زاد الاردن الاخباري -
وسط ضبابية المشهد السياسي في المنطقة، تتصدر القضية الفلسطينية بملفاتها، جدول مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني مع أركان من الإدارة الأميركية، ورؤساء وأعضاء لجان الكونغرس (الشيوخ والنواب)، إلى جانب خطر التطرف والإرهاب، والنزاعات في المنطقة.
خبراء ومعلقون سياسيون رجحوا ان تركز مباحثات جلالة الملك، على تعزيز وترسيخ علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، في إطار دور المملكة المحوري في المنطقة، فضلاً عن مناقشة جلالته للتطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وبينوا ان المباحثات ستركز على القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية في المنطقة، الى جانب بحث انهاء جمود عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين على اساس حل الدولتين.
وشددوا على أن غياب الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية، سبب رئيس ومباشر لغالبية النزاعات في المنطقة.
كما لفتوا الى مباحثات جلالة الملك، ستستعرض الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة العربية ومناطق أخرى من العالم، الى جانب البحث في آخر تطورات حل الأزمة السورية عبر العملية السياسية الجارية.
وزير الخارجية الاسبق كامل ابو جابر، قال ان "واشنطن تنظر للاردن باعتباره حليفاً إقليميا، يكتسي أهمية متزايدة، وشريكاً في الحرب على الارهاب والتطرف".
وأشار ابو جابر الى ان اهمية الزيارة الملكية للولايات المتحدة، تكمن في تعدد المواضيع التي كانت واشنطن تحتاج لمناقشتها مع عمان، بدءا بالقضية الفلسطينية، ومرورا بالإرهاب والتطرف واللاجئين، وصولاً الى سورية.
ونوه الى ان قضية نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس في ظل النية المعلنة لدى الادارة الاميركية، تعد من المسائل الخلافية النادرة بين البلدين.
وبين ابو جابر ان هذا الامر خط احمر، في ظل الوصاية والشرعية الدينية والقانونية للهاشميين على المواقع الإسلامية في القدس، اذ تنص معاهدة السلام الإسرائيلية- الأردنية الموقعة العام 1994 على "ان تحترم إسرائيل الدور الحالي الخاص للمملكة في الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس".
كما تقضي بأن تولي إسرائيل "أولوية عالية لدور الأردن التاريخي في هذه المقدسات"، خلال محادثات الوضع النهائي مع الفلسطينيين.
وكان جلالته حذر اكثر من مرة، من أنّ نقل السفارة الأميركية للقدس، ستكون له تداعيات إقليميّة، تقلّص فرصة تحقيق السّلام والتوصّل لحلّ الدّولتين، ما سيضعف فرص نجاح الحرب على الإرهاب".
من جهته؛ قال العين توفيق كريشان، ان "الوضع الاقتصادي والتداعيات المأساوية للحرب السورية وخطر التطرف والارهاب والحرب على عصابة "داعش" الارهابية وغيرها من التنظيمات المتطرفة، يشكل مبعث قلق محتمل للمملكة".
ولفت كريشان الى ان هذا القلق يتبلور في أن ادارة الرئيس الاميركي ترامب، وضعت دحر عصابة "داعش" الارهابية على رأس أولوياتها، بالإضافة لتعزيز الاستقرار في الاردن، وتوطيد العلاقات الاستراتيجية إلى جانب تعزيز الشراكة الأمنية والاقتصادية معه.
وأضاف كريشان "ان وجهات النظر بين جلالة الملك وترامب متطابقة، بشأن أولوية قتال عصابة (داعش) الارهابية"، في ظل تصعيد الحملة على المتطرفين، وهو امر يسعى الاردن عبره لتأمين موارد إضافية للمساعدة على ضمان عدم السماح لهولاء المتشددين بالتحرك صوب حدوده.
وأشار الى ان الأردن باعتباره دولة مستقرة في اقليم ملتهب، محط أنظار أركان القيادة الأميركية، اذ كان جلالته أول زعيم عربي، يزور واشنطن ويُجري مباحثات مع ترامب، عقب توليه زعامة البيت الأبيض.
وبين كريشان ان جلالة الملك يحمل معه ملفات مكافحة الإرهاب وأزمات المنطقة، في مباحثات تعزز حرص القيادة الأردنية على مواصلة التنسيق مع واشنطن، حيال قضايا المنطقة، ويعكس في الوقت ذاته النظرة الإيجابية للإدارة الأميركية تجاه الدور الأردني في حل تلك القضايا.
وأوضح ان المباحثات ستكون فرصة مهمة للطرفين، لتطوير فهم مشترك حول هذه القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأهمية التواصل مع الأطراف المعنية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بخاصة وان الأردن معني مباشرة بتطورات هذه القضية، فضلا عن مناقشة الأوضاع في سورية والعراق، بخاصة في ضوء تقهقر وهزيمة عصابة "داعش" الإرهابية في البلدين.
بدوره؛ توقع الوزير الاسبق مجحم الخريشا، ان يكون ملف المساعدات الاميركية للأردن حاضرا على طاولة المباحثات، الى جانب ملف محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة.
وأشار الخريشا الى ان ملف عملية السلام بين الفلسطينيين، سيتصدر مباحثات الجانبين، في ظل الخطر الذي يمثله تعثر عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ما سينعكس سلبا على الأردن.
من جهته؛ بين مدير مركز الدراسات البرلمانية الدكتور محمد المصالحة، ان المراقبين السياسيين يعلقون اهمية خاصة على اللقاء المرتقب بين جلاله الملك والإدارة الاميركية، سيما وان زيارة جلالته تأتي في ظل اجتياز المنطقة لمنعطف حاسم في قضايا وملفات، ابرزها القضية الفلسطينية، بالاضافة لمخرجات المؤتمرات الدولية والاقليمية بخصوص الأزمة السورية.
ويشير المصالحة للمكانة التي يتمتع بها الأردن بين دول المنطقة في نظر الادارة الاميركية ودور الاردن المركزي في ايجاد حلول لأزمات المنطقة.
وأشار الى ان المباحثات، ستمكن الجانبين من تبادل الرأي، سيما ان الادارات الاميركية جميعها، كانت تستأنس برأي وخبرة وحكمة القيادة الاردنية، فيما يتعلق بتحديد مواقفها وسياساتها تجاه قضايا المنطقة، بخاصة الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية.
وبين المصالحة أن القضية الفلسطينية، تحتل اولوية رئيسة في لقاءات جلالته واتصالاته مع قيادات الدول الكبرى، فضلا عن نجاح الأردن بضمان خفض التوتر في الجنوب السوري، وبالتالي ضمان سلامة حدوده الشمالية من أي اخطار تشكلها بقايا الجماعات الارهابية.
وأكد المصالحة ان اي محاولة لتجاوز الدور الاردني الاستراتيجي خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لن تنجح بحكم الدور التاريخي وصلابة الجبهة الداخلية والتلاحم القوي بين الموقف الاردني والقيادة الفلسطينية، خاصة في مواجهة المخططات الاسرائيلية بتصدير ازماتها وتهربها من استحقاقات اي تسوية للملف الفلسطيني الى خارج الوطن التاريخي للشعب الفلسطيني.
ودعا المصالحة الى رص المواقف بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية، لدعم موقف جلاله الملك في زيارته لواشنطن بالصورة التي تضمن افضل النتائج من هذه المباحثات.
الغد