زاد الاردن الاخباري -
تربط الإدارة الأميركية طرح مبادرة "غامضة" للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعودة القيادة الفلسطينية للمفاوضات، ملقية بذلك الكرة في ملعبها.
وسبق أن شككت روسيا في وجود خطة أميركية للسلام أصلا، مشيرة إلى أن الأميركيين يتحدثون عن خطة للسلام لم يظهر منها شيء إلى حدّ الآن.
من ناحيتهم، قال مسؤولون أميركيون إن مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعكفون على وضع الخطوط العريضة للخطة منذ بعض الوقت، لكن الفلسطينيين قالوا إن واشنطن لم تعد وسيطا للسلام بعدما قرر ترامب في السادس من كانون الأول (ديسمبر) الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
إلى ذلك، ندد الفلسطينيون بزيارة نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أمس، إلى حائط البراق في المسجد الأقصى المبارك، بالقدس المحتلة، وسط حراسة أمنية إسرائيلية مشددة، وذلك على وقع الإضراب الشامل الذي عم الأراضي المحتلة، وسط استمرار الفعاليات الشعبية الرافضة لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي".
وحولت سلطات الاحتلال مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية مغلقة أثناء زيارة بنس لحائط البراق، ونشرت عناصرها وتعزيزاتها الأمنية الكثيفة، فيما خرجت جماهير الشعب الفلسطيني من عموم الأراضي المحتلة في تظاهرات غاضبة ومنددة بالزيارة الأميركية وبقرار ترامب بشأن القدس.
واعتبرت التظاهرات والمسيرات الشعبية العارمة أن زيارة بنس إلى فلسطين المحتلة، قد أعطت، طبقاً للهتافات واليافطات المرفوعة من جانبهم، "الضوء الأخضر للاحتلال نحو المزيد من الاستيطان والتهويد"، بحسب الناشط أحمد أبو رحمة .
وقال أبو رحمة أن "الجماهير الفلسطينية الحاشدة قد تقاطرت من أنحاء الأراضي المحتلة، في مسيرات مركزية وتظاهرات غاضبة، وعند نقاط التماس والاحتكاك مع قوات الاحتلال، وبالقرب من جدار الفصل العنصري، لإعلان الغضب والتنديد بزيارة بنس وبقرار ترامب حول القدس".
ولفت إلى "اندلاع المواجهات بين قوات الاحتلال والمواطنين الفلسطينيين، في مناطق مختلفة من الأراضي المحتلة، أسفرت عن وقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين".
وقد أطلقت قوات الاحتلال نيرانها العدوانية ضد شابيْن فلسطينييْن قرب حاجز "زعترة" العسكري، جنوب مدينة نابلس، بزعم محاولتهما تنفيذ عملية طعن.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية إصابة الفتيين، وقالت إن جهاز "الارتباط المدني الفلسطيني أبلغ الوزارة بإصابة مواطنين برصاص الاحتلال، قرب حاجز زعترة، جنوب نابلس".
وطبقاً لشهود عيان، وفق وكالة الأنباء "قدس نت" الفلسطينية، فإن الشابين قد تعرضا لإطلاق النار، وشوهدا على الأرض مضرجان بدمائهما، فيما منعت قوات الاحتلال طواقم جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطينيية من الاقتراب منهما وتقديم الإسعافات لهما، وأغلقت حاجز زعترة في وجه المواطنين في كلا الاتجاهين".
وبموازاة ذلك؛ اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، عند مدخل مدينة البيرة الشمالي، حيث أطلقت خلالها الرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين الذين تظاهروا ضد زيارة بينيس، وقرار ترامب بشأن القدس، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق.
وقد انطلقت مسيرة جماهيرية من وسط مدينة رام الله، دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية، حمل خلالها المشاركون العلم الفلسطيني ورددوا الهتافات الغاضبة والمنددة بالزيارة وبالقرار الأميركي، والمؤكدة استمرار الشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته لتحصيل حقوقه الوطنية، وإنهاء الاحتلال، ورفض الإملاءات الأميركية.
وقالت القوى الوطنية والإسلامية، أن "زيارة بنس للقدس المحتلة ولحائط البراق، زعماً باعتباره رمزاً دينياً يهودياً، تعبر عن حالة العنجهية الأميركية والعداء المتواصل للشعب الفلسطيني، كي تعطى غطاء لجرائم الاحتلال وعنصريته وتدفع المنطقة نحو الانفجار وتنهى أي إمكانية للسلام أو الاستقرار في الأرض المقدسة وفى العالم أجمع".
وأضافت، أمس، إن الشعب الفلسطيني "خرج في كل مكان للتعبير عن رفضه للسياسة الأميركية وبزيارة بينيس العدوانية"، مؤكدة قدرته على "حماية ترابه الوطني ومقدساته الدينية والتاريخية، وعدم السماح، لأحد مهما كانت قوته، بأن يفرض إرادته على الشعب الفلسطيني".
فيما أكد القيادي في حركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، أن زيارة بنس "غير مرحب بها"، وأن الفلسطينيين يرفضون "رسالته بفرض الوقائع على الأرض، فبالرغم من قوة أميركا ونفوذها، قادرون على افشال قراراتهم، وإحباط مخططاتهم، والحفاظ على القدس والمقدسات الدينية، الإسلامية والمسيحية، وإقتلاع الاحتلال وإزالة الاستيطان".
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح"، جمال محيسن، إن "فعاليات الغضب الرافضة لقرار ترامب بشأن القدس، وزيارة نائبه غير المرحب بها للمنطقة، ستبقى مستمرة في كافة المحافظات الفلسطينية، عبر المسيرات الاحتجاجية والغاضبة".
وأضاف إن "الفعاليات والمسيرات ستنطلق، يوم الجمعة المقبل، في الميادين العامة بمسيرات حاشدة تجاه نقاط التماس مع قوات الاحتلال"، معتبراً أنها "تشكل جزءاً من النضال الفلسطيني لإنهاء الاحتلال، ولأن ترامب بإعلانه الأخير، أنهى الدور الأميركي من أي وساطة للعملية السياسية، التي دمرها بخرقه للقانون الدولي".
وفي الأثناء؛ أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، "وجود تحركات لبناء تحالفات قوية بالمنطقة تقوم على استراتيجيتي عدم الاعتراف بالاحتلال، وتبني خيار المقاومة الشاملة"، معتبراً أن "قيام حماس بإعادة رسم علاقتها السياسية بالمنطقة يندرج في سياق حشد مقدرات الأمة لذلك الأمر".
وقدم هنية، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في غزة، آليات مواجهة القرار الأميركي بشأن القدس والسياسة الإسرائيلية العدوانية، ضمن 3 مسارات، تستند إلى الانتفاضة الشعبية بالميدان، واستنهاض قوى الأمة لنصرة القدس وإسناد حق الشعب الفلسطيني بالتحرير والعودة، والاتصالات السياسية مع العديد من القيادات والمسؤولين في المنطقة".
وحول المصالحة؛ أشار إلى أنه تلقى اتصالاً من مصر مفاده بأن "مصر مستمرة في رعايتها للمصالحة الفلسطينية، وأي تغيرات داخلية مصرية شأنها مصري ولا يؤثر على المصالحة، لأن تحقيق المصالحة توجه مصري".
وأكد حرص حركته على إنجاز المصالحة، داعياً إلى تسريع خطواتها، والتفرغ لبناء استراتيجية وطنية للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد المشروع الفلسطيني، مؤكداً تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة ورفض التوطين والوطن البديل.
الغد