زاد الاردن الاخباري -
رغم ظروفه المادية الصعبة وحاجته الملحة للعمل المستمر؛ بحث المواطن اليمني الفقير حمدي الأهدل عن عمل خيري يخدم به حجاج بيت الله الحرام، فلم يجد إلا أن يوقف نفسه وأسرته يوما من كل عام ليقدم فيه الماء البارد لضيوف الرحمن.
الأهدل البالغ من العمر 68 عاما قدم مع والده من قرية "باجل" (شمال اليمن) وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، فعمل وتزوج ورزق بـ19 من الأبناء.
وطوال إقامته في مكة التي مضى عليها 56 عاما واجه الأهدل ظروفا مادية صعبة عاش تفاصيلها أبناؤه، فقررت ابنته التي حصلت على الجنسية السعودية أن تساعد أباها فاشترت له صهريجا لبيع المياه في مكة.
وعمل الأهدل سائقا براتب 2200 ريال يقتطعه من الدخل الشهري الذي يجنيه، والباقي يذهب لابنته مالكة الصهريج، لكنه وخلال هذه الفترة اتفق مع ابنته على القيام بعمل خيري، فلم يرَ أفضل من خدمة ضيوف الرحمن. بحسب صحيفة "عكاظ" السعودية.
دون انقطاع
في المقابل بادرته ابنته بالسؤال وماذا عسانا أن نفعل في ظل الظروف التي نعيشها من ضيق العيش وقصر اليد، فأخبرها الأب بأنه يخطط لوقف الصهريج معبأ بمياه الشرب الباردة يوما في العام لحجاج بيت الله الحرام على صعيد المشاعر، فاستحسن أفراد الأسرة الفكرة.
لكن واجهتهم صعوبة في تأمين قيمة 65 قالب ثلج وتسعة أطنان من الماء، غير أنهم تجاوزوا هذا التحدي بالصبر والإصرار على تنفيذ هذا المشروع الذي اعتبره الأهدل مشروعهم الذي ساهم في ضيافة حجاج بيت الله الحرام.
وبدأ المشروع الخيري في عام 1401هـ واستمر حتى موسم الحج هذا العام دون انقطاع؛ حيث يصطحب الأهدل أسرته معه لتساعد الحجاج في تعبئة ما يريدون من الماء ومتابعة توزيع الماء بشكل يضمن الاستفادة منه بصورة كبيرة.
مشروع مبارك
وعن هذا العمل يقول الأهدل: "أشرف على عمل خيري بسيط في نظر الكثيرين، لكنه في نظري مشروع مبارك استفاد منه كثير من الحجاج، مما دفعني إلى الحرص عليه وتفعيله عاما بعد آخر".
ويصف مشاعره قائلا: "أشعر بسعادة كبيرة وأنا أساهم مساهمة بسيطة في خدمة ضيوف الرحمن، وانعكس هذا المشروع بأن عزز في نفوس أبنائي العمل الخيري؛ حيث يشاركونني مساعدة الحجاج، واقتصاري على هذا المشروع لعجزي عن مشروع أكبر، ويشمل شريحة من الحجاج على الرغم من أن الماء البارد نعمة كبيرة، وألمس الامتنان في نفوس الحجاج".
mbc