على عقود مضت فرضت شركة جت الاردنية لنفسها الاحترام والتقدير من قبل كل المتعاملين والمستخدمين، فمن شمال الوطن لجنوبه ومن داخل الوطن لخارجه خدمت هذه الشركة المواطنين والمسافرين بطريقة لائقة ومحترمة عبر اسطول من الحافلات التزمت فيه بالوقت والخدمة المميزة والالتزام، ولعلها كادت في وقت من الاوقات ان تكون الشركة الوحيدة التي تتميز بما يبحث عنه كل مسافر لعمله او لرحلة سياحة او استجمام او غيره.
لاتربطني اية علاقة باي شخص بالشركة وليس لي أي مصلحة تجارية او نفعية معها وانما كلمة حق اعبر فيها عن ضمير جل لا بل معظم المسافرين عبر اسطول الشركة المميز، حيث ان مواعيد انطلاق الرحلات ووقت وصولها محدد كما هو في شركات الطيران وهذه ميزة تجعل من سائقي هذه الحافلات على درجة عالية من الانضباط والالتزام بالوقت والسرعة والمسير.
ولعل ماجرى يوم امس مع احد هذه الحافلات التابعة للشركة وايقاف سائقها ومخالفته وتوقيفه ان صح الامر لمثير للدهشة والتساؤل، وهنا لاننفي ان قائد المركبة بشر يخطيء ويصيب، وانما ما يثير الاستغراب والشعور بتجاوز القانون والقفز فوقه هو سبب التوقيف والمخالفة، لابل معاقبة السائق، فهل القانون الذي نحترم ونجل والموشح بامضاء وارادة سيد البلاد يسمح لاي كان في تجاوزه والقفز فوقه واساءة استخدامه، واستغلال المنصب في أي موقع كان ولاي كان بالتجبر والاستقواء به؟
وفي صورة لمخالفة السائق نجدها موشحة بعبارة ( بأمر من مدير الامن العام) وهنا نتوقف عند هذا الامر وشخوصه الين نحترم ونقدر دورهم في حفظ الامن والامان، وكم تمنينا ان لاتكون هذه العبارة موحودة على المخالفة، لانها ربما ستؤخذ على غير معناها، او قصدها، فمدير الامن العام لن يأمر الا بما هو يتفق ويتوافق مع كل مايصله من الميدان، ولنا ان نسأل : هل لاي مواطن ان يتواصل بسرعة البرق مع عطوفة مدير الامن العام والشكوى على سائق مخمور او متهور من المتهورين بالفعل ويتم ايقاف هذا السائق ومخالفته وتوشيح المخالفة بما وشحت به مخالفة سائق الحافلة التابعة لشركة جت؟؟.
الاجابة في مرمى كل من يقوم على تنفيذ القانون وتطبيقه، فكم من قائد مركبة تمت مخالفته ظلما وجورا وحاول الشكوى ولكن كان صدى صوته هو الجواب لكل شكواه، وهل هناك قيس ويمن في الوطن؟.
في اللقاء الاخير لصاحب الجلالة الملك المفدى مع طلبة الجامعة الاردنية اشار جلالته الى هذا التجاوز والاستهتار بالقانون حيث ذكر مانصه ان هناك من يقول لمن يطبق القانون : انت تعرف مين أنا؟، وهذا هو مايحصل كل يوم في الوطن الذي عانى ويعاني وسيقى من مثل هؤلاء الذين استقووا بمناصبهم ومواقعهم، وهم عبء على الوطن وعلى سيد الوطن وقائده ، وهم ومن يشد على ايديهم من يوقف عجلة نقاء ونماء الوطن سيره للامام.
حمى الله وطننا وقائدنا وابعد عنا شرور الفاسدين والمفسدين والمتسلقين والمستقوين بمواقع ومناصب الوطن.
د. عبدالناصر العكايله/ استاذ الاحصاء التحليلي المساعد