زاد الاردن الاخباري -
تغادر الفصائل الفلسطينية القاهرة بعد جولة جديدة من محادثات المصالحة لم ينتج عنها سوى بيان وصف بـ "الغموض"، ويطرح تساؤلات حول تسلم السلطة الفلسطينية مهامها بشكل كامل في قطاع غزة الاسبوع المقبل.
ولم يصدر عن هذه الاجتماعات التي جرت الثلاثاء والاربعاء الماضيين وشارك فيها 13 فصيلا ابرزها حركتا فتح وحماس، سوى دعوة مبهمة الى تنظيم انتخابات عامة قبل نهاية 2018 وتخويل الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحديد موعدها بعد التشاور مع كافة القوى.
ووقعت حماس وفتح اتفاق المصالحة في 12 تشرين الأول(اكتوبر) حيث تسلمت السلطة الفلسطينية الوزارات والمعابر في القطاع بعدما كانت تخضع لسيطرة حماس لنحو عشر سنوات.
ومع اقتراب موعد الأول من كانون الأول(ديسمبر) المقبل لاستعادة السلطة الفلسطينية السيطرة في القطاع، يشكك محللون في امكانية حدوث تغيير حقيقي على الارض.
وفي بيان الاربعاء الفائت، تجنبت الفصائل الفلسطينية الخوض في القضايا الشائكة التي تعرقل تطبيق اتفاق المصالحة مثل السيطرة على الامن في القطاع او ازالة الاجراءات العقابية التي فرضها عباس لاضعاف حماس على قطاع غزة.
وقال بيان الفصائل انها تدعو لجنة الانتخابات المركزية والجهات المعنية "لانجاز كافة اعمالها التحضيرية لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني المتزامنة في موعد أقصاه نهاية 2018".
ولم تنظم انتخابات تشريعية منذ العام 2006 في الاراضي الفلسطينية، والتي حققت فيها حركة حماس الاسلامية، والتي تعتبرها اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "حركة ارهابية"، فوزا ساحقا أثار صدمة كبيرة.
ورفض المجتمع الدولي قبول حكومة حماس وطالب الحركة الاعتراف باسرائيل واحترام الاتفاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وسيطرت حماس على قطاع غزة منتصف العام 2007 بعد ان طردت عناصر فتح الموالين للرئيس الفلسطيني محمود عباس إثر اشتباكات دامية. وتفرض إسرائيل منذ عشر سنوات حصارا جويا وبريا وبحريا على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني شخص.
ووقعت حركتا فتح وحماس اتفاق مصالحة وطنية في نيسان(ابريل) 2014، تلاه تشكيل حكومة وفاق وطني. الا ان الحركتين أخفقتا في تسوية خلافاتهما، ولم تنضم حماس عمليا الى الحكومة.
وكان تنظيم الانتخابات جزءا من اتفاق المصالحة الذي تم التوصل اليه في القاهرة العام 2011. وكان يجب ان يكون المهمة الرئيسية لحكومة الوفاق الوطني التي تم تشكيلها العام 2014.
واعترف مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الاحمد في القاهرة بأنه ليس بامكانه ضمان اجراء انتخابات في العام 2018، موضحا "قلت بأننا وعدنا".
ومن جانبه، رأى الوزير السابق غسان الخطيب، نائب رئيس جامعة بيرزيت قرب رام الله، ان الجانبين يسعيان "لايهام" الفلسطينيين.
وقال لوكالة فرانس برس انه بعد ان "رفعوا سقف التوقعات في الجولة السابقة (من محادثات المصالحة)ولم يحققوا اي تقدم في هذه الجولة، لم يكن بامكانهم مواجهة الجمهور، وتحدثوا عن اتفاقات لتنفيذها لاحقا لايهام الجمهور".
ووقعت حماس وفتح في 12 تشرين الأول(اكتوبر) اتفاق مصالحة في القاهرة برعاية مصرية.
وبموجب الاتفاق الذي تم توقيعه في القاهرة، سيسعى الطرفان أيضا إلى تشكيل حكومة وفاق بينما يمكن لحماس ان تنضم في نهاية المطاف إلى منظمة التحرير الفلسطينية، الشريك التفاوضي الرئيسي لإسرائيل في محادثات السلام.
وقامت حماس في الأول من تشرين الثاني(نوفمبر) بتسليم معابر قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، لكن مسؤولين فلسطينيين ما زالوا يطالبون بالسيطرة فعليا عليها.
وثمة رهان مزدوج في انتقال السلطة من حركة يرفض جزء من الاسرة الدولية التعامل معها، إلى سلطة معترف بها دوليا. فسكان غزة، الذين يبلغ عددهم مليوني شخص، والذين انهكتهم الحروب والفقر والاغلاق يأملون في تحسن وضعهم وتخفيف الحصار الإسرائيلي والمصري عليهم.
وقال ناجي شراب استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر في غزة إن بيان الفصائل "اتسم بالغموض والعمومية" مؤكدا أن البيان "أظهر التباين الكبير بمفهوم تمكين الحكومة، فتح تريد تمكينا شاملا كاملا ولم تحسم او تحل اَي من الملفات حتى أبسطها مثل إجراءات السلطة في غزة ما يؤكد التباين وهذا محبط للناس".
من جهته قال المحلل السياسي في رام الله جهاد حرب "لم اكن متفائلا" مشيرا إلى أن ما تم التوصل اليه أول من أمس في القاهرة " هو السقف الذي كان ممكنا الوصول اليه بين الاطراف الفلسطينية نتيجة للظروف الداخلية والاقليمية المحيطة بالمصالحة".
وحول موعد الأول من كانون الأول(ديسمبر) الذي تم تحديده لتسلم السلطة مهامها في غزة، قال حرب "لا اعتقد انه سيكون هناك تغيير جوهري فيما يتعلق بانهاء الانقسام" في الاسبوع المقبل.
واجتمعت الفصائل الفلسطينية في اطار تكهنات حول ضغوط تمارس على الرئيس الفلسطيني من قبل اسرائيل والولايات المتحدة.
وفي شريط فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن السلطة الفلسطينية لم تقدم شيئا "حتى لا نغضب الولايات المتحدة وإسرائيل وحتى لا نستفز اطرافا اخرى".
وأضاف "خرجنا باتفاق ولكن بلا معنى، وبلا آليات تطبيق".
وبعد انتشار الفيديو على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر البردويل في فيديو اخر اعتذر فيه عن الفيديو الأول، وقال انه "التقط خلسة لي" معتذرا عما وصفه بـ "الحديث العاطفي".
ا ف ب