اعتقال رجل الاعمال والاقتصادي الاردني الكبير صبيح المصري
من : ماجد العطي
لا يمكن لنا الفصل بين الحالة السياسية والحالة الاقتصادية التي تمر بها المنطقة وخصوصا الاردن الذي يعاني من ازمات سياسية واقتصادية فاقت كل الاحتمالات ففي اعتقال الاقتصادي الكبير صبيح المصري تكون قد اتضحت الصورة والدور الذي يلعبه بعض من اشقاء الاردن في الضغط عليه لتمرير اجندات يرفضها جملة وتفصيلا
منذ وقت طويل والمحاولات على قدم وساق لعزل الاردن عن دوره الرئيسي في الحفاظ على المقدسات ودوره في الاقليم الملتهب منذ عدة سنوات فقد شاهدنا كيف استطاعت مصر بلعب الدور الرئيسي في خفض التوتر في جنوب سوريا موكلة من السعودية الداعم الرئيس لحركات التمرد في المناطق المحاذيه للحدود الاردنية واستبعاد الاردن وتجاهله في العديد من القضايا الشائكه وجاء قرار الرئيس الامريكي باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ليزيد الطين بله .
السعودية عملت جاهده على اضعاف دور الاردن الوصي على المقدسات بموجب القرارت الدولية وحاولت بكل السبل منعه من المشاركة في القمة الاسلامية التي انعقدت في اسطنبول موخرا الا انه رفض الامتثال للضغط السعودي واعاد موقعه الذي حاولت اسرائيل ودول عربية اخرى من تقيد ادئه الوطني للحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية وما زالت السعودية دائبة في فرض اجندات مطلوب منها تنفيذها لتمرير مخطط مايسمى بصفقة القرن .
ان اعتقال رجل اقتصادي كبير بقامة صبيح المصري تاتي ضمن سياق الضغط السياسي والاقتصادي على الاردن وان السعودية لن تدخر شي لديها في التحرك ضده و تشير كل الدلائل بان الاقتصادي المصري لم يسبق له وان تعامل مع النظام الرسمي باي نوع من الاعمال التابعة لمؤسسات الدولة او التي ترتبط بمسرحية الفساد فانه حاول بان يضرب بها استقرار لبنان من خلال اعتقال رئيس وزرائها سعد الحريري الذي ارغمته على تقديم استقالته وهو قيد الاعتقال الا ان حنكة خصومه افشلت هذا المخطط المراد به خلط الاوراق في المنطقة وخلق صراعات لاضعاف قوى معادية لاسرائيل.
المصري يتراس ادارة اكبر مؤسسة اقتصادية في الاردن وله العديد من الاستثمارات الاخرى لكن اهما البنك العربي الذي شكل منافسا اقتصاديا للعديد من المؤسسات المدعومه من الوبي الصهيوني وقد اقيمت عليه قضايا تتعلق في صلب الصراع العربي الاسرائيلي ففي عام 2014 ادين البنك العربي من قبل محكمة بروكلين جنوب نيويورك بتهمة تمويل حركتا الجهاد وحماس وجاء ذلك من خلال مواطنين امريكين مدفوعين من الحركة الصهيونية لرفع قضايا على البنك العربي للحد من تصاعد قوته الاقتصاديه .
الاردن لن يتخلى عن رجالاته بكل الظروف وبعتقادي ان الايام القادمة حبلى بالاحداث وسنشاهد القنوات الرسمية تتحرك بكل طاقتها لفك اسر الاقتصادي الاردني صبيح المصري ومن غير التاثير على الموقف الرسمي الاردني الثابت من قضايا المنطقه وخصوصا قضية القدس التي يعتبروها الاردن نظاما وشعبا كل الخطوط الحمراء التي لن يسمح المساس بها قيد انملة .