زاد الاردن الاخباري -
قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أمس، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تجاهل عمليا اعتراض كبار الساسة في إدارته، ومن بينهم وزيرا الخارجية والدفاع، بينما قبل بتشجيع مستشاريه جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات، المنتميان للوبي الصهيوني المتطرف في الولايات المتحدة، إضافة إلى تعرضه لضغوط من أثرياء يهود. وما تزال تتعرض إسرائيل لردود فعل رافضة من دول بارزة، وخاصة في أوروبا، إلا أنها تلقت تطمينات من التشيك، للحاق بواشنطن.
وقالت "يديعوت أحرنوت"، إن ترامب اتخذ قراره بالاعتراف بالقدس على أنها عاصمة الاحتلال الإسرائيلي، خلافا لموقف كبار السياسيين والعسكريين في إدارته، وفي مقدمتهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع، جون ماتيس، وفي المقابل، فقد تلقى ترامب تشجيعا من نائبه مايك بنس، والسفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي. ومستشاريه الخاصين للشرق الأوسط، نسيبه جاريد كوشنير، وجيسون غرينبلات، وكلاهما أميركيان يهوديان، من اللوبي الصهيوني اليميني المتطرف.
وحسب الصحيفة، فإن ترامب كان معنيا جدا، بعدم التوقيع على تأجيل نقل السفارة الى القدس، كما فعل قبل 6 اشهر، بتشجيع من كوشنير وغرينبلات، إلا أن الأخيرين، أيدا ترامب في الاسابيع الأخيرة، بعد أن لم يحققا شيئا في اتصالاتهما لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.
واستنادا لما نشرته الصحيفة، فإن ترامب واجه في الأشهر الأخيرة، اتصالات عديدة من الأثرياء المحسوبين على اللوبي الصهيوني المتطرف، الذين تبرعوا لحملته الانتخابية ودعموه، ومثلهم أيضا شخصيات من التيار المسيحي المتطرف، المناصر للصهيونية وإسرائيل. وحسب ما قالته الصحيفة، فإن ترامب بدأ يسمع محادثات من متبرعين له من اليهود، ما كان يود أن يسمعها، وكما يبدو الإشارة الى ضغوط أو تهديدات سياسية.
كذلك، يتضح أنه في الايام العشرة الأخيرة التي سبقت اعلان ترامب، أجرى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ثلاث محادثات هاتفية مع ترامب للغرض ذاته.
وتسعى إسرائيل لصد الانتقادات الأوروبية المتوالية، ضد القرار الأميركي، وخاصة من الاتحاد الأوروبي، وقد هاجمت الخارجية الإسرائيلية مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، بعد أن قالت، إن تصريح الرئيس قد يعيدنا الى الوراء لحقبة مظلمة، "إننا نؤمن أن الحل الواقعي الوحيد للصراع يستند إلى دولتين، والقدس كعاصمة لإسرائيل وفلسطين". وقالت موغيريني إنها تحدثت بهذا الخصوص مع وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، لدى زيارته بروكسل يوم الأربعاء، وأن مندوبي الدول الأعضاء في الاتحاد الـ28 فعلوا الأمر ذاته خلال لقائهم معه. وطالبت موغيريني جميع الأطراف بعدم تنفيذ خطوات من شأنها تعميق التوتر الميداني، وخاصة حول الأماكن المقدسة للديانات الثلاث.
وقالت الخارجية الإسرائيلية في ردها على موغيريني، إن "الإصرار على أن القدس ليست عاصمة إسرائيل هو تنكر لحقيقة تاريخية لا خلاف حولها، وأن التنكر لهذه الحقيقة البسيطة يبعد السلام لأنه ينشئ توقعات معزولة عن الواقع لدى الفلسطينيين. والرئيس ترامب أقدم على خطوة شجاعة وعادلة تدفع احتمالات السلام، حيث قال الحقيقة"، حسب تعبير الخارجية الإسرائيلية. من ناحية أخرى، فقد رحبت إسرائيل بتصريح رئيس التشيك، ميلوش زمان، الذي عبر عن "سعادته" بتصريح ترامب بشأن القدس، وقال إنه قبل اربع سنوات حينما زار إسرائيل، أعلن أنه سيبذل جهدا لنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة.
الغد