زاد الاردن الاخباري -
خرجت تظاهرات مؤيدة للنظام الإيراني في انحاء طهران امس الجمعة؛ في حين خرج التبريزيون والاتراك الإيرانيون في مظاهرات ضد السلطة.
وتاتي مظاهرات الجمعة في ظل سعي السلطات إلى اخماد حركة الاحتجاج التي انطلقت آخر الشهر الماضي، في حين فرضت واشنطن عقوبات جديدة على إيران ودعت إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن.
" مؤامرة "خارجية
وأرجع مسؤولون إيرانيون التظاهرات التي انطلقت منذ 28 كانون الأول (ديسمبر) إلى "مؤامرة" اتهموا وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) واسرائيل والسعودية بالضلوع فيها، وهو ما ردده الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
ولليوم الثالث على التوالي، خرجت تظاهرات مؤيدة للنظام بعد صلاة الجمعة في 40 نقطة شملت محافظة طهران والعديد من المدن، بينما أعلنت السلطات انتهاء الاحتجاجات المناهضة للنظام.
وقال محسن، وهو مهندس انضم إلى المسيرة "نحن هنا لنظهر بأن لدينا القدرة على حل مشكلاتنا بأنفسنا ولن نسمح على الإطلاق للسعودية والولايات المتحدة واسرائيل بالتدخل سنقف خلف الثورة حتى آخر قطرة دم لدينا".
وفرضت واشنطن عقوبات على خمس شركات إيرانية اتهمتها بالمشاركة في برنامج الصواريخ البالستية الإيراني في خطوة ربطتها بالاحتجاجات.
وسجل تواجد كثيف للشرطة في شوارع طهران رغم عدم ورود تقارير عن خروج احتجاجات جديدة ليل الخميس الجمعة.
احتجاجات محدودة
وخرجت تظاهرات احتجاجية محدودة في بعض المحافظات، اذ خرج آلاف المواطنين الأتراك في شوارع تبريز، مساء أمس، وذلك بعد جولة هتافات وشعارات مناهضة للنظام في ملعب المدينة.
واندلعت مظاهرة احتجاجية في شارع السكك الحديدية باتجاه شارع ولي عص، وردد المحتجون شعاراً باللغة التركية يعني "الأذربيجاني لا يقبل المذلة"، وشعار "الموت للدكتاتور".
وأشارت الأنباء إلى أن الجمهور التركي الأذري الذي عاد من "تراكتور سازي" في تبريز مركز محافظة أذربيجان ويقدر بحوالي 20 ألف شخص، بدأوا يهتفون ضد النظام في شوارع المدينة. كما اقتحم متظاهرون في أراك قائم مقامية المدينة، وكسروا الباب، ودخلوا المبنى.
وأظهر مقطع بثه نشطاء عبر مواقع التواصل أن شباناً يسيطرون على حي الساحات الرئيسية في مدينة كاشان بمحافظة أصفهان، ويقومون بتكسير اللوحات التي تحمل صور قادة النظام الإيراني.
كذلك شهدت مدينة خميني شهر في محافظة أصفهان تجمعات احتجاجية مساء الجمعة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الشرطة طلبت من السكان إرسال صور ومقاطع مسجلة لـ"مثيري الشغب" والتعريف عن عدد من المشتبه بهم الذين التقطت عدسات الكاميرات صورا لهم.
ولا يزال من الصعب تحديد اتجاهات المشاركين في الاحتجاجات التي قتل خلالها 21 شخصا معظمهم من المتظاهرين كما اعتقل المئات.
واتهم أنصار الرئيس الإيراني حسن روحاني خصومه المحافظين بتأجيج النقمة على الأوضاع الاقتصادية والتي خرجت سريعا عن السيطرة ووقعت خلالها هجمات على قوات الأمن والمباني الحكومية ورموز النظام الإسلامي.
وينفي المحافظون الاتهامات ويشيرون إلى أن على روحاني القيام بالمزيد لمساعدة الفقراء مع تحرك البرلمان لإلغاء زيادة في الضريبة على المحروقات قوبلت برفض شعبي.
