قد يكون السؤال إن كانت فلسطين قطعة من الجنّة وهل هي حقُّ للجميع هو إستنكاريا وانا اعرف ان حقُّنا تاريخي في هذه الأرض المقدّسة ولكن من اين يبدأ التاريخ فهل هو منذ سكن سيِّدنا آدم عليه السلام الأرض ام منذ وُجد احد الأنبياء عليها ام منذ الثورة الصناعيّة فلا ندري ما المقصود بالتاريخي واين البدايات .
قال الله تعالى{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ}صدق الله العظيم ,اي ان هذه الجنّة للمؤمنين وليس للمسلمين فقط بشرط ان يعملوا الصالحات .
وحيث ان عمر الإنسان محدود بعشرات السنين إلاّ من كتب الله لهم اعمارا طويلة وكانت بمثابة المعجزات مثل سيِّدنا آدم عليه السلام وسيِّدنا نوح عليه السلام واهل الكهف وتلك حالات نادرة اراد الله بها حِكَما هو ادرى بها جلّ جلاله .
أمّا نحن واليهود وارض فلسطين فنستطيع ان نجزم ان التاريخ يبدأ بالعد عليها منذ عِدّة آلاف من السنين وقد يكون قبل حقبة انبياء التوحيد ومن نزلوا برسائل إلاهيّة لدعوة الناس للخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث لم تكن هناك القوميات والأعراق واضحة للجميع لأن الكون كان منفتحا على بعضه والإمكانات والموارد والإبداعات والإنجازات فيه محدودة ولذلك كانت المكاسب فيه فردية التحصيل ولكنها إشتراكيّة الإستخدام حيث كان الكلأ والماء والنار هي عوامل الإشتراكيّة بين سكّان الكوكب , وقد كان اجدادي يعيشون منذ مئات السنين بل وكانت أصول الفلسطينيون من يبوسيون وكنعانيُّون يعيشون على نفس الأرض منذ الآف السنين ولكن الذي يجعلني اتسائل بإستنكار هو إصرار اليهود الذين لا نمانع ان نعيش وإيّاهم معا ولكني اعني إصرار الصهاينة منهم على انّ نفس الأرض هي ارض الميعاد بالنسبة لهم وان يهودا عاشوا عليها قبل اكثر من ثلاثة الآف سنة والأدهى تلك الخزعبلات التي يدّعون فيها وجود آثار لهيكل مزعوم تحت المسجد الأقصى المبارك وقبّة الصخرة المشرّفة هي لسيِّدنا سليمان عليه السلام !!!!!!!
وهؤلاء الصهاينة الذين لا يؤمنون بمعجزة إسراء سيِّدنا محمّد عليه الصلاة والسلام من مكّة الى القدس ومن ثمّ من هناك للسموات العلى تلك المعجزة التي لم يمضي عليها سوى الف وخمسمائة عام وحياة سيدنا عيسى عليه السلام منذ الفي عام بينما هم يتبجّحون بقصص حدثت كما يزعمون منذ خمسة الآف سنة ويزرعون ذلك في عقول اطفالهم ويريدوننا نحن ان نؤمن بها .
اعتقد ان وعد الله للمؤمن الصالح الجنة عرض السموات والأرض وقد قيل إنّ إمرأة تدخل الجنة لأنها اطعمت قطّة جائعة وقد تكون هذه الأرض المباركة في فلسطين هي قطعة من الجنّة ولذلك تتآلب الأديان عليها لوجود نوازع داخلية تجاه هذه الأرض وكل الأديان تودُّ لو تُثبت أحقيتها اكثر من غيرها من الديانات الأخرى .
أمّا نحن ابناء فلسطين فإننا نرى ان القضيّة ليست هكذا إذ انّ يهوديا وبامر صهيوني جاء بسلاحه وطرد اهلي من بيتنا وسكن مكانهم دون وجه حق .
أمّا ذلك اليهودي فقوله مختلف إذ علّموه انْ ليس له ارض في موطنه في اوروبا او امريكا او غير ذلك وانه عائد لفلسطين ليسكن ارض اجداده وهذه رغبة الرب لأنه من خير أمّة أخرجت للناس حسب زعمهم .
