بقلم الكاتب : راتب عبابنه
ارميمين من المواقع الأردنية الشاهدة على التآخي والإنسجام بين المسيحي والمسلم. كما أن جمالها وتفردها بالطبيعة الساحرة ومياه ينابيعها وشلالاتها وخضرتها ووداعة أهلها لهي أسباب تدعو الدولة أن توليها اهتماما نوعيا لترتقي بها منتجعا سياحيا جاذبا للسياح من الداخل والخارج.
لكن ما عكر وداعة هذه الأرض المعطاء وجود سجن ضخم بدرجة خمسة نجوم ليحتضن كبار السجناء ممن مصوا دماء الوطن. وقد رمى السجن بظلال من الرهبة والتوجس والخوف على السكان والزائرين. فحد من حرية الحركة ومياهه العادمة لوثت الينابيع الغناء وسممت المزروعات وقطعت أرزاق الكثيرين وهاجر الكثير من أبنائها.
متنزه أقامه أبناؤها كإستثمار وخدمة لبلدته ووطنه يخلو من الزائرين بسبب السجن الذي كان الأجدر إقامته بمكان يخلو من السكان.
المئات من أبناء ارميمين والكتاب والعافين بأهمية ارميمين وخطورة وجود السجن جميعهم كتبوا وناشدوا المعنيين بالعمل على إزالة السجن وتحويله للمنشأة حكومية أو عامة ينتفع بها ابن البلدة والزائرين. كأن تكون مكتبة عامة أو مركز تدريب مهني أو مستشفى أو نواة جامعة. لكن كل المناشدات ذهبت أدراج الرياح.
نحن أحوج ما نكون لتطوير السياحة التي منّ الله علينا بها خصوصا بظل الظروف الإقتصادية الصعبة بعد وقف المساعدات وفتور العلاقات والمديونية العالية والعجز المستمر في الموازنة. البعض حول الصحراء لمنتجات يأمها السياح من كل أصقاع الأرض.
في الأردن أنعم الله علينا بالعديد من المواقع وارميمين في مقدمتها، لكنها بحاجة لرعاية الغيارى من المسؤولين، إن وجدوا، حيث الأساس موجود وتنقصه الرعاية والتطوير ليكون جاذبا ينشده الزائرون.
لقد حان وقت العمل من أجل النهوض بارميمين وإعادة ألقها ونفض غبار السجن عنها لتعود نقية كنقاء أهلها وصحية كمياهها وموحدة كمسيحييها ومسلميها وحاضنة للتعدد الديني كمساجدها وكنائسها. في مثال للتآخي والتناغم كالحصن ومادبا وعجلون وغيرها من المناطق التي ضربت المثل بأن الأردني أردني مهما كانت ديانته.
فكلنا اليوم مدعوون حكومة وغيارى على حث المسؤولين بأن تتوجه أنظارنا صوب ارميمين لإزالة ما ينغص عيش أهلها وضيوفهم، السجن المشكلة.