كلنا نذكر الحروب الستة التي قام فيها المغدور صالح على الحوثيين وغيرهم إلى أن جاءت لحظة استطاعت فيها الميليشيات الحوثية بالداخل اليمني من التمدد ودخول العاصمة صنعاء وفرض سياسة الأمر الواقع على مفاصل الدولة اليمنية .
تدخل دول التحالف بقيادة الشقيقة السعودية بما سمي عاصفة الحزم :
الذي أراه وبلغة بسيطة انه كان يجب عدم التدخل اصلاً والاكتفاء بدعم صالح منذ بداية الأزمة لمقارعة الحوثيين كما عمل في حروبه الستة .... وصاحب القرار العالمي لن يسمح بتاتاً لأحد أن يتجرأ ويشن حرباً على السعودية لا الآن ولا في المستقبل .. ولنا بدولة الكويت الشقيقة عندما دخلها صدام خير دليل .
أما وان التحالف قد تدخل أقول انه كان بالإمكان أن تستثمر الشقيقة السعودية الأهرامات المالية التي دفعت فيما بعد لصاحب القرار الدولي لجعله هو الذي يقارع الحوثيين بقواته وتكتفي هي بدعم صالح منذ البداية ..أما ما نراه الآن هو أن حجم الأموال التي اخذت لا تتناسب مع الجهد العسكري المقدم من صاحب القرار العالمي .
قرار التدخل نفسه أيضا جاء متأخرا بمعنى أن التدخل لم يأتي منذ بداية الأزمة اليمنية بل جاء بعد أن سيطر ودخل الحوثيين للعاصمة صنعاء على مرأى ومسمع الجميع وقويت شوكتهم واعطو زخماً اعلامياً عالميا كبر من حجمهم أدى إلى وقوع حليفهم الفارسي بالفخ ... الذي هوان هذه الميليشيات تستطيع أن تسيطر على الدولة اليمنية وشعبها فمدت بالسلاح والمال من قبل فارس والذي بدوره أدى إلى إطالة أمد الحرب وهذا الذي يريده صاحب القرار الدولي .
الآن وبما أن التدخل حصل كما قلنا واقعاً منذ سنوات ولا حسم عسكري على الأرض .
نقول : أن الفرصة جأت لدول التحالف ولا بد من استثمارها وإدارتها بشكل دقيق وسليم من قبل الخبراء العسكريين والسياسيين وهذه الفرصة هي الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه الحوثيين بقتل حليفهم صالح بعد أن تم اختراق جداره الأمني ولا نعرف كيف تم ذلك وأنا هنا لا استبعد أن لصاحب القرار الغربي الذي هدفه مالي بالدرجة الأولى يداً بهذا الاختراق.. فلا يعقل أن يتغافل صاحب القرار الدولي عن شخص بحجم رئيس دولة سابق ولديه من الأموال الطائلة 67 مليار كما أعلن والتي لا يستطيع الطامع الغربي أن يشيح بوجه عنها أبدا فهي له هدف بحد ذاتها .
يجب على دول التحالف من التحرك السريع لاحتواء الدعم القبلي وجلبه إلى جانب التحالف والشرعية بأي شكل وخاصة قبائل اليمن ذات الوزن والتأثير مثل بكيل , وحاشد ( وهي القبيلة التي ينتمي إليها الرئيس السابق صالح ) كنده , منحج , حضرموت ... لتوحيد وحشد الجهد النضالي اليمني ضد الحوثيين ونفوذهم بعد أن اعطو اكبر من حجمهم .. فهم ليس إلا ميليشيات عصابية قتل معظم رجالها وما بقي إلا الأطفال والمراهقين بين صفوفهم والذين لا يملكون دراية وخبرة عسكرية في الحرب وفنونها ولا يملكون السلاح الفعال بعد أن سدت جميع المنافذ البحرية والبرية .
إذا سيبقى الحوثي يقتل أبناء اليمن ويصفي هذا وذاك ويتخبط ويثير الرعب بالشارع مما سيزيد مشاعر ضرورة الوحدة مع الشرعية بدعم قوات التحالف ولن تمضي مدة أكثر من التي مضت إلا وسيجبر الحوثيين على الدخول في المفاوضات المباشرة مع التحالف والشرعية على أساس أنهم نسيج من الطيف اليمني للحصول على مقعد وزاري هنا أو هناك وينتهي المسلسل الحوثي الدموي الإرهابي الذي كلف الأشقاء وأهل اليمن الكثير الكثير .
اذكر أن الأردن قيادة وشعبا مع إخوانه العرب دائما وخاصة الشقيقة السعودية ودول الخليج وهو في ظهرهم وسندا وعمقا استراتيجيا لهم في وجه هذا العضو السرطاني بالجسد اليمني والذي لو ترك من غير استئصال لأصبح خطرا ليس على اليمن لوحده بل لتعداه إلى أن يصبح خطرا على كل الأمة العربية والإسلامية فكل الدعم للإخوة الأشقاء من الأردن وشعبه...
مع الاستفادة من الدروس الماضية... مع حسن وحساب إدارة المرحلة القادمة بدقة وبخطوات محسوبة جيدا سيعود اليمن ممثلا بالشرعية إلى صفه العربي .