زاد الاردن الاخباري -
مع بدء زحف وتمركز حشود لقوات من حزب الله ومليشيات شيعية وإيرانية في مناطق حدودية مع الأردن وإسرائيل بالجنوب السوري وخاصة بلدات جديه وخربة كوم وام العوسج منذ اسبوعين، تتحسب فصائل المعارضة السورية من أي عمل عسكري، قد يشعل من جديد هذه المنطقة، التي تخضع لاتفاق خفض تصعيد منذ الحادي عشر من الشهر الحالي.
ويخضع الجنوب السوري محافظة درعا ومحافظة القنيطرة وأجزاء واسعة من محافظة السويداء لاتفاق خفض تصعيد وقعته روسيا مع الولايات المتحدة الاميركية والاردن في 11 الشهر الماضي، بعد فترة هدوء إثر توقيع ذات الدول على اتفاق عمان لوقف إطلاق النار في هذه المناطق في السابع من شهر تموز (يوليو) الماضي، ينص كلاهما على اجلاء كل المليشيات الشيعية من المنطقة، وابعادها عن الحدود الاردنية مسافة لا تقل عن 45 كلم.
ورغم ان قراءات القادة العسكريين لفصائل المعارضة بالجنوب تؤكد جميعها وجود نية عمل عسكري لدى هذه المليشيات من وراء هذا التحشيد، الا انها تؤكد جميعها انها لا تستهدف الاردن عسكريا بقدر ما تستهدف اسرائيل ومساومتها في موضوع المفاعل النووي الايراني الذي تهدد اسرائيل بضربه، مشيرين الى أن إيران تريد ايصال رسالة الى اسرائيل ان مدنها ومطاراتها وقوعدها العسكرية تحت مرمى الصواريخ الايرانية في الجنوب السوري.
وهو ما يؤكده المحلل الاستراتيجي والخبير العسكري السوري المعارض العميد احمد رحال بالقول ان عملية التصعيد الايرانية هذه هي نوع من الضغط على اسرائيل لخلط الاوراق، مشيرا الى ان انتهاء داعش يضع المجتمع الدولي امام استحقاق البحث عن خيارات وحلول سياسية، وإيران لا تؤمن بالحلول السياسية وترفض اي حلول سياسية وذلك بتسخين الجبهات وترك بؤر مشتعلة لعدم التفرغ لايجاد حلول سياسية.
واضاف رحال انه "ولبدء حل في سورية، اول عمل يجب القيام به هو اخراج مليشيات ايران وتوابعها من سورية، لان تلك المليشيات ستعمل على تخريب كل الحلول السياسية".
فيما يؤكد المنسق العسكري في الجيش السوري الحر ابو توفيق الديري بان" ايران بهذه الحشودات تبرهن انها غير مقتنعة باتفاقات خفض التصعيد التي توقعها صديقتها الضامنة روسيا وتضرب بها عرض الحائط، وان مصالحها الاقليمية وسياساتها التوسعية في هذه المنطقة بالذات التي تقترب فيها من اسرائيل والاردن، مقدمة على أي اتفاقات من المفترض ان تلتزم بها".
ويضيف الديري ان "كل تحرك عسكري تقوم به المليشيات الشيعية بهذه المنطقة تؤكد به إيران على ان مشروعها للمنطقة باق ويكمل خطته بصرف النظر عن اي تفاهمات اخرى، مستخدمة مبدأ التقية السياسية والعسكرية الذي يتقنه الساسة الايرانيون". ويشدد الديري على ان "ايران بهذه الحشودات ما تزال تغرد خارج السرب وتؤكد مقاومتها الشرسة لأي تفاهمات عن سلام قادم".
وقال ان" المخطط العميق الإيراني واضح المعالم وهو الوصول إلى المناطق الحدودية الاسرائيلية الاردنية، وهو هدف اساسي عميق بالمخطط الإيراني، كجزء دفاعي وخط اول لحماية المفاعلات النووية الايرانية".
واضاف الديري ان "القادم اصعب بعد ان تنفس الايرانيون الراحة بسبب ما سمي مناطق خفض التصعيد، فهم يهيئون للمرحلة القادمة، مرحلة الوصول للحدود الجنوبية".
وحول موقف الجيش الحر من هذه الحشودات قال أبو توفيق ان "الجيش الحر قد يضطر الى الرد عسكريا عليها".
ويؤكد قيادي آخر في الجيش الحر ان "الحشودات تستهدف السيطرة على منطقة تل الحارة القريبة من بلدة جديه بسبب موقعها الاستراتيجي الذي لا يبعد عن الحدود الاسرائيلية اكثر من 30كلم".
واضاف هذا القيادي، الذي طلب عدم نشر اسمه، ان حزب الله أصبح منذ أسبوعين يسيطر حاليا على مناطق جدية وخربة كوم وام العوسج بمنطقة تسمى "مثلث الموت"، موضحا ان قيادة هذه القوات هي للحرس الثوري الإيراني التي تقوم بتعزيزات وتحصين في جديه للانطلاق الى تل الحارة الاستراتيجي القريب من اسرائيل.
وقال إن "إيران لن تلتزم باتفاق خفض التصعيد خاصة في الجنوب لانها تسعى الى مشروع جنوب البلد كما فعلت جنوب لبنان وهي منطقه الحد الفاصل بين ريف درعا والقنيطرة وريف الشام".
أما قائد جيش الثورة السوري المعارض في الجنوب السوري سليمان الشريف فتوقع أن تكون هذه الحشودات تستهدف عملا عسكريا بالمنطقة". وقال الشريف إنه رغم أن "الأعداد قليلة، لكن وجود قادة عسكريين بشكل واضح بينهم يدل على التحضير لعمل عسكري بالجنوب". وأوضح ان" قواته لاحظت تواجدا ملحوظا لحزب الله في الايام الماضية، ووصول قيادات عسكرية من الحزب الى داخل مدينة درعا، مؤكدا ان التواجد الاكثر للقادة العسكريين في درعا فيما الافراد في بلدة جدية والتي تبعد قرابة 30 كيلو مترا عن الحدود الاردنية".
وقال أحد أبناء بلدة الجديه يكني نفسه أبو الحسن انه منذ اسبوعين لاحظ ابناء البلدة تحركات كثيفة لمليشيات شيعية في تلة كوم أقره جنوب بلدة كفر شمس، والتي كانت تحت سيطرة النظام، مشيرا الى ان بعض هذه المليشيات تحمل أعلاما صفراء وحمراء.
وقال أبو الحسن ان تحركات عسكرية شبه يومية تشهدها القرية منذ اسبوعين، وخاصة بعربات النقل العسكرية الكبيرة.
ويقرأ المحلل العسكري السوري العقيد الطيار حاتم الراوي الحشودات بأن حزب الله أدرك أن إجراء ما سيتخذ ضده في سورية، وإن لم يكن في لبنان أيضاً.
وأشار إلى أنه لا يرى في مثل هذه التحركات أكثر من بالونات اختبار من قبل الحزب لعله يتمكن من الوصول إلى استقراء النوايا.
وكان مصدر رسمي أردني اكد في وقت سابق رفض الأردن لوجود اي منظمات او مليشيات طائفية على حدوده، خاصة وأن محادثات خفض التصعيد التي تشمل الجنوب السوري نصت على أن تكون القوات غير السورية على مسافة آمنة من الحدود.
وشدد المصدر على أن الوضع في الجنوب السوري مطمئن بالنسبة للأردن، مؤكدا أنه قادر على حماية حدوده واتخاذ الإجراءات التي تضمن أمنها.
الغد