يعتبر موضوع التغيير السياسي في إيران واحدا من المواضيع بالغة الاهمية خصوصا بعد تعاظم الدور السلبي للنظام القائم في إيران منذ 39 عاما، والذي تجاوز ليس الحدود الايرانية فقط وانما حدود منطقة الشرق الاوسط بحالها بحيث جعل من قضية التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة، قضية تمس السلام و الامن و الاستقرار على المستوى الدولي، ولهذا فإنه وفي الوقت يطالب فيه الشعب الايراني و بإلحاح بتغيير النظام ، فإننا يجب أن نعلم بأن بلدان المنطقة و العالم تتوق لإجراء تغيير سياسي في إيران يتم بموجبه وضع حد للتدخلات هذه.
السؤال هو: هل التغيير السياسي ممکن في إيران في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ من صدق ذلك فإنه لايعلم شيئا عن أسس و مبادئ نظام ولاية الفقيه، فهذا النظام يکاد أن يشبه النسبة الثابتة فهو لايقبل أي تغيير مهما کان شکله و نوعه و حجمه و يؤمن بأمر واحد وهو وجوب أن تتکيف و تتأقلم کل الامور مع توجهاته وليس العکس!
الرهان الدولي على مزاعم الاعتدال و الاصلاح التي يحمل لوائها جناح في النظام القائم في إيران، أثبتت الايام خيبته و عدم جدواه خصوصا وإن أدعياء الاصلاح و الاعتدال الذين حکموا\"ويحکمون الان\" إيران، لم يخطوا ولو خطوة واحدة بذلك الاتجاه وانما ظلت مزاعمهم مجرد ألفاظ و کلمات رنانة لاتجد لها من سبيل على أرض الواقع.
الشعب الايراني الذي تم خداعه لفترة من الزمن بشعارات الاصلاح و الاعتدال و إيهامه بتحسين أوضاعه المعيشية\"کما هو الامر مع الرئيس الحالي روحاني\"، حزم هو الاخر أمره تماما ضد هذه المزاعم عندما أعلن في إنتفاضته الاخيرة رفضه القاطع ليس للتيار المتشدد و الذي جسده في شعار الموت للديکتاتور، وانما للتيار الآخر الذي يزعم الاصلاح و الاعتدال بقيادة روحاني، ومعنى ذلك إن الشعب بدأ يطالب و بجدية بالغة بتغيير هذا النظام، ولکن وکما أکدنا فإن هذا النظام لايقبل أي تغيير حتى ولو کان طفيفا بسبب من تکوينه الفکري المتطرف، ولذلك فإنه ليس أمام الشعب الايراني من خيار سوى إسقاط النظام، لأنه الحل الوحيد الممکن في هکذا حالات و الذي تکفله القاونين و الانظمة المرعية الدولية و کذلك لائحة حقوق الانسان
إذا کان طرح موضوع التغيير قبل عقدين في إيران أمرا غير ممکنا لکنه اليوم و بعد إنتفاضة 28، کانون الاول صار ممکنا لأن کل الاوضاع و الظروف و التطورات الداخلية و الاقليمية و الدولية تدعو لذلك و تجعله أمرا ممکنا خصوصا بعد أن صار الشعب منفتحا على منظمة مجاهدي خلق و متقبلا لشعاراتها الاساسية وفي مقدمتها شعار إسقاط النظام، والاهم من ذلك أن أوضاع النظام من مختلف النواحي تجعل من إمکانية إسقاطه إحتمال قائم.