من جهته، اتهم المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري الولايات المتحدة واسرائيل ودول اخرى بتدبير مؤامرة ضد بلاده منذ أربع سنوات.
وقال منتظري في تصريحات لوكالة "ايسنا" ان "المهندس الرئيسي لهذه الخطة هو مايكل داندريا"، في إشارة إلى المسؤول المكلف الشؤون الإيرانية في "سي آي ايه".
وأضاف "أطلقوا حملات (عبر وسائل التواصل الاجتماعي) تحت عنوان "لا لارتفاع الأسعار"، و"لا لدفع الفواتير""، مضيفا أن الخطة كانت تستهدف خلق اضطرابات في المحافظات قبل التحرك إلى طهران.
إلا أن العديد من المسؤولين اعترفوا بصدقية الشكاوى الاقتصادية التي أطلقها الإيرانيون، خصوصا معدل البطالة في أوساط الشباب الذي اقترب من 30 بالمئة.
وفي هذا السياق، قال مستشار خامنئي لوكالة الانباء الطلابية (ايسنا) شبه الرسمية علي أكبر ولايتي إن "المطلب الرئيسي للناس اليوم هو أن تتصدى الحكومة للمشكلات الاقتصادية".
وشهدت إيران انتعاشا للنمو الاقتصادي الذي قدر بأكثر من 12 بالمئة العام الماضي بعد رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية بموجب الاتفاق الدولي الذي أبرم عام 2015 بشأن برنامجها النووي.
لكن المحللين يشيرون إلى أن معظم التحسن كان ناتجا عن انتعاش مبيعاتها النفطية وهو ما لا يخلق فرص عمل كثيرة.
من جهته، شكر القائد العام للجيش الجنرال عبد الرحيم موسوي قوات الأمن لـ"اخمادها نيران الفتنة".
وأشار وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي أن 42 ألف شخص شاركوا في موجة الاضطرابات في انحاء البلاد.
وكان قائد الحرس الثوري تحدث عن انخراط 15 ألف شخص في القلاقل. لكن الأرقام لا تزال أقل بكثير من الأعداد التي خرجت إلى الشوارع في آخر موجة احتجاجات كبيرة عام 2009 عندما شارك مئات الآلاف.
ضغوط أميركية
وبينما كثفت الولايات المتحدة ضغوطها على النظام الإيراني، سارعت كل من تركيا وروسيا للدفاع عنه.
ونقلت وكالة الانباء الروسية "انترفاكس" عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله ان "الولايات المتحدة تواصل التدخل في الخفاء والعلن بالشؤون الداخلية لدول أخرى، يفعلون ذلك من دون أي خجل".
وقال إن واشنطن "تبحث عن أسباب" للضغط على إيران على خلفية برنامجها النووي.
وسيقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع المقبل إن كانت بلاده ستواصل تطبيق رفع العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، كما ينص الاتفاق النووي.
ويتعين على ترامب بموجب الاتفاق رفع عقوبات محددة كل عدة أشهر حيث المهلة القادمة ستكون بتاريخ 12 كانون الثاني(يناير).
وأما الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، فقال للصحفيين "من المستحيل لنا أن نقبل بتدخل بعض الدول وخصوصا الولايات المتحدة واسرائيل في الشؤون الداخلية لإيران وباكستان".
وأعرب ترامب مرارا عن دعمه للحركة الاحتجاجية في إيران حيث قال "كل الاحترام للشعب الإيراني في محاولته التخلص من حكومته الفاسدة".
لكن المشاركين في مسيرة الجمعة سخروا من تصريحاته.
وقال موظف حكومي في طهران يدعى خليلي "مرر ترامب قوانين ضد الإيرانيين على غرار حظر الهجرة ووصفهم بـ"الهمجيين" وفجأة يتعاطف ويدعم الشعب الإيراني.. هذا أمر سخيف".