زاد الاردن الاخباري -
اعتبر محللون سياسيون أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها «تحصيل حاصل»، لغياب الحضور العربي في ظل النزاعات البينية والاقليمية.
واتفق المحللون أن توقيت اتخاذ القرار مناسب في ظل منطقة ملتهبة بالحروب الأهلية، وتكالب الدول الأقليمية عليها، وغياب القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة سوى الاحتجاج بالكلمة مع وجود هوة بين القادة وشعوبهم.
وقالوا أن القرار متخذ من الكونغرس الاميركي منذ 1995 وملزم للإدارات الأميركية، إلا أن الرؤساء كانوا يؤجلون تنفيذه كل ستة أشهر، الا ان الوقت حاليا موات لتنفيذه.
ولاحظوا أن الرئيس ترمب بحاجة الآن للهروب إلى الأمام وإلهاء الداخل الأميركي عن التفكير في عزله.
وقالت الكاتبة والمختصة بالشأنين الأميركي والفلسطيني لميس أندوني، أن ترمب ومن حوله يعتقدون أن الوقت مناسب نتيجة لعملية التطبيع المتسارعة بين دول عربية وإسرائيل، إضافة إلى أنه يعتقد أن أغلب الدول العربية تعمل على أساس أن إيران هي الخطر الوجودي عليها وليس إسرائيل.
واعتبرت أندوني أن ترمب وإدارته مخطئون في حساباتهم، اذ أنه حتى هذه الدول (التي تعتبر إيران الخطر الوجودي وليس إسرائيل) لا تستطيع أن تؤيد القرار أو القبول علنا به أو ضمنا، لأن هذه الخطوة تحرجهم أمام شعوبهم.
وتابعت اندوني لكن الكثير من سياسات دول المنطقة في الآونة الأخيرة شجعت ترمب وإدارته على الاستنتاج لمثل هذه الخطوة بانه لن يكون لها تأثير على عملية التطبيع أو مصالح أميركا بالمنطقة.
وقالت أندوني أن الأساس يبقى ردة الفعل الفلسطينية والعربية، أي يعتمد كل شيء على ردود الفعل الدبلوماسية وفي الشارع في كل الدول العربية وخصوصا الأردن ولبنان وسوريا، ومصر لربما، لموقع هذه الدول الجغرافي.
وحذرت من أن أي إخفاق للسلطة الفلسطينية أو حماس سيكون تخاذلا أو حتى تواطؤا ضمنيا يضرب أصوات المقاومة في الشارع العربي والفلسطيني. وذكّرت أنه في السابق «الانتفاضات كانت الصوت الحاسم في المقاومة».
واستذكرت أن يوم امس (أي الجمعة) الثامن من كانون أول هو ذكرى انطلاق شرارة الانتفاضة الأولى، وأن الأجواء أكثر تهيؤا لانتفاضة ثالثة ولكن تحتاج الدعم.
والمهم، برأيها، هو «تصعيد حملة المقاومة ووقف الأردن التطبيع مع إسرائيل خصوصا ما يتعلق باتفاقيات الغاز وناقل البحرين» وهذا «يوجع اسرائيل، وكل الدول العربية» وفقا لها.
وقالت اندوني أن وهم المفاوضات وعملية السلام يجب أن ينتهي، لأنها كانت استغلالا للوقت ليتمكن اليهود من السيطرة على كامل أرض فلسطين.
أبو جابر
واعتبر وزير الخارجية السابق الدكتور كامل أبو جابر أن الوقت «موات» لاتخاذ مثل هذا القرار، والعرب يعرفون منذ 1995 أن الكونغرس اتخذ القرار بنقل السفارة إلى القدس المحتلة ولم يفعلوا شيئا سوى الاحتجاج بالكلمة.
ولفت أبو جابر إلى أن هناك هوة مريعة بين القادة العرب وشعوبهم، وتزداد اتساعا مع الزمن، وكان أحرى بهم أن يتعلموا شيئا من عالم الغرب الذين عندما يعدون بشيء يلتزمون بتنفيذه.
وتابع أبو جابر ان العالم الغربي منذ مؤتمر مونبلييه عام 1799 أخذ قرار إضافة قومية خامسة للمنطقة وهي اليهودية، وهذا ما صرح به ترمب أخيرا بما يعرف بالدولة اليهودية، ولكن العرب لم يفعلوا شيئا حيال ذلك.
ودعا أبو جابر إلى ضرورة عقد مؤتمر وطني أردني فلسطيني يضم مختلف فئات المجتمع ليتدارس الأمر بجدية، وما يمكن عمله لإجهاض القرار الأميركي.
وقال أبو جابر أنه لم يكن هناك سلام وانما محاولات للسلام من طرف واحد ذهبت أدراج الرياح، إضافة إلى أنها عملية تخدير لأعصاب الجانب العربي لتتمكن اسرائيل من تغيير الواقع على الأرض، واصفا إياها بأنها «ولدت ميتة».
وقال رئيس الديوان الملكي ووزير الاعلام السابق عدنان أبو عودة أن الظروف المواتية حاليا مناسبة لأن ردود الأفعال العربية المتوقعة لن تكون مهددة، خصوصا وانهم يعيشون في نزاعات بينية واقليمية.
وقال أبو عودة أن سياسة إدارة ترمب ارتأت، لأن لديه مشكلة بالداخل ويريد الهروب للامام، اتخاذ قرار قوي للفت الأنظار إليه والابتعاد عن تخوفه من فكرة عزله.
واقترح أبو عودة، بما أن الأردن أكبر المتضررين مما تمارسه إسرائيل في الضفة الغربية، أن يكون هناك رد فعل خارج إطار الكلام والتصريحات، أبرزها «قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لإعطاء العالم وأميركا رسالة بأنها (اسرائيل) لا تريد السلام كما تدعي».
وحض أبو عودة على العمل لإجهاض القرار الأميركي الأخير عبر اتخاذ اجراءات حقيقية تبين للعالم بأن السلام مرتبط بالقدس، ولا يمكن أن يتحقق السلام دون ذلك.
واتفقت أندوني مع أبو عودة بأن ترمب يعتقد أن هذه الخطوة قد تقلل من فرص عزله أو محاسبته في الداخل الأميركي.
واعتبر المحللون أن عملية السلام «إضاعة لوقت العرب لتستغله اسرائيل في تغيير الواقع الديمغرافي المراد لتغيير الواقع على الارض.
الراي