د. سلطان الخضور
إلا الأقصى، هذه العبارة لا تروقني ،ليس لأني لا أحب الأقصى بنفس القدر أو يزيد قليلا عن مردديها، بل لأني حسب فهمي المتواضع أرى أنها تعني :أيها العدو تستطيع أن تعبث بكل شي على أرض الواقع من أرض فلسطين الا الأقصى لا تستطيع العبث به، فهو الخط الأحمر الذي سيفتح عليك نار جهنم . استندت في هذا الرأي على علمي بمفهوم الاستثناء على اعتبار إلا أداة استثناء وما بعدها هو بحكم المستثنى، هذا المفهوم الذي يعني اخراج الاسم الواقع بعد اداة الاستثناء من الحكم الواقع على ما قبلها. وبهذا المفهوم يصبح المعنى الضمني للعبارة أن الإساءة لفلسطين بأكملها بما فيها القدس قابلة للفهم أو التغاضي ،أما حين يصل الأمر للأقصى فسيكون الأمر غير مبرر وغير مقبول البتة.
بفهمي المتواضع أرى أن الدائرة الأوسع كانت" إلا فلسطين" كاستثناء من العالم العربي فضيقناها فصارت" إلا القدس " كاستثناء من فلسطين ،فضيقناها فصارت " إلا الأقصى" كاستثناء من القدس ، وما أخشاه أن تضيق الدائرة لتصبح "إلا منبر صلاح الدين " على سبيل المثال، وهذا بحد ذاته يشير إلى تهاون أو تنازل تلقائي لفظي عما هو أوسع من الدائرة المعنية لفظا، وهي هنا إلا الأقصى.
مثل هذه العبارة كنا نسمع ونقرأ عبارة" إلا رسول الله " التي سادت بعد الرسومات الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الكريم "ص".فهل يعني ذلك أننا لسنا معنيين بشيء يخص الدين إلا بما يخص الرسول "ص"والباقي هين ؟
أفترض حسن النية بمن يتلفظ أو يستخدم مثل هذه العبارات، لكني أرى أن استخدامها غلط غير مقصود، ما يقتضي التنبيه إليها وإلى النهي عن استخدامها ،لأن هذا الاستخدام سلبي ولو أريد به الايحاء بالإيجاب.
علينا التنبه إلى ألفاظنا، وخاصة أننا نتحدث عن أمرين مهمين لهما علاقة بالدين والمقدسات وعلى تماس مباشر بالمعتقدات.
صححوني إذا أخطأت.