زاد الاردن الاخباري -
سجلت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة مؤخرا 23 طائرا مائيا في الأردن، تعتمد بيئيا وعلى نحو رئيس على المناطق الرطبة.
وبالرغم من أن الأردن تغطيه الأراضي الجافة بنسبة عالية، إلا أن هذه الطيور المائية التي سوادها الأعظم مهاجر، تستخدم المناطق الرطبة القليلة فيها، كمحطات للاستراحة والتغذية، لتتمكن من إكمال هجرتها الطويلة.
وفى إطار الحفاظ على الطيور المائية في الأردن، أجرت الجمعية دراسة حول تعدادها وتحديد توزيعها، وربطها بعملية الصيد وتوافر المياه في جميع المناطق الرطبة.
وقال باحث دراسات الطيور في قسم الأبحاث والدراسات التابع للجمعية طارق قنعير إن "الدراسة تسعى لتقييم أهمية مناطق تواجد المياه للطيور المعرضة للصيد على المستوى الوطني، سواء في مناطق الصيد، أم في المناطق الممنوع فيها الصيد".
كما تهدف إلى تحديد أوضاع الطيور المعرضة للصيد في المملكة، وبذلك أصبحت إحصاءات الطيور الأردنية جزءا رئيسا من عملية تحديد أوضاع الطيور المائية على المستوى العالمي، بحيث دخلت في قوائم الإحصاءات العالمية.
كما تم تسجيل عدد من الطيور ولأول مرة في الأردن عن طريق دراسات إحصاءات الطيور الوطنية، من بينها طائر الكراكي الأبيض السيبيري، وهو أحد الأنواع المهددة دوليا، وفق قنعير.
وأظهرت الدراسة أهمية القيعان الصحراوية الموسمية للطيور المائية، حيث إن مجموعها في قاع الأزرق خلال موسم واحد يصل إلى نحو النصف من مجموع ما يسجل في المملكة كلها من طيور مهاجرة خلال الموسم نفسه.
ولوحظ وفق قنعير، أن شهر كانون الثاني (يناير) هو أهم الأشهر من هذه الناحية، وسجل فيه نحو 30 % من المجموع الكلي للطيور المائية المسجلة.
وأظهرت الدراسة وجود انخفاض مستمر في أعداد الطيور المائية في الصحراء الشرقية، بسبب دورة الجفاف التي تسود المنطقة، وتدمير الموائل، والاستنزاف الجائر للمياه من قيعان المياه الصحراوية.
وبرزت في مواسم الجفاف، أهمية محطة العقبة لمعالجة المياه العادمة، حيث كان يسجل فيها نحو 55 % من عدد الطيور الكلي خلال موسم الجفاف.
ويضم الأردن بعض أهم محطات الهجرة للطيور المائية، وبخاصة قاع الأزرق والعقبة، وتعد حماية هذه المواقع، بما فيها من طيور مائية من أهم الأهداف التي تسعى الجمعية للوصول إليها للحفاظ على الطبيعة وجمالها، وفق قنعير.
كما أن حماية هذه المواقع تشجع التعاون الدولي والجهود الدولية المبذولة للحفاظ على هذه الطيور الفريدة وموائلها، إذ إن حماية الطيور المهاجرة، لا تتم إلا عن طريق حماية ممرات هجرتها التي تقع أهمها في الأردن.
ولا تتضمن الطيور المائية المسجلة نظيرتها من الطيور البحرية، التي لا تتواجد قريبا من اليابسة إلا في مواسم التكاثر. وعموما بلغ عدد الطيور المسجلة في الأردن 424 نوعا، منها 142 نوعا مائيا.
ونظمت الجمعية العالمية للمناطق الرطبة عام 1967 التعداد العالمي للطيور المائية، الذي يهدف إلى المساهمة في جهود حماية الطيور المائية وموائلها من المناطق الرطبة.
ويعتبر الأردن الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تقوم بتعداد الطيور سنويا بانتظام، إذ بدأت الدراسات المنظمة لتعدادات الطيور المائية في المملكة عام 2000، بعدما قررت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة إجراء دراسة شاملة لطيور الصيد المائية، وتحديدا لأنواع البط المختلفة بين شهري تشرين الأول (أكتوبر) وآذار (مارس) سنوياً.
ولهذه الغاية اختير 21 موقعا في الأردن، تتضمن جميع السدود في غور الأردن والصحراء، إلى جانب محطات تنقية كبيرة وقيعان صحراوية، تحتوي على المياه.
وحاليا فإن الجمعية، تشارك العالم بهذا التعداد، إذ إنه يُجرى مرة واحدة كل عام في الأسبوع الثاني من شهر كانون الثاني (يناير) وهو التاريخ المتفق عليه عالميا، بحيث إن كل العالم يقوم بالتعداد في التاريخ نفسه.
الغد