زاد الاردن الاخباري -
حذر رئيس مجلس شيوخ وقبائل عشائر شمال بغداد وقائد عمليات تحرير قضاء الطارمية الشيخ سعيد الجاسم المشهداني من تحول 8 % من تنظيم "داعش" الإرهابي الى خلايا نائمة في شمال بغداد، بعد ان فقد معظم الاراضي التي كان يسيطر عليها في العراق.
ودعا المشهداني دول الجوار الى اخذ الاحتياطات اللازمة من قيام التنظيم باعادة تشكيل نفسه بوسائل جديدة، وتحوله الى سلوك حرب العصابات، بدلا من السيطرة على الارض كما كان يفعل سابقا في العراق وسورية.
واكد الشيخ المشهداني "استعداد عشيرته التي هزمت بالتعاون مع قوات من الجيش العراقي تحت قيادته تنظيم "داعش"، وتمكنت من دحره عن كامل منطقة الطارمية في شمال بغداد، لتقديم كافة المعلومات والخبرات العسكرية لدول الجوار من شأنها التمكن من قهر التنظيم، الذي خبرته عسكريا بعد سنوات من قتاله".
وقال إن" تنظيم داعش انهار داخل المناطق العراقية بفضل الانتصارات التي حققتها القوات العراقية، بمساندة أبناء العشائر قائلا إنه لن يكون هناك عودة للتنظيم الذي ارتكب أفضع الجرائم داخل المناطق العراقية".
وحول الفضائع التي ارتكبها "داعش" في قضاء الطارمية، اوضح المشهداني ان التنظيم عمل كجيش بربري محتل من خلال حرق كافة المشاريع التنموية والخدمية والأملاك والبساتين بهدف ترهيب الأهالي، فضلا عن قيامهم بعمليات قتل وتنكيل وإراقة الدماء من أجل اخضاعهم".
واوضح المشهداني أنه وبحكم عمله كشيخ للمنطقة وقائد عسكري سابق عمل على قيادة ابناء عشيرته وبالتنسيق مع القوات العراقية في محاربة التنظيم الارهابي في اطار الصحوات، مشيرا الى انه ومن ضمن مساهمتهم بالحرب على التنظيم الكشف عن مخابئ الأسلحة والعبوات المتفجرة التي كان يستخدمها التنظيم".
واضاف ان عملية دحر التنظيم الارهابي ساعد فيها الاهالي الذين عملوا على تقديم معلومات امنية واستخباراتية لمليشيا العشيرة والقوات العراقية، والتي ساهمت في تدمير قدرات التنظيم وسهّلت عملية تحرير المدينة.
واضاف ان التنظيم تلقى خسائر فادحة اثناء عمليات التحرير، واصفا المعارك التي دارت بينهم وبين التنظيم بالشرسة جدا، والتي كانت كر وفر. وقال ان التنظيم تكبد خسائر كبيرة في الارواح والآليات، مما أجبره على الانسحاب من المنطقة كاملة.
واوضح الشيخ المشهداني انه عمل على تشكيل فرق من قبل أفراد عشائر منطقة الطارمية، بهدف حماية المناطق المحررة من المتعاونين مع التنظيم الارهابي، مؤكدا أن عملية طرد التنظيم من شمال العراق كانت من المحطات الابرز في عمله.
وأشار المشهداني إلى أن" قضاء الطارمية اصبح يعد الآن حزام العاصمة بغداد، لما له من أهمية استراتيجية كبرى، عدا عن أنه يعتبر السلة الغذائية لبغداد".
وحول العملية السياسية في العراق أكد المشهداني "حدوث انفراج كبير بخصوص تعامل السلطة مع المناطق السنية في العراق في حقبة رئيس الوزراء حيدر العبادي، مشيرا إلى أن "هذه الحقبة شهدت عدة إنجازات مثل المصالحة الوطنية ومحاربة تنظيم داعش الارهابي والحاق هزائم به".
وقال المشهداني إن "الحكومة العراقية الحالية تسعى بكل جدية إلى المصالحة الوطنية مؤكدا بأن موقفها ايجابي جدا من هذه المصالحة، التي عملت على إعادة عدد كبير من الموظفين السنة إلى أماكن عملهم".
وأكد الشيخ المشهداني الدور الكبير للأردن والمملكة العربية السعودية والخليج العربي في المساهمة في تحقيق هذة المصالحة، مشيرا إلى أنه "وبالتعاون مع رئاسة الوزراء تم العمل على تشكيل مجالس للمصالحة الوطنية في مختلف مناطق العراق".
وأوضح أن "المصالحة العراقية ستعمل على إنشاء دولة مؤسسات وقانون وليست دولة تقاسم ثروات"، داعيا إلى "انخراط أبناء السنة بشكل اوسع في الاجهزة الامنية والجيش لإنشاء عراق قوي متماسك".
وقال المشهداني إن "المصالحة الوطنية ستعمل على ايجاد عراق متماسك، داعيا السعودية والاردن والخليج العربي الى استمرار في دعم العراق لاعادته الى الحضن العربي، من اجل استمرار المصالحة الوطنية العراقية".
واشاد المشهداني في الموقف الاردني والسعودي والذي عمل على اعادة اواصر الاخوة والمساعدة في الحفاظ على وحدة العراق وشعبه.
واكد "ضروره ايجاد رؤية عربية متزنة وموحدة ازاء قضايا المنطقة، تأخذ في سلم اولوياتها تعقيدات الاوضاع الراهنة في المنطقة". وبخصوص استفتاء الانفصال في اقليم كردستان، اكد المشهداني انه "لن يكون هناك دولة كردية في شمال العراق، والذي سيبقى موحدا، مؤكدا أن إقامة دولة كردية بلا كركوك غير ممكن".
الغد