زاد الاردن الاخباري -
وضعت انتخابات المكتب الدائم لمجلس النواب الثامن عشر في دورته العادية الثانية "أوزارها" أول من أمس وسط تنافس ساخن، امتدت تحضيراته لأسابيع سابقة.
ولأول مرة في الحياة البرلمانية تجرى انتخابات المكتب الدائم دون انتخاب رئيس المجلس في بداية الدورة، تنفيذا لتعديل دستوري مدد فترة رئاسة الرئيس لعامين بعد أن كانت عاما واحدا، ما يعني أن الدورة الثالثة ستشهد حكما انتخاب رئيس للمجلس، فضلا عن انتخاب باقي أعضاء المكتب الدائم.
المكتب الدائم الجديد عاد إليه رئيس المجلس عاطف الطراونة الذي لم يجر عليه اقتراع، كما عاد إليه النائب الأول خميس عطية، فيما دخل في عضويته 3 نواب جدد هم النائب الثاني سليمان الزبن، والمساعدان محمود العدوان وفيصل الأعور.
ومن المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ من اعضاء المكتب الدائم السابقين كل من النائب الثاني السابق احمد هميسات والمساعدين السابقين موسى الوحش وصوان الشرفات.
وظهر واضحا في انتخابات الأحد شدة المنافسة بين النواب، وهذا ما كشفه تقارب عدد الأصوات التي حصل عليها المتنافسون، حيث كان الفارق بين المتنافسيْن على موقع النائب الأول 6 أصوات فقط، حيث فاز عطية بـ 64 صوتا مقابل منافسه احمد الصفدي الحاصل على (58 صوتا).
ويذهب مراقبون الى اعتبار موقعة النائب الأول في هذه الدورة مقدمة لما ستبدو عليه انتخابات رئاسة المجلس في الدورة الثالثة، بسبب وجود لاعبين مخضرمين دعم بعضهم عطية، ودعم البعض الآخر الصفدي.
والناظر للمشهد الانتخابي تحت القبة يوم الاحد الماضي كان يمكنه ملاحظة قوة التحشيد النيابي الذي حصل خلال أيام العطلة البرلمانية، وحجم الاصطفافات التي حصلت.
وكانت كتلة الإصلاح، التي تضم نواب حزب جبهة العمل الاسلامي ومستقلين مقربين من الحزب، الخاسر الأبرز في هذه الانتخابات، اذ فقدت هذه الكتلة مقعد احد المساعديْن الذي كانت حصلت عليه في الدورة الماضية عن طريق النائب موسى الوحش، الذي خسر أمام النائبين محمود العدوان وفيصل الأعور.
ويعني هذا خروج الكتلة التي ينظر إليها باعتبارها الأكثر انسجاما بين الكتل من المكتب الدائم، كما أن المرشح الذي أعلنت الكتلة عن دعمها له للمنافسة على موقع النائب الأول الصفدي خسر هو الآخر أمام النائب الأول الحالي عطية.
إلا أن سير عملية الاقتراع لم يكشف عن اصطفافات نيابية ضد مرشح الاصلاح بشكل خاص، حيث حصل الوحش على 32 صوتا وجاء ترتيبه الرابع بين المتنافسين على الموقع من أصل 5 مرشحين، فيما حصل النائبان الفائزان على 73 صوتا و59 صوتا على التوالي، وهو ما يعزوه مراقبون الى ان الكتلة ربما خانها قراءة المشهد الانتخابي بشكل جيد، الأمر الذي أثر على حضورها في عضوية المكتب الدائم.
وهناك مفارقة تستحق إبرازها وهي أن المكتب الدائم لمجلس النواب وللسنة الثانية على التوالي لم يضم في عضويته أيا من البرلمانيات رغم وجود 20 سيدة من اصل 130 نائبا هو عدد اعضاء مجلس النواب، وما يدعو للاستغراب أن أيا من السيدات لم تترشح لأي من مواقع المكتب الدائم، رغم أن التاريخ النيابي يسجل وصول برلمانية لموقع النائب الثاني لمجلس النواب هي فلك الجمعاني، ووصول اكثر من سيدة في أكثر من دورة لموقع المساعديْن.
وسيتعين على الكتل البرلمانية بعد انتخاب المكتب الدائم اعادة التسجيل من جديد ومراجعة أعداد أعضائها، وستمنح الكتل النيابية شهرا واحدا اعتبارا من افتتاح الدورة لتسجيل عضويتها، فيما تم فتح باب التسجيل لعضوية اللجان النيابية اعتبارا من امس، ويمكن ان تشهد جلسة الاحد المقبل البدء بانتخاب اعضاء اللجان النيابية العشرين.
المؤشرات الأولية تشير الى امكانية ان تحافظ الكتل الحالية القائمة على وجودها مع امكانية حل كتلة واحدة، وتسجيل كتلتين جديدتين، وإنْ حصل هذا فإنه يعني رفع عدد الكتل النيابية من 6 في الدورة الماضية الى 7 أو 8 كتل في الدورة الجديدة.
الغد