زاد الاردن الاخباري -
نفت الرئاسة المصرية في بيان نشرته أمس الأحد أن تكون قد حذرت واشنطن من امتلاك الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أسلحة بيولوجية قبل الحرب التي غزت فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها العراق عام 2003.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن البيان أكد على "أن ما قام به مبارك هو التحذير في ذلك الوقت من أن غزو العراق يعتبر مخالفا للشرعية الدولية".
ويأتي هذا البيان كردٍ على تصريحات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش التي أوردها في كتابه الصادر مؤخرا بعنوان «نقاط القرار»، والتي قال فيها " إن الرئيس المصري حسنى مبارك حذره من امتلاك صدام أسلحة بيولوجية قبل الغزو الأميركي للعراق".
ونقلت تقارير إخبارية عن كتاب الرئيس الأميركي السابق أن مذكرات بوش الابن تضمنت القول: "إن مصر أخبرت الولايات المتحدة بأن العراق يملك أسلحة دمار شامل، وإن القاهرة أخبرت قائد القيادة المركزية الأميركية في ذلك الوقت، الجنرال تومي فرانكس، أن الرئيس العراقي صدام حسين لديه أسلحة بيولوجية، وأنه سيقوم باستخدامها ضد القوات الأميركية بكل تأكيد".
ونسبت التقارير لمذكرات الرئيس بوش قوله:"إن المعلومات الاستخباراتية التي حصلنا عليها كان لها تأثير على تفكيري".
وفي البيان الذي أصدرته الرئاسة المصرية، نفى المتحدث باسم الرئاسة السفير سليمان عواد، نفيا قاطعا ما ذكره بوش الابن، قائلاً:" إن الرئيس مبارك، على العكس، حذر الرئيس الأميركي والعديد ممن التقاهم من المسؤولين الأميركيين من الإقدام على غزو العراق لما يمثله ذلك من مخالفة جسيمة للشرعية الدولية.. كما حذر من أن الغزو لن يكون مهمة سهلة؛ لأنه سيواجه بمقاومة عنيدة يستخدم فيها العراق كل ما في حوزته من أسلحة وعتاد".
وتابع قائلا: "إنه في إطار الجهود والاتصالات ذاتها للرئيس مبارك قبيل غزو العراق، وجه الرئيس مبارك الدعوة للرئيس جورج بوش الأب لزيارة مصر؛ حيث نقل إليه التحذير والمخاوف ذاتها من الغزو.. مبديا تطلعه لنقلها للرئيس جورج بوش الابن لإثنائه عن مواقفه".
وقالت مصادر قريبة من دوائر الرئاسة المصرية: "إنه فور صدور كتاب «نقاط القرار»، هيمن ما جاء فيه عن علاقة مصر بالمعلومات الأميركية بشأن أسلحة الدمار الشامل، على متخذي القرار المصريين، الذين "استقبلوا ما ذكره الرئيس الأميركي السابق بالدهشة"، وأرجأوا التعليق على الموضوع إلى حين الحصول على نسخة من المذكرات، للتأكد مما تداولته عدة تقارير في وسائل الإعلام الغربية عن علاقة مصر بقرار شن الحرب على العراق".
وأضافت المصادر أن مصر ترى أن ما ذهب إليه بوش الابن "لا يخرج عن محاولة إلصاق مسؤولية اتخاذ قراره بشن الحرب على العراق، على الآخرين، سواء أكانوا من الدول العربية أم الأجنبية، حكومات أو مخابرات.. نحن رأينا وما زلنا نرى أنه لم تكن هناك مبررات حقيقية لشن الحرب؛ لأن هذا لن يغفره التاريخ، وبالتالي نعتقد أن بوش أراد أن يقول للعالم إنه ليس وحده المسؤول عن ملايين القتلى والمصابين والمشردين في هذه الحرب".
وأشارت الصحيفة إلى أن مذكرات بوش جاءت في وقت تشهد فيه العلاقات بين القاهرة وواشنطن انتقادات متبادلة وتوترا، خاصة بعد أن أطلقت وزارة الخارجية الأميركية انتقادات حول انتخابات البرلمان المصري المزمع إجراؤها في الثامن والعشرين من الشهر الحالي والانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، إلى جانب ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية وغيرهما.
وكالات