زاد الاردن الاخباري -
بعد ست سنوات أقامت خلالها في معقلها الأساسي قرب دمشق، تتعرض الفصائل المعارضة لنكسة في الغوطة الشرقية، معقلها الاساسي قرب دمشق، مع استكمال خروج مقاتلين من مدينة حرستا واتفاق ثان لإجلاء آخرين من بلداتها الجنوبية.
وخلال حملة عسكرية مستمرة منذ أكثر من شهر، تمكنت القوات السورية من تضييق الخناق بشدة على الفصائل المعارضة المسلحة بعد تقسيم المنطقة إلى ثلاثة جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة إلى القبول بالتفاوض.
وأعلن التلفزيون الرسمي السوري أمس الجمعة التوصل إلى اتفاق مع "فيلق الرحمن" الذي يسيطر على جنوب الغوطة الشرقية يبدأ تنفيذه صباح اليوم السبت، ويقضي بإخراج مقاتلين مع عائلاتهم من عدد من البلدات والاحياء. وأكد فيلق الرحمن حصول الاتفاق.
وستكمل أمس خروج الدفعة الثانية من مقاتلي حركة أحرار الشام ومدنيين من مدينة حرستا التي المعزولة غرب الغوطة. وتم التفاوض على اتفاق الاجلاء بين الفصيل المعارض وروسيا.
وبعد اتفاقي حرستا والجنوب، ما يزال مصير مدينة دوما شمالا التي يسيطر عليها "جيش الاسلام"، الفصيل الأقوى في الغوطة، غير معروف مع استمرار المفاوضات فيها مع الجانب الروسي.
ولليوم الثاني على التوالي، تجمعت منذ صباح أمس الجمعة تباعا حافلات محملة بالمقاتلين والمدنيين في منطقة تماس عند أطراف المدينة بانتظار اكتمال القافلة قبل أن تنطلق باتجاه إدلب في شمال غرب البلاد .
وقال رئيس المجلس المحلي في حرستا حسام البيروتي لفرانس برس عبر الهاتف من بيروت إن "مشهد الناس مبك فعلا، خرجوا من تحت الركام، خرجوا من أقبية دفنوا فيها من دون أكل أو خدمات، خرجوا للحياة من جديد برغم شعورهم بالخذلان من المجتمع الدولي".
وقال مصدر عسكري إن "الجيش يتسلم حاليا الأسلحة المتوسطة والثقيلة من حركة أحرار الشام". وخرجت الخميس دفعة أولى تضم 1580 شخصا بينهم 413 مقاتلا من مدينة حرستا، ووصلت بعد رحلة استغرقت ساعات طويلة إلى محافظة إدلب.
وقال أبو محمد مدني بعد وصوله إلى مخيم في شمال إدلب "كان وضعنا مأساويا جدا لا نستطيع العيش فوق الأرض حرقوا الأرض، ولا أكل ولا شرب، حتى الشعير لم نعد نجده".
ويبدو أن المشهد ذاته سيتكرر قريبا في بلدات جنوب الغوطة. وأعلن التلفزيون السوري امس الجمعة التوصل إلى اتفاق يبدأ تنفيذه اليوم السبت الساعة التاسعة صباحاً.
وقال المتحدث باسم الفصيل وائل علوان على صفحته على خدمة "تلغرام"، "بعد الصمود الأسطوري توصل فيلق الرحمن بعد مفاوضات مباشرة مع الروس" إلى الاتفاق.
ويقضي الاتفاق، وفق التلفزيون الرسمي، "بنقل نحو سبعة آلاف شخص من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما"، فضلا عن اجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها، وذلك "بعد تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وخرائط الأنفاق".
وبعدما كان كرر مرارا رفضه الإجلاء، أعلن فصيل فيلق الرحمن أول من أمس وقفا لإطلاق النار في مناطق سيطرته لإفساح المجال أمام "مفاوضات نهائية" للتوصل إلى حل ينهي "المعاناة" و"الوضع الإنساني الكارثي" مع انتشار "القمل والجرب" في الأقبية.
وقبل التوصل الى الاتفاق، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 70 شخصا في القصف على بلدات جنوب الغوطة.
وبين هؤلاء 37 مدنيا قتلوا في غارات روسية على بلدة عربين، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن الذي أوضح أن "القصف الروسي بالغارات والقنابل الحارقة تسبب بمقتل هؤلاء المدنيين في الأقبية حرقاً او اختناقاً"، ومشيرا إلى أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من انتشالهم سوى في وقت لاحق خلال الليل وفجر الجمعة.
واستهدف القصف بالقنابل الحارقة مناطق عدة في الغوطة خلال الليل تضمنت ايضاً مدينة دوما.
وأظهرت صورا التقطها مراسل فرانس برس خلال الليل حرائق مشتعلة في اماكن عدة.
وتحت ضغط القصف الجوي، تجري حاليا مفاوضات بين روسيا ومسؤولين في مدينة دوما، وفق اللجنة المدنية المعنية بالمحادثات التي لم يؤكد فصيل جيش الإسلام مشاركته فيها.
ووفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن، قد تؤدي المفاوضات في دوما إلى اتفاق يقضي بتحويلها الى منطقة "مصالحة" بعودة مؤسسات الدولة إليها وبقاء مقاتلي "جيش الإسلام" من دون دخول قوات النظام.
وتتواصل منذ أيام عدة حركة نزوح جماعي من مدينة دوما عبر معبر الوافدين شمالاً، أحد المعابر الثلاثة التي حددتها القوات الحكومية للراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المعارضة.
ودفع القصف والمعارك أكثر من 87 ألف مدني للنزوح منذ 15 آذار(مارس) باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام، وبقي أكثر من 30 ألفا في منازلهم في بلدات في جنوب الغوطة سيطر عليها الجيش، وفق المرصد السوري.
وارتفعت حصيلة القتلى في الغوطة الشرقية إلى 1630 مدنياً بينهم أكثر من 320 طفلاً، خلال شهر.
ا ف ب