بعد 39 عاما من قيام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يظهر واضحا بأن الشعب الايراني لم يعد يرحب بهذا النظام و يرغب بإستمرار حکمه حيث أعلن من خلال إنتفاضة 2018، إنتهاء فترة التجاکل و عدم الاکتراث به، لکن الملفت للنظر و خلال إحتفاليات إقامة هذا النظام في الاحد المنصرم، إختفاء المرشد الاعلى للنظام وعدم ظهوره فيها الى جانب أن الکلمة التي ألقاها الرئيس روحاني، تضمنت إعلانا ضمنيا صريحا بفشل النظام و وصوله الى طريق مسدود عندما طلب العودة الى الشعب و الاستفاء للخروج مما وصفه بالمأزق!
لم يدر في خلد أحد بأن الثورة الايرانية التي أطاحت بنظام الشاه في 11 شباط 1979، سينتهي أمرها الى يد حفنة من رجال الدين المتشددين ليقوموا بعزل الشعب الايراني و جعله في قفص حديدي أسوء بکثير من قفص نظام الشاه، ولم يکن هناك من أحد يتصور بأن الفرحة التي عمت سائر أرجاء إيران عند إسقاط الشاه ستنقلب الى کئابة و يأس و قنوط کما هو الحال الان، بل وإن الشعوب العربية و الاسلامية التي رحبت بسقوط الشاه و التغيير الکبير الذي حدث في إيران، لم تعلم بأنها تحلم بيوم سقوط و تغيير هذا النظام أکثر بکثير من حلمها بسقوط و تغيير نظام الشاه.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي وجه الشعب الايراني له صفعتين قاسيتين في عامي 2009 و 2018، واللتين قد وجهتا بشکل مباشر لأصل و أساس و رکيزة النظام أي المرشد الاعلى خامنئي، أصيب بما يمکن وصفه بالترنح غير العادي الذي يشبه ترنح الملاکم الذي تلقى وابلا من اللکمات العنيفة و صار الجمهور ينتظرون سقوطه في أية لحظة، وکيف لا؟ وقد خرج المرشد الاعلى للنظام بعد ثلاثة عشر يوما من الصمت القاتل على أثر إنتفاضة 2018، ليعلن بأن منظمة مجاهدي خلق کانت وراء الانتفاضة وهي من قادتها، وهذا بعد أن ظل قادة النظام يؤکدون طوال العقود الماضية من إن منظمة مجاهدي خلق لم يعد لها من دور و وجود في داخل إيران، فماذا يعني ذلك؟ خصوصا عندما وصفوا المنظمة بعدوة الثورة و مصطلح المنافقين، فکيف يخرج أهالي 142 مدينة إيرانية خلف عدوة الثورة؟ والى أي مدى قد وصل مستوى کراهية الشعب للنظام!
بعد وصول نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى ماقد وصفه روحاني بالمأزق وهو مأزق بحق و حقيقة حيث إنعدمت کافة خيارات النظام للخروج من محنته العويصة هذه، فإننا نلفت النظر الى إن هناك تهمة تلاحق هذا النظام عموما و رجال الدين المتشددين خصوصا بشأن مصادرة الثورة و حرفها عن مسارها الصحيح و جعلها مجرد ظاهرة دينية سلبية أذاقت الشعب الايراني و شعوب المنطقة الويلات التي ليست بعدها من ويلات، ولذلك فإن سقوط هذا النظام يعني عودة الثورة الى أبنائها و الى مسارها الصحيح ذلك إن کل العيوب و المآخذ و الاخطاء هي لهذا النظام و ليست للثورة الايرانية!