زاد الاردن الاخباري -
جهاد المنسي - تراجعت دائرة عمان الثالثة انتخابيا، بشكل لافت خلال السنوات الماضية، وباتت لا تشكل ثقلا سياسيا بخلاف ما هو متعارف عليه سابقا، والذي من أجله أطلق عليها دائرة "الحيتان".
تسمية "الحيتان" ليس قياسا بأسماء المرشحين فيها على مر السنين فحسب، وإنما لوجود ناخبين ذوي توجهات سياسية ترسخ خيارهم عند إدلائهم بأصواتهم في صندوق الاقتراع والذي يفضلونه على التوجه الخدمي.
ولهذا أفرزت الدائرة خلال السنوات العشرين الأخيرة نوابا من العيار الثقيل، وما تزال خياراتها حتى الآن تدل على ذلك، فنادرا ما تمنح الدائرة حق تمثيلها لنائب خدمي فقط، وإن كانت في الفترة الأخيرة بدأت تخلط ما بين النائب السياسي والنائب الخدمي.
انتخابات التاسع من الشهر الحالي التي أفرزت أعضاء مجلس النواب الجديد (السادس عشر) أظهرت نتائج معاكسة تستحق الدراسة والتوقف عندها، وقراءتها بشكل لافت.
فالأرقام التي انتهت إليها النتائج وعدد المقترعين تضع "الثالثة" في دائرة الضوء وعلى مفترق طرق؛ الأول، باتجاه أن سكان الدائرة بات لا فرق لديهم بين من ينجح في الانتخابات ومن يخسر، والثاني أن سكانها غير مؤمنين بآلية الإصلاح المتبعة.
"الثالثة" هي مركز العاصمة ودائرة صنع القرار، والأكثر تسييسا على مر السنوات الماضية، بيد أن انتخابات 2010 سجلت تراجعا ملحوظا في عدد الناخبين في الدائرة الذين بلغ عددهم وفق أرقام وزارة الداخلية فقط 31945 ناخبا وناخبة من أصل ما يقرب من 120 ألف ناخب وناخبة مسجلين في سجلات الناخبين.
هذا يعني أن ما يقرب من 20 % فقط من ناخبي الدائرة الذين من المفترض أن تكون دائرة سياسية هم الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع وأدلوا بأصواتهم.
وفي هذا السياق لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن عدد المرشحين في الدائرة كان 31 مرشحا ومرشحة، وهذا الرقم أيضا له مدلولات أساسية تنبئ بعمق المشكلة ووجود عزوف ظاهر من قبل الناخبين عن الاقتراع.
المشكلة من المؤكد ليست بالمرشحين إذ إن أغلبهم ذوو علاقة وثيقة بالدائرة الثالثة، ومن أهلها المقربين، ويمتلكون صلات مع سكانها تسمح لهم بالترشح والمنافسة على مقاعدها، ولكن يبدو أن المشكلة في إقناع أهل الدائرة (المسيسين) أصلا بأن هيبة البرلمان موجودة، وأن النائب يستطيع أن يحاسب ويراقب ويشرع، وهذا الأمر منوط بنواب الدائرة في المجلس الحالي الذين عليهم إعادة الاعتبار لدائرتهم ووضعها في مكانها الذي احتلته منذ سنين.
ربما باقي الأرقام التي تم إحصاؤها تشير إلى ما تم الذهاب إليه ولكن الرقم الأكثر وضوحا كان في دائرة عمان الثالثة المعروفة بدائرة الحيتان، والتي يقع على نوابها عبء عدم تحويلها إلى دائرة (سلمون) بدل (الحيتان).
وللإفادة فإن عدد المقترعين الإجمالي في انتخابات التاسع من الشهر الحالي بلغ ما يقرب من مليون و266 ألف ناخب وناخبة، كان نصيب الدائرة الأولى منهم 49 ألف ناخب من أصل 155 ألف، والثانية 45 ألفا من أصل 180 ألفا، والثالثة 31 ألفا من أصل 120 ألفا، والرابعة 46 ألفا من أصل 128 ألفا، والخامسة 28 ألفا من أصل 98 ألفا، والسادسة 30 ألفا من أصل 72 ألفا، والسابعة 20 ألفا من أصل 30 ألفا.
أما في إربد فقد بلغ عدد المقترعين في الدائرة الأولى 79 ألفا من أصل 174 ألفا، والثانية 35 ألفا من أصل 53 ألفا، والثالثة 16 ألفا من أصل 25 ألفا، والرابعة 39 ألفا من أصل 52 ألفا، والخامسة 30 ألفا من أصل 46 ألف والسادسة 32 ألفا من أصل 45 ألفا، والسابعة 33 ألفا من أصل 46 ألفا، والثامنة 17 ألفا من أصل 18 ألفا، والتاسعة 10 آلاف من أصل 14 ألفا.
أما في محافظة البلقاء فقد بلغ عدد الناخبين في الدائرة الأولى 83 ألفا من أصل 99 ألفا، والثانية 14 ألفا من أصل 20 ألفا، والثالثة 17 ألفا من أصل 25 ألفا، والرابعة 18 ألفا من أصل 43 ألفا.
وفي محافظة الزرقاء بلغ عدد الناخبين في الدائرة الأولى 45 ألفا من أصل 133 ألفا، والثانية 23 ألفا من أصل 53 ألفا، والثالثة 11 ألفا من أصل 21 ألفا، والرابعة 21 ألفا من أصل 90 ألفا.
وفي الكرك بلغ عدد المقترعين في الدائرة الأولى 25 ألفا من أصل 39 ألفا، والثانية 12 ألفا من أصل 15 ألفا، والثالثة 22 ألفا من أصل 31 ألفا، والرابعة 13 ألفا من أصل 14 ألفا، والخامسة 8 آلاف من أصل 10 آلاف، والسادسة 7 آلاف من أصل 8 آلاف.
وفي محافظة معان بلغ عدد الناخبين في الدائرة الأولى 15 ألفا من أصل 20 ألفا، والثانية 5 آلاف من أصل 8 آلاف، والثالثة 8 آلاف من أصل 10 آلاف.
وفي دائرة بدو الشمال بلغ عدد المقترعين 54 ألفا من أصل 56 ألفا، وبدو الجنوب 35 ألفا من أصل 41 ألفا، وبدو الوسط 24 ألفا من أصل 39 ألفا.
وفي المفرق بلغ عدد المقترعين 39 ألفا من أصل 57 ألفا، وفي عجلون الدائرة الأولى بلغ عدد المقترعين 39 ألفا من أصل 64 ألفا، وفي الثانية 14 ألفا من أصل 17 ألفا.
وفي مادبا الدائرة الأولى بلغ عدد المقترعين 37 ألفا من أصل 49 ألفا، والثانية 17 ألفا من أصل 20 ألفا، وفي الطفيلة بلغ عدد الناخبين في الأولى 23 ألفا من أصل 33 ألفا، وفي الثانية 8 آلاف من أصل 11 ألفا، وفي العقبة بلغ عدد الناخبين 16 ألفا من أصل 26 ألف ناخب.
الغد