أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة إضاءه على المشهد في الاردن جدل الجوع والامان

إضاءه على المشهد في الاردن جدل الجوع والامان

13-02-2018 06:11 PM

نُعايشُ في الأردن ، خرافاتٍ كثيرةٍ لآكلي بيضِ الوطنِ وقِشْرِه . يخلطونَ حربَ الارهابِ الدولي على من حولنا ، بالتآمرِ على مقوِّماتِ العيشِ الكريمِ لِمُواطِنِنا . يُحاولون رغم المفارقات العجيبة ، توظيفَ ما يجري هناك من جرائمَ ، كفزَّاعاتٍ تؤيدهم ، وتردع الناس عن التوجع مما هم فيه ، حتى لو غلبهم إحباطهم .
الأمنُ والأمانُ ، مسائلَ هُلاميةٍ مثيرة للإهتمام ، والجوع وقائع لها أنياب ومخالب مثيرة للخوف . الأمن والأمان ، أبعادٌ لا يمكن الإجابة عليها في الواقع ، بشكل قطعي الثبوت ولا الدلالات . فيضطر الجميع إلى تركها مسائل معلقة ، يتكئ عليها كل من هب ودب . ويتخذ منها أكلةُ الجبنة ، نقطةَ إنطلاق لكسب مواطئ لأقدامهم وأقدام توابعهم .
في ظل تداعي الأمنِ والأمان من حولنا ، لن أحاجِجَ الدقةَ أو ألموضوعيةِ في توظيفِ ، حاجة الناس للأمن كفزاعة . بل سأذكِّرُمن يهمهم الأمر ، بالنهج الرباني الحكيم ، الذي قدم ألجوع على الأمن ، وهو يُذَكِّرُ خَلْقَهْ بفضله عليهم ( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) . لا أمن ولا أمان يا سادة مع الجوع .
لَمَمُ أكلة البيض بقشره ، مُعَشْعِشون في جُلِّ المفاصل السيادية للوطن . ولا يهمهم من الأمن والأمان كضرورة حياتية ، إلا توظيفه كفزاعةٍ تُمَكنهم من إبتكار مُواطنٍ جديد ، بمواصفاتٍ روبوتيةٍ مُسبقةِ البَرمجة ، تخدم مصالحهم الضيقة ، لا مصالح الوطن والدولة الراشدة .
من أجل هذا التدليس الشيطاني ، يُغرِقونَ الناس بضرورات الصبر الجميل . ويعيدون تعريف الأمن والأمان على هواهم ، دون الإلتفات للقدسية الأخلاقية لهما والتمسك بها .
في الأثناء ، تتلقى هذه الدعاوى ، نقدا وسخرية ، من قِبل الجوعى والقاطنين في جيوب ألفقر ومن حولها . ألمطلوب منهم المبادلة او المفاضلة ، بين حقائق جوعهم وخرافات أمنهم فحسب .
لِمَن يُنْصِتُ بِشرفٍ وموضوعيةٍ لنبضِ أهله ، أقول ما تؤكدهُ علوم السياسة والحكم وتجارب التاريخ ، في فنون قيادة الناس : أن الأمن والأمان حقا جميلان . ولكنهما متزوجان بالعيش الكريم . والعيش الكريم متزوج بإشباع الإحتياجات المادية وغير المادية للناس . وأولها بالطبع الخبز يا ساده .
من حقكم أن تتوجسوا من تحرك الشوارع . فكرامة الناس تشدهم لكل أنواع الخروج . ما قد يحصل لن يكون مُستغرباً . ألنقصُ الحادُّ في تأمين ألإحتياجات ألمادية للناس ، دافعٌ مُبَرِّرٌ لمواجهتكم ، لا للإستيلاء على سلطةٍ أو معاداةِ نظام .
لا تُصدقوا الفكرة الساذجة القائلة : أن الناس لو جاعت ، ستتبع ذليلة كالكلاب . إنها نصيحةٌ مسمومةٌ للسحيجة ، يدحضها العلم والحكمة الحصيفة والتاريخ أيضا . فالكلب الجائع قد يعض صاحبه ، او يتبع كل من يلولح له ، بخبز حتى لو كان الخبز يابسا .
لن يتمكن أي من العجزة المقعدين في مقدمات المسارح العامة والخاصة ، من توقع ، أن ينجح الجوعى يوما ما ، بالقوة أو بالإتفاق ، في التخلص من أكلة البسكويت والجبنة والبيض .
وفي الآونة الأخيرة ، وبعد سنواتٍ من الإنكار، قَبِل المؤرخون ، بأن الجوعى ، بعد أن يستوعبوا الدروس جيدا ، يفكرون وبجدية ، في إقتلاع وتهجير من على المسارح ، ولو بشكل فوضوي .
ليس هذا مجرد قراءة في فناجين الوطن ، ولكنه إدانة ذات إلتزامات سياسية وقانونية وأخلاقية بعيدة المدى . أقول في ظلها : من المهم أن نتذكر إشارات من استوعبوا الدرس جيدا من الجياع ، فليس كل الجياع جهلة أو غير مُبالين بجوعهم . وحتى إن وُجِدت أقلية غير مبالية ، إلا أن من يشعرون بوجودها ، يثبتون أن هناك بعض الجوعى على الأقل ، ليسوا صُمّا عن صرخات أمعاءهم والأضرار التي تلحق بكراماتهم . بل يؤمنون أنه لم يعد بإستطاعةِ الهراوة أو السلاح وحده ، أن يوفر الأمن والأمان الحق ، بل تضافر القوى الناعمة والعميقة الرشيدة ، وإلإرادة الحرة للناس . وهذا عمل شاق بلا شك ، إلا على من كانت قلوبهم بالفعل ، على الوطن .
الأردن – 13/2/2018





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع