قد يكون هذا الحال مع السيّد الأمريكي حتى باض بيضته السوداء في بيته الأبيض يوم الأربعاء السادس من الشهر الأخير من عام 2017ولم يكن هناك خيرا بين العرب والإدارة الأمريكيّة بعد ذلك التاريخ .
كذلك لا نرى الخير الكثير بين بعض الدول العربيّة وبعضها الآخر لأسباب عدّة فحتّى وإن اختلفت مصالح العرب إلاّ أن أمريكا وإسرائيل وإيران هي السبب الرئيس حيث يتبيّن ان هذه الدول الثلاث بشكل رئيسي سحبت كل الخير الموجود خاصّة إذا اضفنا لها روسيا وتركيّا وهكذا تكون الدول الخمسة قد إمتصت كل الخير من أيدي العرب وارضهم ومياههم واموالهم وسيادتهم .
وهكذا فالحال لا مع سيدي الأمريكي بخير ولا مع ستّي روسيا بخير خاصّة إذا فكّرت هذه الدول وبالأخص إسرائيل بضرورة شن حرب تكتيكيّة او إستراتيجيّة او حتّى إستعراضيّة لتُثبت للعالم العربي والغربي سيادتها للمنطقة اوّلا وثمّ لتثبت حكومتها اليمينيّة المتطرِّفة امام شعبها انها الأفضل لها والأقوى للدفاع عنها وطبعا سيدفع تكاليف تلك الحرب البشريّة والماليّة دول الإقليم خاصّة العربيّة منها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج العربي وقد تتعهد إسرائيل وامريكا وروسيا بالتخطيط المُحكم لهكذا حرب ويقوم بها الدول المقصودة بعينها عربيّة وإسلاميّة وليس عن طريق الوكلاء وقد تُفضي مثل هذه الحرب إن حصلت على تحقيق صفقة القرن كما تريدها إسرائيل وتدعمها الولايات المتحدة الأمريكيّة ولا تمانع فيها روسيا وتركيا وايران كما تؤدّي إلى تقسيم الوطن العربي كما إتفقت عليه الدول الكبرى منذ عدّة عقود وبالتالي تشكيل التحالفات والأحلاف التي تستمرُّ لسنين طويلة قادمة قد لا تقل عن عمر إتفاقية سايكس بيكو التي دامت مائة عام .
والأجانب خاصّة الغرب ليسوا مثلنا نحن العرب لا نخطط لأبعد من أنوفنا ولوجود أهداف منظورة ومتبلورة لمدّة مائة عام قادمة تبدأ من نموّْ نسب السكّان بالزيادة او النقصان وكذلك خصوبة المرأة في عمرالشباب وما يتناسب مع نسب البطالة والمتعلمين واصحاب درجات التعليم العالي ونسب وفيات الرضّع والنساء الحوامل عند الولادة ونسب الأطباء والممرضين وغيرهم لكل الف مواطن وغيرها من الإحصاءات المتوقّعة لكل عدد من السنين مثلا لكل 25 عاما وبناء الخطط التنمويّة بناء عليها وإعداد خطط التنمية المتكاملة والشاملة لتخطيط المدن والتجمعات السكنيّة بناء عليه واستنتاج الحاجة الفعليّة للمؤسسات التعليميّة والمستشفيات والمراكز الصحيّة والشبابيّة والحدائق والمناطق الخضراء والمحميّات الطبيعيّة وغير ذلك من الحاجة للطاقة المتجدِّدة والمياه النظيفة للشرب والطرق الزراعيّة والطرق الرئيسة والمواصلات والإتصالات والخطط التنمويّة الصناعيّة والزراعيّة والعسكريّة وغيرها .
وكان من واجب الخبراء العرب ومن خلال جامعة الدول العربيّة المباشرة بإعداد الخطط التنمويّة بدءا من خطط الإعمار للمناطق التي دمّرتها الحروب او الإستعداد لإعمار ما تبقّى من هدم ودمارلم تنته منه الدول الكبرى لا سمح الله .
حتى الآن لم يفهم العرب او لا يريدون ان يفهموا انهم فرادى لا يمكن ان يحقِّقوا أي مكاسب فرديّة او جماعيّة وانهم إذا توحدوا وتجمعوا يمكن ان يحقِّقوا بعض المكاسب الجماعيّة وبالتالي تعود على الفرد العربي بفوائد كثيرة وتلك هي دروس وحِكم تعلمناها ونحن اطفال ونعلمها لأطفالنا الآن ولكننا ما زلنا نعلمهم ما قال معن بن زائدة
كونوا جميعاً يابني إذا اعترى *** خطب ولا تتفرقوا آحـــادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً *** وإذا افترقن تكسرت أفرادا
ونحن لا نعمل بذلك ابدا بل نعمل في احايين كثيرة عكس تلك الحكمة منحجِّجين باختلاف المذاهب والمصالح والأهداف الضيِّقة والحاجات الآنيّة وحقيقة انها تنبع احيانا من مزاج الحكام والمسؤولين ممّا يعود على الشعوب بالوبال والدمار .
وحيث ان الله لا يُغيِّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم واننا كعرب في هذا الزمان لا ننوي وليس لدينا الإستعداد لتغيير ما بانفسنا من احقاد وضغائن وحسد تجاه بعضنا البعض في حين ان الغرب لديهم خططا ديناميكيّة حسب ظرف الحال ومتغيرات المجتمعات مع الحفاظ على الثوابت من الأهداف المرسومة في خططهم منذ عشرات السنين فيكتب الله لهم النصر والفوز والتقدم نظرا لصدقهم وصدق نواياهم وعدالتهم تجاه شعوبهم وتكون دولهم مع سيدهم وهم الشعب بخير ومع ستُّهم وهي العدالة بخير .
ألهمنا الرشاد والصلاح وسداد الرأي لتكون العدالة منهجنا والمساواة سلوكنا لبناء مجتمعاتنا الديموقراطيّة المتصالحة مع نفسها .
احمد محمود سعيد
البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة
ambanr@hotmail.com