زاد الاردن الاخباري -
وصف رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، قرار الإدارة الأميركية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، في يوم ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني القريب، 14 أيار (مايو)، على أنه "حدث عظيم"، فيما تتزايد المؤشرات، على أن اليمين الاستيطاني الصهيوني، قد ضغط للاستعجال في نقل السفارة، خلافا لتصريحات رسمية أميركية، كانت تتحدث عن نقلها حتى نهاية العام المقبل 2019.
وقال نتنياهو في بيان مقتضب صدر عن مكتبه، ردا على القرار الأميركي، إن هذه لحظة عظيمة بالنسبة لدولة إسرائيل. قرار الرئيس ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس في يوم الاستقلال القادم يجعل هذه الاحتفالات حتى أكثر سعادة. شكرا لكم، الرئيس ترامب، على قيادتكم. شكرا على صداقتكم المتينة".
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن نقل السفارة سيتم على ثلاثة مراحل، في المرحلة الأولى تنقل السفارة إلى مبنى حديث في شارع دافيد بلوسر 14، في حي ارنونا في القدس، والذي تستخدمه اليوم الدائرة القنصلية، في القنصلية الأميركية العامة في القدس. وسينتقل الى هناك السفير دافيد فريدمان وفريق مقلص من السفارة. وبالتوازي سيواصل المكان منح خدمات التأشيرة للإسرائيليين والفلسطينيين من القدس. وفي المرحلة الثانية سيتم توسيع المبنى، وفي المرحلة الثالثة يقام مبنى دائم.
ويذكر أن السفير الأميركي الحالي في تل أبيب ديفيد فريدمان، هو من أشد المتطرفين في اليمين الاستيطاني، فهو يهودي متدين، داعم للاستيطان، ومنذ قرار تعيينه، قيل في إسرائيل، إنه سيسكن في القدس، رغم أن مقر السفارة في تل أبيب. على مدى العام الأخير، أكثر فريدمان، من التصريحات الحربية المتطرفة، الداعمة للاحتلال، وآخرها في الأسبوع الماضي، حينما قال زاعما، "إن اخلاء مستوطنات سيقود إلى حرب أهلية في إسرائيل".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن "الاحتفال بقص الشريط"، سيكون 14 أيار (مايو)، وهو اليوم الذي أعلنت فيه الحركة الصهيونية عن قيام كيانها، وفي ذات اليوم أعلن الرئيس الأميركي ترومان، اعترافه بالكيان الإسرائيلي. وحسب الصحيفة، فإن نتنياهو سيشارك في ذلك الحفل، ولم تستبعد صول ترامب شخصيا للمشاركة في الاحتفال. علما أن إسرائيل تحيي ذكرى قيامها، بحسب التقويم العبري، القمري المتغير، ويتقبل كل ثلاث سنوات، من أواخر نيسان (أبريل) وحتى منتصف أيار (مايو).
وحسب الصحافة الأميركية، وما نقلته الصحافة الإسرائيلية أمس، فإن الثري الأميركي اليهودي العنصري المتطرف شلدون إدلسون (84 عاما)، صاحب أكبر شبكة قمار في العالم، عرض على الإدارة الأميركية تمويل نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وأن وزارة الخارجية الأميركية تفحص الأمر من ناحية قانونية أميركية.
وإدلسون، هو من أبرز المتبرعين للجناح المتطرف في الحزب الجمهوري الأميركي، إن لم يكن أكبر المتبرعين، كما حصل في انتخابات 2012. وفي انتخابات 2016، ساهم بعشرات ملايين الدولارات على حملة دونالد ترامب. وحسب صحف إسرائيلية، فإنه في دائرة المشاورات في محيط ترامب في هذه المرحلة.
وتتعزز التقديرات بأن قوى اليمين الاستيطاني الصهيوني، في محيط ترامب، هي من ضغطت للاسراع في نقل السفارة، ومن مؤشراتها هو تحرك ادلسون، وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، "عمليا تعد هذه الخطوة رمزية فقط، واساس النشاط سيستمر في مبنى السفارة الأميركية في تل أبيب الذي لن يغلق.
الغد