لست معنياً بالفكر الشبحي العميق اوالتوجهات لتنظيم الاخوان كمنظومة حزبية عالمية والتي للاسف بعضاً من نخبها فضلاً عن كثيراً من قواعد هذا التنظيم في مختلف البلدان العربية والاسلامية يجهلون آلية عمله بالضبط ولم يلتحقوا بركبه الا من باب نشر الاسلام وتوحيد جهود المسلمين .. العواطف غلبت على امرهم في هذا التوجه حتى ان بعض الاخوة عندنا بالاردن قد فهم متأخرا وبعد خدمة 50 عام في ظل هذا التنظيم وهذه المنظومة وراى انها لا تخدم المصالح العليا لوطنه الام فحصلت الانشقاقات بالصفوف ... ومن الحديث عن الجماعة وتارة على الجمعية واخرى عن مبادرة زمزم لتصبح الاخيرة حزباً ..الخ
لكن انا معني كمواطن اهتم بشؤون وطني بما حدث في مجلس النواب موخراً من التصويت على منح او حجب الثقة عن حكومة دولة هاني الملقي بمذكرة تبنتها كتلة الاصلاح التي تنتمي الى التنظيم الاخواني لان القرارات الناتجة عن هذا المجلس تمسني كما تمس كل انسان اردني .
ايضاً انا هنا لا اتحدث عن شخوص فالكل عندي محترم ووطني ( استوعب الامر ام جهله ) الا اذا اصر المقابل على غير ذلك عندها لكل مقام مقال ولكل حادثة بيان.
اقول :
ان من اخطاء هذا التنظيم المحورية انه لا يراعي خصوصية كل بلد وانه يعمل بالاجمال ولا يراعي الكلف الاجتماعية التي قد تحدث بالوطن والتي قد تكون في بعض المراحل اخطر من الكلف السياسية والاقتصادية ..وكلنا يذكر حادثة الغاز المصري الذي تم قطعه عن الاردن ابان الحكم الاخواني لمصر _ اعتقد ولا اتهم _ ان وفد الاخوان الذي ذهب من الاردن لتقديم التهنئة انذاك للرئيس مرسي له يد فيها وكل ذلك كان له كلف اقتصادية هائلة واجتماعية خطيرة ما زلنا نعاني من اثارها .
اليوم ارى نفس النهج من هذا التنظيم نهج عدم النظر للمصلحة الوطنية للدولة الاردنية وخاصة عندما قدم مذكرة طرح الثقة وماذا كان المقصود من طرحها علما انهم قالوا انهم جمعوا لها بالضبط 50 صوتا وهذا الذي حصل حسبوها بالصوت كما قالوا وتغيب عنها احدهم الاستاذ الوحش -نسئل الله له العافية- اذاً هم يعلمون انها فاشلة بداية فكيف يدخل النائب او الكتلة التي تريد مصلحة الوطن والتي هي عين تمتين جبهته الداخلية ورص الصفوف ..اخطرمرحلة ما بين النواب والحكومة الا وهي جلسةا الثقة من عدمها كيف يدخلون بعدما حسبوا الحسابات الدقيقة بالصوت وهم يعلمون علم اليقين انها فاشلة !
ما هو المقصود من ذلك؟
لا جواب الا انهم يريدون تعرية النواب الاخرين الذين اعطوا الثقة وهي رسالة ايضاً للقواعد والشعب اننا عملنا ما علينا كنواب ومارسنا حقنا الدستوري وقد فشلنا فما على الشارع الا اجابة هولاء النواب المانحين وهذه الحكومة المتغولة وهو ما يسمى تأزيم الوضع والشارع الاردني.. وما هكذا تورد الابل ابداً.
انا اعلم ولا اوافق بتاتاً على كثير من القرارات الحكومية الاقتصادية وكتبنا وقلنا كثيراً ان الغطس يكون بالماء وليس بجيب المواطن ..
لكن كمجلس ونواب وتشريع ومراقبة ... نحن لا نريد للمجلس ونوابه المحترمين ان يتعاملوا مع القضايا بهذه الطريقة من باب مصلحة التنظيم والحزب للنواب الحزبين او من باب المصلحة الشخصية للنواب المستقلين .
نريد خضاً ينتج زبداً للوطن وابنائه .
لان الجميع بمركب واحد والقبطان واحد والبحر هائج غير هادئ منذ سنوات ولا يوجد ما يبشر انه سيهدأ .
فالامر يحتاج منا جميعاً الى التروي والمناصحة والتشاركية عند اتخاذ القرار الوطني ونبذ الفكر المصلحي الحزبي والشخصي كل ذلك للوصول بالقارب الى بر الامان وباقل التكاليف.