها ديمغرافياً بما يتناسب مع مشروعهم في سورية ، هذا بمجموعه يؤكّد استمرار أميركا وحلفائها في حربهم المباشرة وغير المباشرة على سورية، ويؤكّد بما لا يقبل الشكّ في أنّ أيّ حديث عن تغيّر في رؤية واشنطن لمسار الحلّ في سورية ما هو في النهاية إلّا حديث وكلام فارغ من أيّ مضمون يمكن تطبيقه على أرض الواقع، فأميركا وحلفاؤها في الغرب والمنطقة كانوا وما زالوا يمارسون دورهم الساعي إلى إسقاط الدولة السورية بكلّ أركانها بفوضى طويلة تنتهي حسب رؤيتهم بتقسيم سورية.




اليوم، وبالاضافة إلى تعقيدات ملف الميدان السوري والسعي الأمريكي لإعادة خلط اوراقه ،من الواضح كذلك أنّ جميع المعطيات الإقليمية والدولية في هذه المرحلة تشير إلى تصعيد واضح بين الفرقاء الإقليميّين والدوليين، وهذا بدوره سيؤدّي إلى المزيد من تدهور الوضع في سورية وتدهور أمن المنطقة ككلّ، وهذا ما تعيه معظم الاطراف ، ومن هنا نقرأ أنّ تشعّب الملفات الإقليمية والدولية وتداخل جهود الحلّ، سيعقّد مسار الحلول لحرب لا تزال تدور في فلك الصراع الإقليمي والدولي، ولهذا لا يمكن اليوم أبداً التعويل على مسار الحلول السياسية للحرب على سورية، لأنّ مصيرها الفشل، ولا بديل اليوم عن استمرار الرهان على الميدان .





ختاماً ،هنا يجب التأكيد على إنّ ما جرى في عموم الميدان السوري مؤخراً ،يؤكد استمرار الحلف المعادي لسورية في مشروعهم الواضح المعالم لجميع المتابعين ، فأميركا وحلفاؤها في الغرب والمنطقة كانوا وما زالوا يمارسون دورهم الساعي إلى إسقاط الدولة السورية بكلّ أركانها بفوضى طويلة تنتهي حسب رؤيتهم بتقسيم سورية ،وهذا بدوره يؤكد بما لا يقبل الشك في أنّ أيّ حديث عن مؤتمرات هدفها الوصول إلى حلّ سياسي للحرب على الدولة السورية ، ما هو في النهاية إلا حديث وكلام فارغ من أيّ مضمون يمكن تطبيقه على أرض الواقع،. وإلى حين اقتناع أميركا وحلفائها بحلول وقت الحلول للحرب على الدولة السورية ستبقى سورية تدور في فلك الصراع الدموي، إلى أن تقتنع أميركا وحلفاؤها بأنّ مشروعهم الساعي إلى تدمير سورية قد حقق جميع أهدافه، أو أن تقتنع بانهزام مشروعها فوق الأراضي السورية، وإلى ذلك الحين سننظر إلى مسار المعارك على الأرض لتعطينا مؤشرات واضحة عن طبيعة ومسار الحلول المستقبلية للحرب على الدولة السورية، وعلى الشعب السوري الخاسر الوحيد من مسار هذه الحرب المفروضة عليه.



*كاتب وناشط سياسي - الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع