زاد الاردن الاخباري -
فجر قرار دولة الإمارات، قبل 3 أيام، منع تونسيات من السفر إلى أراضيها أو العبور منها، استنكارا واسعا في تونس، تجسدت من خلال مطالبة سياسييين باعتذار رسمي عن الإجراء.
والجمعة الماضية، منعت شركة طيران الإمارات (حكومية)، التونسيات من السفر على متن طائرتها المتجهة من مطار قرطاج الدولي إلى دبي، دون إبداء أسباب ذلك، مستثنية الحاصلات على الإقامة أو صاحبات جوازات السفر الدبلوماسية.
في المقابل، أشادت شخصيات تونسية، في تصريحات متفرقة للأناضول، اليوم، بالقرار الذي اتخذته سلطات بلادهم، أمس الأحد، والقاضي بتعليق جميع الرحلات الناقلات الجوية الإماراتية من وإلى تونس.
وأمس، قالت وزارة النقل التونسية، في بيان، إنها «قررت تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية إلى تونس، إلى حين تمكن الشركة من ايجاد الحل المناسب لتشغيل رحلاتها طبقا للقوانين والمعاهدات الدولية».
وقال عماد الخميري، المتحدث باسم حركة «النهضة» (68 مقعدا بالبرلمان ـ 217)، التونسية، إن حركته «تدين قرار الناقلة الإماراتية، لأن فيه إهانة لنساء وشعب تونس، وهو قرار ليس له تفسير باعتباره يتخذ طابعا تمييزيا أقرب ما يكون إلى العنصري".
واعتبر الخميري، في حديث للأناضول، أن «موقف تونس ينسجم تماما مع احترام الشعب، واختيارات احترام السيادة».
وتابع: "نأمل أن تحرص الدبلوماسية التونسية على متابعة هذا الأمر، وتبقى العلوية للشعب التونسي في احترام سيادته".
من جهته، طالب المنجي الحرباوي ، المتحدث بإسم حزب «نداء تونس» (56 مقعدا)، الإمارات بتقديمها اعتذاراتها الرسمية لبلاده.
وقال الحرباوي، للأناضول: "نرفض أن يتم اتخاذ اجراءات استثنائية تجاه تونس من أي طرف كان سواء الإمارات أو غيرها، وخصوصا إذا تعلق الأمر بالمرأة التونسية".
ورأى أنه "من الضروري أن تقدم الإمارات اعتذارها للدولة التونسية".
وفي تعليقه على الرد التونسي، أشاد الحرباوي بقرار بلاده تعليق الرحلات الجوية الإماراتية، معتبرا أن القرار «خطوة في الاتجاه الصحيح».
واستطرد: "مازلنا ننتظر مواقف أخرى أقوى وملزمة للطرف الإماراتي حتى لا تتكرر هذه الممارسات في مناسبات أخرى".
بدوره، وصف غازي الشواشي، النائب عن الكتلة الديمقراطية (12 مقعدا)، الإجراء الذي اتخذته الناقلة الإماراتية بـ «التصرف اللامسؤول».
وأشار الشواشي إلى أن «هذا القرار تقف وراءه دولة الإمارات، إذ لا يمكن لشركة طيران اتخاذه بمفردها»، مطالبا الإمارات بـ «اعتذار رسمي».
فيما وصف قرار بلاده تعليق الرحلات الإماراتية، بـ «الجريء والشجاع».
ومستدركا أن «هذه الخطوة جيدة لكنها تبقى غير كافية إذ نطالب باعتذار رسمي، وتسوية وضعية التونسيين المتواجدين بالإمارات ممن يواجهون اليوم إشكالية في العودة إلى تونس».
من جانبها، أدانت الجبهة الشعبية (إئتلاف يساري ـ 15 مقعدا)، الإجراء الإماراتي ضد نساء تونسيات، واصفة إياه بـ «التمييزي».
وطالبت الجبهة، في بيان صدر أمس، "السلطات التونسية بالتطبيق الفوري لمبدأ المعاملة بالمثل في صورة عدم رفع السلطات الإماراتية هذا الإجراء التمييزي».
وتعليقا على الأزمة بين تونس والإمارات، أرجع الدبلوماسي التونسي السابق، عبد الله العبيدي هذه الأزمة إلى "غياب الحوار بين الدبلوماسيتين التونسية والإماراتية، ووجود عجز على مستوى الديبلوماسيتين على الحوار".
ووصف العبيدي الأزمة بأنها "كارثة دبلوماسية".
ديبلوماسيا أيضا، قال المكلف بالإعلام بالخارجية التونسية بوراوي الإمام، إن «اجتماعا عقد، اليوم الاثنين، على مستوى وزارة النقل، بحضور ممثلين عن الخارجية التونسية وممثل عن شركة الطيران الإماراتية، خصص للنظر في تفعيل القرار المتعلق بتعليق نشاط الشركة الإماراتية».
وأوضح الإمام، في تصريح للأناضول، أن "هذا الاجتماع لم يكن اجتماعا دبلوماسيا بل هو اجتماع فني وبحضور خبراء فنيين لتفعيل قرار تعليق نشاط الخطوط الجوية الإماراتية".
وأضاف أن "هناك اتصالات مكثفة بين الجانبين التونسي والإماراتي لحل هذا الإشكال".
وتابع أن "نشاط الشركة الإماراتية معلق إلى حين الاستجابة للشروط الموجودة في المعاهدات الدولية، وفق ما ورد في بلاغ وزارة النقل أمس".
وكشف الإمام أن التبريرات التي قدمها الجانب الإماراتي بخصوص منع تونسيات من السفر كانت لترتيبات أمنية تتعلق بالناقلة الإماراتية، دون تفاصيل أخرى.
الاناضول