من الطبيعي جدا أن تکون هناك مصالح مشترکة بين الدول وأن تکون هناك مقومات و مرتکزات تجمع بينها من أجل جعل العلاقة تخدم الخط العام للمصالح العليا للدول، لکن هذه المصالح لاتسمح و لاتعني بالضرورة تحريف الحقائق أو تزويرها و تحريفها عن مسارها و سياقها الصحيح، وإن التمعن في العلاقة القائمة بين النظام السوري و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، نجد الکثير من الملاحظات السلبية التي تؤکد على عدم"صحة" العلاقة و کونها تسير بإتجاه و سياق لايخدم المصالح العليا للشعبين عموما و الشعب السوري خصوصا.
عندما يبادر المرشد الاعلى للنظام الايراني بوصف الديکتاتور السوري الموغل في إرتکاب الجرائم و المجازر بحق شعبه، على إنه"المناضل و المقاوم الکبير"، و يستطرد بأن"الأسد مناضل ومقاوم كبير، ظل رابط الجأش ثابت القدم، وهو أمر مهم جدا لأي شعب"، فإن هذا الکلام يثير الکثير من القرف و الاشمئزاز في الشارعين العربي و الاسلامي خصوصا وفي العالم عموما، ذلك إن عدو الديکتاتور الاسد و نظامه المعني في کلام المرشد الاعلى هو الشعب السوري على وجه التحديد، وهذا الکلام يعني تبرير و تسويغ جرائم الاسد و نظامه بحق الشعب السوري و بالتالي رفض الثورة السورية و رفض تطلعات الشعب السوري للحرية و الديمقراطية.
کلام المرشد الاعلى و مختلف التصريحات و المواقف الاخرى الصادرة من جانب القادة و المسؤولين الايرانيين، تشدد على إن العلاقة مع النظام السوري هي علاقة متميزة و نوعية تمنحها طهران الاولوية خصوصا بعدما کلف التدخل الايراني طهران الکثير من الجهد و المال وأثر على أوضاعها الداخلية کثيرا الى الحد الذي کانت احدى الشعارات الرئيسية التي تم رفعها في الانتفاضة الاخيرة للشعب الايراني، هي رفض التدخلات في بلدان المنطقة ولاسيما في سوريا التي أرهقت کاهل الشعب الايراني الى أبعد حد و وصلت الى حد مضايقته في مائدة طعامه!
أن يغدق المرشد الاعلى للنظام الايراني على رئيس النظام السوري الصفات و الالقاب"الثورية" و غيرها، فيجب أن نعلم بأنه وفي الجانب الآخر نجد سيلا من المديح و التملق الاستثنائي من جانب بشار الاسد و المسؤولين السوريين الآخرين والتي تمجد النظام الايراني و تعتبره"نصير المقاومة" و"الحرية"!! وبطبيعة الحال فإن کل مايصدر من قادة و مسؤولي النظامين بحق بعضهما البعض، إنما هو مجرد کلمات و أوصاف فارغة لايمکن أبدا أن تتطابق مع الحقيقة و الواقع، وإن الطرفين متشابهان تماما من حيث معاداتهما لشعبيهما وکونهما يمثلان خطرا و تهديدا على أمن و إستقرار المنطقة و العالم!