وهكذا القضيّة الفلسطينيّة بالنسبة لنا الفلسطينيون قضيّة ارض ووجود وكرامة وبالنسبة لليهود قضيّة دينيّة وبالنسبة للصهاينة قضيّة إقتصاديّة لعائلات ثريّة امّا البداية فكانت أن اراد الأوروبيّون إبعاد إندماج اليهود في المجتمعات الأوروبيّة وكان صعبا الخروج من تلك البداية قبل تحقيق ما تم تخطيطه في البداية وقد تلاقى التخطيط والتدبير الأوروبّي مع الحقد وروح الحسد الصهيوني مع الجهل وعدم المبالاة الفلسطيني فكانت المآساة على الجميع واكثر المتضرِّرين هم الفلسطينيّون وهكذا حتّى عندما وقف العالم اجمع مع الشعب الفلسطيني ضدّ الصهاينة ممثلين بأمريكا واسرائيل وترمب لم ينتصر العالم عليها وهذا دليل على ان العرب ومن ضمنهم الفلسطينيون يسيرون في طريق مسدود غير سالك ولا يؤدّي الى فرج قريب وهو طويل وبه افرع كثيرة .
وإذا كانت فلسطين هي جنّة موعودة وبالرغم من وجود مساحات من ارض الكون اكثر جمالا وخضرة ومياه في القارات الخمس إلاّ ان تلك المساحات ينقصها التاريخ والديانات والأنبياء وحيث ان تلك الأمورلا نتبيّنها إلاّ بعد الموت , اي ان القضيّة او المشكلة الفلسطينيّة يمكن حلُّها تاريخيّا وجغرافيّا بين الفلسطينيُّون عربا(مسلمون ومسيحيّون) ويهودا بالتفاوض او بتبادل الحكم او اي حل سياسي يضمن إستقرارا وأمنا لأبناء الشعب الواحد متكافلين متضامنين لدرء أي خطر خارجيِّ عليهم او يهدِّد ارضهم وكيانهم حيث ان السلاح من الطائرة الى الحجر والمقلاع لم يحقق نهاية للمشكلة حتى الآن .
أمّا حل المشكلة دينيّا على نفس قطعة الأرض ما دام اليهود والمسلمون ينظروا اليها هي الجنّة الموعودة وكلِّ منهما ينظر اليها انها كانت من أساسيّات وقدسيّة ديانته وانبيائه وما دام ان لا أحد يعود بعد الموت ليخبرنا عن الحياة الآخرة والحساب والجنّة والنار وعلم كل ذلك عند الله تعالى لذلك لا يمكن الوصول الى إتفاق بين الطرفين خاصّة بوجود ديانة ثالثة هم المسيحيّين ولهم في تلك الأرض ما يجعلهم شريكا في قدسيّتها كيف لا وميلاد سيدنا عيسى عليه السلام وحياته وحواريُّه كانت فيها ,ولذلك لا يمكن حل المشكلة بين المتخاصمين دينيّا في الحياة المنظورة للبشر .
إذن فالحل الوحيد لمشاكل هذه المنطقة هو اولا التخلص من الصهيونيّة ومثيلاتها وإبعادها عن سياسات المنطقة وحكّامها وثانيها هو إزالة الكراهية للأديان وتحريمها دينيا وتجريمها مدنيّا وقانونا وثالثها تبادل الحكم بين اليهود والمسلمين بالإتفاق مع المسيحيّين ورابعها اعتماد اللغات العربية والعبريّة والإنكليزيّة وخامسها تكليف لجنة مشتركة من رجال دين بكتابة تاريخ موحّد يُرضي جميع الديانات يجري تدريسه للأطفال رجال المستقبل وقادته وسادسها الإتفاق عل تسمية الدولة بدولة الأرض المقدّسة وعاصمتها القدس وسابعها إعتماد شعار واحد وهو الرب واحد للجميع والأرض لجميع ساكنيها , وبذلك يزول الطمع وحب التسلُّط والظلم وقد تكون هي اكثر دولة عدلا ومساواة واستغلالا لثرواتها في الكون خاصّة ان جميع الأديان تحضُّ على الخير والحب والسلام والمساواة .
وقد يقول قائل وكيف تحقيق النقطة الأولى وهي التخلص من الصهيونية ومن هم على شاكلتها وإبعادها عن التدخل في سياسة المنطقة وهذا لا يتم إلاّ بوقفة شعبيّة موحدة تُبرز المتديِّنين المعتدلين لتولي مناصب الحكم وإيمان الشعبين انهم سيحصلون على دولة هي الأقوى علما وقوّة وإيمانا وإقتصادا وتراثا عندها سيكون هناك بصيصا من الأمل وتُفتح طاقة للتغيير , قد تكون هي احلام لا فلسطينيّة فقط .
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}صدق الله العظيم
قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)صدق الله العظيم
اللهم الهمنا الصلاح والرشاد واحفظ الوطن ارضا وشعبا وقيادة من اي مكروه .
احمد محمود سعيد
البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة
ambanr@hotmail.com