في ظل تمادي الحكومات و عهرها في فرض ضرائب كثيرة على المواطن ، و في ظل وجود مجالس نيابية هزيلة و مخترقة و غائبة عن تأدية واجبها ، و في ظل عدم قدرة الحكومات لوضع حد للتهرب الضريبي الذي يُجبى فقط من الضعيف ، و في ظل عدم نيّة منظومة الحكم القيام بإصلاحات حقيقية و جوهرية ، و في ظل عدم جديّة الحكومات في ملاحقة لصوص المال الذين تم تهريبهم الى الخارج ، و في ظل قصور الرؤية عند الحكومات بأن التمادي في الجباية لن يكون طريق خير و يهدد امن الوطن في الصميم ، و في ظل عدم قدرة الحكومات على وقف الهدر في المال العام الذي يذهب لمن لا يستحقه عن طريق تنفيعات و امتيازات مبالغ فيها ، و في ظل وجود بنية تحتية متهالكة و نظام اداري بيروقراطي قاتل – على الضعيف فقط – ، و في ظل استمرار العبث باستقرار الدولة اقتصادياً و اجتماعياً ...
في ظل ذلك كله و للمحافظة على امن وطننا مستقراً و واحةً امن لنا ، فإنني ارى ان يعود الاردنيون في نظام معيشتهم و نمط حياتهم قرن من الزمن الى الوراء ؛ فلا كهرباء و لا ماء حكومي و لا ضرائب و لا رسوم و لا تسجيل و لا مدارس إلا نظام الكتّاب القديم ، نعود ما كان اجدادنا نحرث بالخيل و البغال و نزرع القمح و الشعير لنا و لدوابنا و نستخدم الحطب للإضاءة و التدفئة ، و لتذهب طغمة الصعاليك التي لا تخاف الله و ضرائبها و فنونها و نوابنا الى حيث يريدون .... تبّاً لهم جميعهم .