تعتبر وظيفة "الناطق الإعلامي" في المؤسسات الحكومية من الوظائف الهامة جدا من حيث تماسها المباشر مع جمهور المواطنين أو مع المواقع الإخبارية أو مواقع التواصل الاجتماعي لتوضيح أهداف وخطط و منجزات المؤسسة الحكومية التي يمثلها الناطق الاعلامي أو للرد على مايثار من انتقادات تخص المؤسسة التي ينتمي اليها هذا الناطق الاعلامي أو للتعامل مع مايثيره المواطنون من قضايا ومشكلات واقتراحات، ومحاولة البحث عن حلول أو إجابات مقنعة من المؤسسة التي يتحدث باسمها.
لكن ما نلاحظه أن الناطقين الاعلاميين أو المكاتب الاعلامية في كافة الدوائر الحكومية الخدمية لايفعلون شيئا من هذا القبيل ولا يقومون بالواجبات المنوطة بهم أبدا. وفي الحقيقة أننا لا نرى سوى ألقاب ووظائف خالية من أي مضمون أو ترجمة فعلية لما هو مأمول من وجودها. فعلى سبيل المثال، فإن الناطقين الاعلاميين في مديريات التربية والتعليم أو الصحة أو المحافظات أو البلديات لا يظهرون للعلن أبدا ولا يولون ملاحظات المواطنين ومناشداتهم واستفساراتهم عبر كافة الوسائل المتاحة أي بال أو اهتمام، وكأن أعمالهم ممنوعة من الظهور أو أنها تتم من وراء ستار.
كم من القضايا الذي تثار عبر المواقع الصحفية أو عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وكم من المشاكل التي تطرح أو النداءات التي توجه الى مدراء الدوائر الخدمية في كل الدوائر وعلى رأسها البلديات والتربية والتعليم والصحة والاشغال وكافة الدوائر الخدمية، ولا نجد هناك من الناطقين الْإعلاميين من يقوم بواجبه ويكلف خاطره عناء الدفاع عن المؤسسة التي يتنمي اليها واحترام شكاوى المواطنين ومحاولة الرد عليها.
هل أصبحت وظيفة "الناطق الاعلامي" مجرد لقب وبرستيج يشغله من لا يستحقه أو ليس لديه الكفاءة بأن يمثل مؤسسته ويلمع صورتها أمام المواطنين؟ فلقد آن الأوان لأن يتولى وظيفة "الناطق الاعلامي" في هذه المؤسسات الرسمية من هو أهل لها ومن هو قادر على صياغة وتقديم ايجاز اسبوعي على القل يلخص فيه أنشطة مؤسسته وانجازاتها ويحاول الرد المقنع على طروحات المواطنين وملاحظاتهم باقتدار ومصداقية.